أخبار عربية ودولية
مبادرة مصرية لتهدئة الأوضاع في فلسطين
وسط حقبة فاشية من الانتهاكات والاعتداءات يقودها نتنياهو وبن غفير، طرحت مصر مبادرة من 3 خطوات بغرض فرض تهدئة في فلسطين، ووقف التصعيد الإسرائيلي المستمر، مستندة على مخرجات اجتماعي العقبة وشرم الشيخ.
وقال السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، خلال جلسة النقاش المفتوح لمجلس الأمن بشأن الوضع في الشرق الأوسط خاصة القضية الفلسطينية، أمس الثلاثاء، إن الأوضاع الحالية تؤكد ما سبق التحذير منه بأن استمرار الانتهاكات الحالية ينذر بالدخول في دائرة مفرغة من العنف يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء.
وأكد أن القاهرة تدعو للقيام بخطوات لتجنب الوضع الحالي، تتمثل في تنفيذ ما تم التوافق عليه في اجتماعي العقبة وشرم الشيخ، خاصة فيما يتعلق بوقف كافة الإجراءات الأحادية المتمثلة في التوسع الاستيطاني، وأعمال العنف ضد المدنيين، وعدم المساس بالوضع القانوني والتاريخي القائم بالأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، واحترام وصاية المملكة الأردنية الهاشمية، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتحقيق المساءلة في الانتهاكات التي يتعرض لها.
وأوضح المراقبون أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، لا تلتزم بأي اتفاقيات، ولا تحترم القوانين والقرارات الدولية، معتمدة على الحماية والإسناد الأمريكي، مؤكدين على ضرورة أن يكون هناك ضغوط دولية وإقليمية عبر فرض عقوبات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية من شأنها دفع الاحتلال إلى وقف هذه الانتهاكات.
إجراءات مطلوبة
اعتبر الدكتور واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الأزمة الحقيقية في حكومة اليمين المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، والتي تصعد عدوانها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني، وتستمر في عدوانها المتواصل بشكل يومي في كل أراضي فلسطين المحتلة، وعلى المقدسات الدينية والمسيحية، إضافة إلى التصفيات الميدانية والاستعمار الاستيطاني، وكل ما له علاقة بتثبيت الوقائع على الأرض.
وتحدث الأعضاء، خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي، عن عدم شرعية الاحتلال والاستيطان الاستعماري، وعن قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وعن حرية واستقلال الشعب الفلسطيني، وتوفير الحماية الدولية للشعب، لكن هذه الكلمات تكررت في أكثر من مناسبة، ولا يوجد هناك فرصة للحديث عن إمكانيات عملية لفرض ذلك، إضافة إلى أن ما يقوم به الاحتلال يعتقد بأن هناك ضوء أخضر أمريكي لحمايته من مغبة المساءلة عن جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالمبادرة المصرية، قال إن القاهرة لها باع وثقل طويل على صعيد دعم القضية الفلسطينية، والمبادرات التي تطرحها الحالية أو السابقة، سواء المتعلقة بالمصالحة ومحاولة ترتيب الوضع الداخلي، أو خلق أفق سياسي حقيقي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، دائمًا مرحب بها، لا سيما المبادرة الأخيرة والتي تضمنت خطوات مهمة من بينها توفير الحماية الدولية ووقف سياسة الجرائم والعدوان، والبحث عن كيفية إلزام إسرائيل بكل ذلك من خلال أفق سياسي يفضي لإنهاء الاحتلال والاستعمار الاستيطاني، وتحقيق استقلال الشعب الفلسطيني وحريته.
ويرى أبو يوسف أن ما تقوم به إسرائيل، سواء على صعيد ما جرى بعد اجتماع العقبة من حرق بلدة حوارة في نابلس، وما جرى من استباحة قطعان المستوطنين للمدن الفلسطينية، وعلى صعيد الاقتحامات اليومية لجنين ونابلس وما جرى بعد اجتماع شرم الشيخ، وهي كلها تؤكد أن الحكومة الإسرائيلية لا تملك سوى سياسة التصعيد والعدوان، معتمدة على الدعم والإسناد والحماية الأمريكية.
وشدد على غياب الخطوات العملية اللازمة لدفع الاحتلال لوقف هذه الجرائم العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، معتبرًا أن الطريق الوحيد لذلك هو فرض عقوبات وعزلة دولية على الحكومة الإسرائيلية ومحاكمتها بسبب جرائمها المتصاعدة، وإلا ستبقى تعتقد أنها تمتلك الضوء الأخضر اللازم لاستمرارها في هذه الانتهاكات.
ضغط دولي
من جانبه اعتبر زيد الأيوبي، القيادي في حركة فتح، أن إسرائيل لا تلتزم بأي من الاتفاقيات الموقعة برعاية دولية وإقليمية، خاصة التفاهمات التي وقعت في اجتماعي العقبة وشرم الشيخ، والتي تمت برعاية الولايات المتحدة الأمريكية ومصر والأردن.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، تم الاتفاق على وقف كل التصرفات الإسرائيلية أحادية الجانب، وعدم الاعتداء على مناطق السلطة الفلسطينية، ووقف انتهاكات المستوطنين وسياسة هدم المنازل، وإنهاء عمليات الاعتقالات والاقتحامات المستمرة للمدن، وعدم المساس بالوضع القانوني والتاريخي القائم في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، لا سيما القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
وقال إن إسرائيل لم تلتزم بكل هذه التفاهمات، حيث يتم الاعتداء بشكل يومي على المقدسات الدينية، ومنع الاحتلال المسيحيين من ممارسة طقوس دينهم خلال أعيادهم، وتعتدي بشكل مستمر على الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة بذات الوقت وبنفس الوتيرة.
ويرى الأيوبي أن الوضع الحالي يحتاج إلى ضغط دولي من قبل المجتمع الدولي والقوى الفاعلة فيه، مع دخول دول القوة المناهضة للقطب الأمريكي، مثل روسيا والصين على الخط، ويصبحوا المظلة لأي مسار سياسي فلسطيني إسرائيلي في المستقبل، مؤكدًا أن هذا الضغط الدولي سيدفع إسرائيل لوقف جرائمها.
واعتبر أن تفعيل الموقف الدولي الحازم والضاغط يجب أن ينبع من نية دولية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ومحو كل آثار الاحتلال وفق قرارات الشرعية الدولية، مشيرًا إلى أن هذا الضغط ليس سياسيا أو دبلوماسيا فقط بل اقتصاديًا، عبر العقوبات ووقف التعامل الاقتصادي مع إسرائيل والمستوطنات.
وأكد أن عزل إسرائيل دوليًا سيكون له دور إيجابي في دفعها للتراجع عن ممارساتها وانتهاكاتها المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وقبولها الاعتراف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني والتي تفضي للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وعقد مجلس الأمن الدولي، يوم الثلاثاء، جلسة خاصة مفتوحة لمناقشة الأوضاع في فلسطين، برئاسة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حيث تترأس روسيا المجلس الشهر الجاري.