حوار – أحمد إبراهيم
تعد محاورة الدكتور محمد عسر أستاذ التصوير السينمائي بالمعهد العالي للسينما ونجل الفنان حسين عسر أخو الفنان والمعلم القدير عبد الوارث عسر شرف كبير، فهو ركن ركين في صناعة الدراما المصرية خلال الفترة الماضية، فلقد قدم الكثير من المسلسلات الهامة الخالدة كمسلسل أربيسك وزيزنيا وقاسم أمين، كذلك الكثير من الأعمال السينمائية لكثير من نجوم جيل الثمانينيات والتسعنيات، كما أنه أستاذ كبير بالمعهد العالي للسنيما، تتلمذ علي يده أجيال وأجيال من صناع الصورة السينمائية …
- ما أهم التغيرات بصناعة الصورة الدرامية حالياً؟
- دخول عنصر التكنولوجيا الرقمية، ذهب بصناعة الصورة لآفاق ومناطق لم نكن نتخيلها، وتلاميذي عندما اشتغلوا بالتكنولوجيا، حققوا تغيراً ملموساً في صناعة الصورة الدرامية، فمعادلة الصورة الدرامية الآن تغيرت، فالتكنولوجيا سمحت بإمكانية التصور في ضوء المكان العادي أو الـ available light وهذه رفاهية لم نكن نتخيلها، إضافة لظهور عنصر البوست برودكشن، الذي حقق فائدة للصورة ومدير التصوير، هذا إضافة لما قدمته التكنولوجيا من قفزات في عناصر الإخراج والمونتاج وتقريباً كافة عناصر صناعة العمل الدرامي، وكل هذا يحقق في النهاية المتعة للمشاهد.
- ما أهم التكريمات في تاريخكم الطويل ؟
- جوائزي قليلة و تكريماتي قليلة، ولقد كُرمت عن مسلسل أرابيسك، وحصلت علي جائزة أحسن مسلسل، وكذلك مسلسل ألف ليلة وليلة، وحلم الجنوبي، ولقد كنت محظوظاً بالعمل مع أستاذ ومخرجين كبار كمحمد فاضل وأنعام محمد علي و مجدي أبو عميرة وغيرهم.
- لماذا لم يعد لدينا اعمال كأربيسك وزيزينيا وقاسم أمين؟
- الكتابة مش قادرة، بمعني أن نوعية التي ابتدءها السيناريست أسامة أنور عكاشة رحمة الله عليه، بأعمال كليالي الحلمية أو بوابة الحلواني للكاتب محفوظ عبد الرحمن، لم تعد موجودة وللأسف – محدش قادر يعملها – وبالرغم أن رمُزنا كثر وعايزين نشفها، فعندما كنت أصور مسلسل قاسم أمين، كنت في منتهي السعادة، إضافة بالطبع أنه من الصعب تكرار مخرجة كأنعام محمد على، فهي مخرجة متميزة، ومن لدينا الآن ليصنع لنا مسلسلات عن أحمد زويل مثلاً ، وغيره من رموز مصر.
- ألا تري أمل في ظهور كُتاب جدد مميزين؟
- الأمل في وجه الله، وحقيقة، أنا مش شايف مؤشرات لكُتاب قادرين علي كتابة الحجات والحكايات اللي بتضرب وتفيد الناس، عفواً في التعبير ما يحدث الآن هو إقلب الشراب و أعدل من تاني، وبصراحه أنا مش عارف الأعمال الحالية بتستهوى المشاهد أزاى، والعيب مش على المشاهد العيب على إلى بيوفقوا على هذه الأشياء و هذه المسلسلات وهذه الكتابة.
- ما هو الحل لصناعة درامات قوية مؤثرة ؟
- صناع الفن لابد أن يكون لديهم نزعة للإرتقاء، ولقد خسرنا فى الفترة الأخيرة مجموعة من المخرجين كانوا لديهم الرؤية وامكانية تحقيق دراما قوية الصناعة ومؤثرة، والبداية تكون بالكتابة وهي تعاني كثيراً الآن.
- ماذا عن انتشار المنصات؟
- المنصات و الـ PlatForms جيدة وتقدم من فترة للثانية أعمال جيدة، اتفرجت فيها على حاجات حلوة، وولادى وتلاميذى بيقدموا حاجات حلوة كتير كصورة وكموضوع، كمسلسل غرفة 207 فيه فكرة حلوة جداً وصورة حلوة وإخراج حلو، وكذلك مسلسل الحشاشين، كتابة حلوة تناولت حقبة وشخصية حسن الصباح وكان لازم نعرف من هو وما الشر الذي صنعه لهذه الأمة، وهو عمل يحسب للدراما وللتلفزيون.
- لكن ألم يكن المسلسل موجه لشريحة معينة ؟
- خطاب التنوير يجب أن يوجه للكل، والناس الآن حتي لو عن السمع تعرف أن هناك فرقة ضالة أسمها الحشاشين ونفس الحكاية بالنسبة لحسن الصباح، هو مين ومشروعه إيه وبيتصرف وإزاى بيتعامل مع الحشاشين أنفسهم، وإزاى عمل هذه الجماعة .
- كم عمل في تاريخ الفنان محمد عسر؟
- 50 عمل، 30 مسلسل كلهم تقريباً أعمال مميزة، مع مخرجين مميزين .
- ماذا عن التكلفة الباهظة في صناعة الدراما ؟
- فعلا التكلفة زادت كثيراً فى صناعة الميديا حالياً، سواء فى التلفزيون و السينما، سواء في المعدات أو أجور الفنانين، وكل هذا يؤثر على حركة عجلة الإنتاج، ويجي عودة الدولة للتدخل في الإنتاج من خلال قطاع الأنتاج وشركة صوت القاهرة، ولا وجود المتحدة ما شاهدنا العديد من الاعمال الجيدة التي أنتجتها خلال الفترة الماضية.