عقارات
مشروع «نيوم» ينهار تحت الضغط المالي

«مدينة ضخمة عالية التقنية تضم روبوتات أكثر من البشر ومتنزهات ترفيهية في الصحراء تجمع بين العالمين الافتراضي والمادي»، كانت هذه هي رؤية المملكة العربية السعودية لمشروع «نيوم»، لكن هذا الحلم بدأ ينهار تحت الضغط المالي.
مشروع نيوم السعودية
وفقًا لموقع «بزنس إنسايدر» فإنه عندما كشف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأول مرة عن مشروع التكنولوجيا الفائقة في عام 2017، قوبل ببعض الشكوك، ومنذ ذلك الحين، كانت التفاصيل حول المشروع نادرة نسبيا، حيث ورد أن المخططين ملزمون باتفاقيات صارمة لعدم الإفصاح.
ولكن في الآونة الأخيرة، ظهرت السعودية كبلد بدأ يشعر بضغط طموحاته الضخمة، حيث قال وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، إن الصدمات الاقتصادية العالمية، من جائحة كوفيد-19، وصولًا إلى الحرب في غزة، دفعت بلاده إلى مراجعة خططها الطموحة للإصلاح الاقتصادي التي انطلقت في العام 2016، بما في ذلك مدينة نيوم المستقبلية باهظة التكلفة، التي تُطرح منذ فترة طويلة تساؤلات حيال قابليتها على الاستمرار.
وأوضح الجدعان، خلال كلمة في منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة، يوم الثلاثاء 14 مايو الماضي، أن رؤية 2030 أُطلقت عام 2016، قبل وقت طويل من تفشي الوباء والحروب في أوكرانيا وغزة ومشكلات مثل التضخم وتعطل سلاسل التوريد، متابعًا: «كل تلك الصدمات الجماعية التي تواجه العالم تدعونا إلى إعادة ترتيب الأولويات، والنظر إلى ما نقوم به، وكيف يمكننا تحسين ما نقوم به فعليًا، وتحسين خططنا».
وأضاف أن منح الإصلاحات مزيدًا من الوقت يمكن أن يكون في نهاية المطاف أفضل للاقتصاد السعودي؛ ما يسمح للقطاع الخاص بالنمو جنبًا إلى جنب مع المشاريع الضخمة.
رؤية السعودية 2030
يذكر أن مدينة نيوم عندما أعلن عنها صُورت كمدينة خيالية، والآن، تجد السعودية صعوبة أكبر في تحويل هذه الرؤية الخيالية إلى واقع على الأرض.
والقضية الرئيسية هي التكلفة الهائلة لنيوم، حيث كافحت السعودية لجذب الاستثمار الأجنبي اللازم للمشروع الضخم الذي تزيد كلفته عن 1.5 تريليون دولار.
وكانت المملكة تعتمد على الاستثمار الأجنبي لتمويل جزء كبير من نيوم، لكن الأمور لم تسر كما هو مخطط لها بالكامل، حيث ذكرت وكالة بلومبرج، في أبريل الماضي، أن الحقائق المالية لخطة رؤية 2030 في البلاد، والتي تشمل نيوم كمحور لها، بدأت تسبب القلق، وفي فبراير، بدأت السعودية أيضا الاقتراض للمساعدة في تمويل بعض المشروعات العملاقة الطموحة.
ناطحات سحاب «ذا لاين»