التقطت صور الأقمار الصناعية، مشاهد لنهر الأمازون وروافده، قبل ثلاثة أشهر، ظهرت فيها مياه النهر متدفقة ومستوى مياه عاليًا، ولكن ما اعتبر صادمًا هو ما وصل إليه النهر وروافده في وقتنا الحالي، والذي تسبب في المزيد من المخاوف البيئية المستقبلية.
ماذا يحدث؟
أفادت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية أن الجفاف الكارثي هو الأسوأ الذي واجهته الأمازون منذ عام 1950، كما أن له تأثيراته السلبية حيث «انقلبت حياة السكان، وتقطعت السبل بالقوارب، وتهددت الدلافين المهددة بالانقراض».
تلتقط الصور «الصادمة» سفينة تستقر على الكثبان الرملية، في منطقة كانت المياه تغمرها، وفي صورة أخرى، يرقد دولفين نافقًا على الرمال، ففي عام 2023، كان هذا هو مصير أكثر من 200 دولفين.
ينخفض منسوب نهر ريو نيجرو، وهو أحد أكبر أنهار الروافد في الأمازون، بمعدل 7 بوصات يوميًا في المتوسط، وفقًا لخدمة الطقس البرازيلية. وفي بعض الأماكن، مثل العاصمة برازيليا، مر أكثر من 140 يومًا بدون أمطار.
ونقلت شبكة CNN عن أندريه جيماريش، المدير التنفيذي لمعهد أبحاث البيئة غير الربحي في الأمازون، قوله: «نحن نعاني من وضع لم يحدث من قبل».
ووصف التغييرات بأنها «هائلة للغاية» وأعرب عن قلقه بشأن ما يقرب من 60٪ من مواطني البرازيل الذين ستتأثر حياتهم وسبل عيشهم بها.
لماذا الجفاف مقلق للغاية؟
بصرف النظر عن المخاطر المباشرة على الوظائف وإمدادات الغذاء للعديد من البرازيليين، يشعر المسئولون بقلق بالغ بشأن الأسباب وراء موسم الجفاف المبكر وغير المعتاد والشديد للغاية.
وذكر موقع الأكاديمية المهتمة بالتغيرات المناخية World Weather Attribution أن الجفاف الذي حدث العام الماضي في حوض الأمازون أصبح أكثر احتمالية للحدوث بمقدار 30 مرة بسبب هذه الظروف المتغيرة.
ونقلت شبكة CNN عن لينكولن ألفز، وهو عالم أبحاث في المعهد الوطني لأبحاث الفضاء في البرازيل، أن هذه التغييرات، إلى جانب إزالة الغابات، تدفع المنطقة «نحو نقطة تحول محتملة».
ومع الجفاف يأتي أيضًا خطر اندلاع حرائق الغابات، كذلك فقدان المزيد من غطاء الغابات في الأمازون سيكون مدمرًا، حيث كانت تحتفظ بـ 56.8 مليار طن متري من الكربون اعتبارًا من عام 2022، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.
ما الذي يجب القيام به لمعالجة هذا؟
في حين لا يستطيع أحد رفع مستويات المياه بشكل مباشر، فإن التأثير الأكبر على جفاف الأمازون سيأتي من الحكومات والشركات الكبرى التي تنفذ خططها للحد من انبعاثاتها المسببة للاحتباس الحراري.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العمل على إعادة تشجير وتجديد حوض الأمازون من شأنه أن يحافظ على التنوع البيولوجي المهم فيه، مما يساعد على استقرار المنطقة.
وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فأنه «يمكن للحكومات التخفيف من تأثير الجفاف في المستقبل من خلال خفض مستويات إزالة الغابات، واستعادة الغابات ومساعدة المجتمعات على التكيف».