أعلن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يوم الاثنين، عن تأسيس بلاده لمنظمة عالمية لتعزيز الجهود العالمية في سبيل معالجة تحديات المياه بشكل شمولي.
أشار ابن سلمان إلى أن “مقر المنظمة سيكون في العاصمة السعودية الرياض، والتي ستسعى لضمان استدامة موارد المياه وتعزيز فرص وصول الجميع إليها، من خلال تبادل وتعزيز التجارب التقنية والابتكار والبحوث والتطوير، وتمكين إنشاء المشاريع النوعية ذات الأولوية وتيسير تمويلها”، وفقا لوكالة الأنباء السعودية “واس”.
وحول إن كانت هذه الخطوة ستساعد بطريقة أو بأخرى بحل مشكلة نقص المياه في المنطقة والتي تتزايد عام بعد آخر، تحدث دكتور الاقتصاد والعلاقات الدولية في جامعة طرطوس، ذو الفقار عبود قائلا: “ولي العهد لديه رؤية 2030 للمملكة العربية السعودية ومعروف أن كل الدراسات المستقبلية تقول أن المنطقة مقبلة على أزمة مياه ويوجد أفكار سابقة، إسرائيلية أو تركية، كانت تنادي بمبادلة ملف المياه بملف النفط، أي أن الدول العربية غنية بالنفط وفقيرة بالمياه أي عليها أن تقايض ما تملكه من ثروة نفطية بالثروة المائية، وكان هناك عدة مشاريع عبر التاريخ ومنه مشروع “أنابيب السلام” الذي طرحته تركيا بالتعاون مع إسرائيل وكان مخططا له المرور من تركيا إلى سوريا إلى إسرائيل وثم لدول الخليج العربي”.
وحول إمكانية تبادل الخبرات مع الدول التي تمتلك خبرات في هذا المجال، قال عبود: “منذ الآن هناك تبادل خبرات بين دول الخليج العربي ومنظمات دولية ودول بعينها ومعروف أن معظم مياه الشرب في منطقة الخليج هي مياه معاد تكريرها ومحلاة”.
وتابع قائلا: “هذه المنطقة شحيحة بالمياه الجوفية ولا يمكن الاعتماد على مياه الأمطار وأغلب مياه الشرب إما مستوردة أو محلاة محليا، لذلك فإن تأسيس مثل هذه المنظمة هو لتأطير التعاون بين المملكة ودول الخليج ومنظمات أخرى معنية بملف المياه”.
ولي العهد السعودي يؤسس منظمة عالمية لمعالجة تحديات المياه
وتحدث عبود حول مستقبل هذه المنظمة بقيادة الملكة العربية السعودية، قائلا: “من المبكر الحكم على ولادة هكذا مجموعة ولكننا نشهد ولادة مجموعة من المنظمات والمنتديات كـ”بريكس” ومنظمة شنغهاي للتعاون الاقتصادي والأمني. وأعتقد أن وجود مثل هكذا منظمة هو أمر ضروري من أجل حماية حقوق منطقة الخليج العربي بشكل عام، وأعتقد أنه سيكون لها دور مؤثر في المستقبل”.
واختتم عبود قائلا: “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ينتهج سياسة براغماتية يريد أن يقود المملكة بعيدا عن أي اصطفافات دولية، صحيح أنه صديق للولايات المتحدة الأمريكية ولكنه بنفس الوقت لم يرضَ أن تنتهج المملكة العربية السعودية نهجا معاديا لروسيا، فهو يعتبر روسيا بمثابة صديق”.
يذكر أن وكالة الأنباء السعودية “واس”، كانت قد أشارت إلى أن “مبادرة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بتأسيس منظمة عالمية بشأن المياه، تأكيدا لدور المملكة العربية السعودية في التصدي لتحديات المياه حول العالم، والتزامها بقضايا الاستدامة البيئية، وانطلاقا مما قدمته على مدار عقود من تجربة عالمية رائدة في إنتاج ونقل وتوزيع المياه وابتكار الحلول التقنية لتحدياتها، ومساهمتها في وضع قضايا المياه على رأس الأجندة الدولية، ومن ذلك تقديمها تمويلات تجاوزت 6 مليارات دولار لدول في 4 قارات حول العالم لصالح مشاريع المياه والصرف الصحي”.