Site icon مصر 30/6

مصادرة أصول بنوك غربية في روسيا

روسيا وامريكا

لا يزال الصراع بين روسيا والغرب محتدما، ليشهد حلقات من التصعيد المتبادل بين الجانبين، بينما لا تلوح في الأفق بوادر تسوية حقيقية.

وضمن حلقة من حلقات التصعيد، أقرت محكمة في سان بطرسبرغ مصادرة أكثر من 700 مليون يورو من الأصول المملوكة لثلاثة بنوك غربية؛ وهي (يوني كريديت الإيطالي)، و(دويتشه بنك، وكومرتس بنك الألمانيين).

تعتبر هذه الأحكام -التي تأتي في ظل علاقات متوترة بين موسكو والغرب على وقع الحرب في أوكرانيا منذ الرابع والعشرين من شهر فبراير من العام 2022- واحدة من أكبر التحركات ضد المقرضين الغربيين منذ أن دفعت الحرب معظم البنوك الدولية في موسكو إلى سحب أو إنهاء أعمالهم بالبلاد.

ويتزامن ذلك أيضاً مع مطالبة البنك المركزي الأوروبي مقرضي منطقة اليورو الذين لديهم عمليات في روسيا بتسريع خطط خروجهم، بحسب صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.

أسباب القرارات

تعود قرارات المحكمة الروسية إلى مطالبة من  RusChemAlliance، وهي شركة تابعة لشركة غازبروم (شركة النفط والغاز الروسية العملاقة التي تحتكر صادرات الغاز عبر خطوط الأنابيب).

ويشار إلى أن قائمة الجهات الضامنة أيضًا تشمل كلاً من: Bayerische Landesbank وLandesbank Baden-Württemberg، اللذين رفعت عليهما شركة RusChemAlliance أيضًا دعاوى قضائية في محكمة سان بطرسبرغ.

 

مخالفة للشروط التعاقدية

بدوره، يقول الأستاذ في مدرسة موسكو العليا للاقتصاد، رامي القليوبي إن:

وأشار إلى أن تصريحات الخارجية الروسية أخيراً تعكس أن العلاقة بين كل من روسيا وأوروبا لن تعود إلى مستوى الشراكة، وبالتالي يبدو أن روسيا قررت إتخاذ خطوات أكثر حزمًا في مسألة إعادة “توزيع الأملاك” في الداخل، والأصول والأموال، على حد وصفه.

تبعات سلبية

وإلى ذلك، يعتقد الباحث الروسي المتخصص في الشئون الدولية والعلاقات الدبلوماسية، ديمترى بريجع، بأن روسيا قد اتجهت إلى نفس نفس السياسة التي يتبعها الغرب، مشيراً في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إلى استخدام الغرب لسلاح مصادرة الأصول الروسية، وبما يؤثر بشكل سلبي ليس فقط على الاقتصاد الروسي والأوروبي، وإنما على الاقتصاد الدولي عموماً (..) لا سيما وأن تلك السياسة تزعزع ثقة رجال الأعمال والمستثمرين في الغرب.

ويضيف: “نتيجة لتلك السياسة الغربية اتجهت روسيا إلى نفس الأسلوب من خلال مصادرة أصول غربية لديها من مؤسسات موجودة في روسيا”.

ويوضح أن إجراءات الغرب تعكس أيضًا رغبته في استمرار الحرب وعدم وجود حل سلمي مع روسيا أو حلول دبلوماسية، مؤكدًا أن العقوبات الغربية فشلت في الضغط على الاقتصاد الروسي، والدليل على ذلك نمو الاقتصاد الروسي ، وسلسلة الاتفاقات مع الصين بالإضافة إلى الملفات الاقتصادية مع دول آسيا.

رد الفعل الروسي

وإلى ذلك، يشير خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور أحمد سيد أحمد إلى أن:

وذكرت صحيفة فايننشال تايمز، الجمعة، أن البنك المركزي الأوروبي طلب من مقرضي منطقة اليورو الذين لديهم عمليات في روسيا خططًا مفصلة حول استراتيجيات الخروج الخاصة بهم.

وأدت التحديات القانونية المتعلقة بالأصول التي تحتفظ بها البنوك الغربية إلى تعقيد جهودها لتخليص نفسها من روسيا.

وفي الشهر الماضي، أمرت محكمة روسية بمصادرة أكثر من 400 مليون دولار من أموال بنك جيه بي مورغان تشيس بعد طعن قانوني من بنك VTB الذي يديره الكرملين. وذكرت رويترز أن المحكمة ألغت بعد ذلك جزءًا من عملية المصادرة المخطط لها.

Exit mobile version