“محمود عبد العزيز”.. المخابرات تكرم فناناً مصرياً “3 – 2”
Egypt 30
كتب – أحمد إبراهيم
يبدو أن الفنان محمود عبد العزيز أحب سكة الأفلام الحربية، فلقد وجد فيها تحققاً وصدقاً وإقبالاً جماهيرياً، فمثلما كانت أول خطواته بسلم النجومية وعالم البطولة المطلقة مع الفيلم الحربي الرومانسي “حتي آخر العمر” تحرك الفنان الذكي المبدع لمحطة أخري أكثر نجاحاً وعمقاً.
ليصل إلي مرحلة النضج والتألق التمثيلي بتجسيده لشخصيتن متناقضتين في آن واحد “عز الدين ومنصور مساعد الطوبجي”، الشخصيتان تتحركان في إطار مفهومي الإخلاص والخيانة للوطن، وبالتحديد داخل عالم التخابر والجاسوسية الغامض المخيف، فالأول المواطن الشريف أو عنصر الإستخابراتي المصري “عز الدين”، الشبيه والبديل للثاني الخائن ” منصور الطوبجي” الجاسوس محترف التخابر ونقل المعلومات السرية لصالح الكيان الصهيوني والعميل السري لضابط المخابرات المميز أبو جوده الفنان “يحي الفخراني” ..
وسيناريو فيلم إعدام ميت عن قصة حقيقة جُسدت علي الشاشة بقدر كبير من العبقرية، فالشاب السيناوي “منصور الطوبجي” إبن أحد القبائل السيناوية المعروفة ينخرط هو وحبيبته أو “سحر” الفنانة بوسي، في عمليات تجسس لصالح إسرائيل، وهو ما يدفع المخابرات المصرية لاستدراج هذا العميل والجاسوس الكفأ صاحب الثقة الكبيرة من رجال جهاز المخابرات الاسرائيلية وتحديداً من مشغلة ضابط الموساد أبو جوده، ليتم بعد استدرجه والقبض عليه استبداله بواحد آخر طبق الأصل ولكنه وطني أصيل يعمل لصالح بلاده، ويستدرج رجال الموساد للدخول إلي مفاعل ديمونه لطمئنة رجال المخابرات والدولة المصرية، التي تنوي دخول الحرب واسترداد أرض سيناء عن مدي فاعلية ونشاط المفاعل وإنتاجه للقنابل النووية من عدمه، وهو ما ينجح فيه البديل الوطني الفدائي عز الدين ويحقق الصدمة للعدو الصهيوني ..
.. ويبدو أن تجسيد الفنان محمود عبد العزيز لشخصية ضابط الاستخبارات المصرية، عز الدين كان هو السبب الرئيسي لتكريم جهاز المخابرات المصرية، للفنان محمود عبد العزيز والذي يعد ثاني فنان مصري تقوم المخابرات المصرية بنعيه بالصحف وعلي شاشات التلفزيون – كان الفنان الإسكندراني هو أول فنان نعته المخابرات المصرية -.
.. وفيلم إعدام ميت من إنتاج عام 1985، بطولة محمود عبد العزيز وفريد شوقي ويحيى الفخراني وبوسي وليلى علوي، مدير تصوير سعيد شيمي موسيقي تصويرية عمرو خيرت، إخراج على عبد الخالق، والفيلم يعد علامة فارقه لدى الجماهير منذ عرضه الأول عام 1985.
فخ الجواسيس ..
.. يعد فيلم فخ الجواسيس الأقل شهرة وحظاً بين أفلام النجم محمود عبد العزيز وأعمال الجاسوسية إجمالاً والسر غير معلوم، فهو عمل سينمائي جيد إنتج عام 1992 للمخرج أشرف فهمي في ثاني لقاء فني مع النجم محمود عبد العزيز، عن قصة حقيقة كتب لها السيناريو والحوار إبراهيم مسعود والذي يعد واحداً من أهم كتاب الأفلام ذات المضامين البولسية ووقائع التجسس والتخابر، والذي يعد واحداً من أبرز كتاب التسعنيات كتابة لدراما وأعمال الإثارة والتشويق، حيث قدم أكثر من عمل من هذه النوعية، كفيلم بئر الخيانة وإعدام ميت ومسلسل داليا المصرية وغيرها من أعمال بوليسية تشويقية ..
والفيلم يحكي قصة ضابط المخابرات محي “محي” الفنان محمود عبد العزيز، الذي يكتشف خيانة إبنة الوزير السابق في العصر الملكي “داليا فهمي البشاري” الفنانة “هالة صدقي” التي لعبت دور الفتاة الارستقراطية الخائنة لوطنها، والمتعاونة مع العدو الصهيوني أبان حرب الاستنزاف والتي أرشدتهم بأماكن ومواقع بناء حائط الصاوريخ، وهو ما يدفع بجهاز المخابرات المصرية، وبالبطل محي، لتعقبها والقبض عليها من خلال حيلة ذكية، حيث يستثمر ظروف مشاركة أخواها الأصغر بالحرب ضد العدو الصهيوني، ليكشف سر تعاونها مع الموساد بعد الإتفاق مع أخواها المجند الوطني “عصام فهمي البشاري” الفنان “خالد محمود”، الفيلم يمتلأ بالأحداث والتحولات والإنقلابات الدرامية، التي تضيف المزيد من الإثارة والتشويق للفيلم.
والفيلم مأخوذ عن رواية لمؤلف السيناريو إبراهيم مسعود والتي كانت بعنوان “داليا المصرية” ولقد حولت لعمل درامي ومسلسل مكون من 15 حلقة أُذيع بالعام 1982 ، ويبدو أنه للتشابه الكبير بين الفيلم والمسلسل أو لإقتراب قصة هذا الفيلم مع قصة فيلم الصعود للهاوية في بعض الأحداث، لم يحقق الإقبال والإلتفاف الجماهيري المعهود لهذه الأعمال التي تتمتع بإثارة وتشويق متفرجي ومرتادي السينما.
والفيلم به بالعديد من المشاهد الممتعة بصرياً وسينمائياً مثل مشاهد تتبع “داليا” في أثينا حيث عمد المخرج أشرف فهمي ومدير التصوير سعيد شيمي لاستخدام لقطات طويلة تستعرض جمال الطبيعة والأثار اليونانية بهذه المدينة العريقة، هذا إضافة للموسيقي التصويرية التي أبدعها الفنان ياسر عبد الرحمن والتي أضافت شُحنات من الغموض والترقب والتوتر المتصاعد وحققت متعة صوتية أضافت الكثير للمعني الدرامي والكادر السينمائي ككل.
هذا بالإضافة للأداء المتميز من ممثلي العمل والتكوين البصري العميق الذي قدمه مدير التصوير سعيد شيمي والذي قدم صورة تجمع بين الغموض والبريق، والتي تلائم طبيعة هذا الفيلم المشوق.
وفيلم فخ الجواسيس بطولة الفنان محمود عبد العزيز، هاله صدقي، أحمد خليل، إيمان، مريم فخر الدين، خالد محمود، رضا حامد، هاني رمزي، مدير تصوير سعيد شيمي، موسيقي تصويرية ياسر عبد الرحمن، إخراج علي عبد الخالق.