مصر للطيران تحتفل بعيد تأسيسها
لم تكن نشأة مصر للطيران حدثًا عاديًا، بل كانت ثمرة مخاطر وتضحيات قام بها رجال آمنوا بحلم وطنهم. بدأت القصة بطيار مصري ورجل أعمال عظيم، وتضحية أخرى، لتوضع نواة أولى لتأسيس هذا الكيان الوطني الكبير.
حلم مصري:
بدأ الحلم من طيار مصري طموح هو كمال علوي الذي سافر إلى باريس وتعلم الطيران، ثم اشترى طائرة كانت أولى الطائرات المسجلة في مصر تحت التسجيل SU-AAA. وهبها لاحقًا لشركة مصر للطيران، لتكون خطوة أولى نحو تأسيس الشركة. ورغم أن جهوده لم تثمر عن نتائج مباشرة، إلا أنه كان أول من دعا إلى فكرة إنشاء شركة طيران وطنية.
طلعت حرب:
استمر الحلم في ذهن رجل الأعمال الشهير طلعت حرب باشا الذي حمل على عاتقه مهمة تحقيق حلم المصريين بوجود شركة طيران مدني وطنية. ورغم أن محاولاته لم تثمر عن استجابة من المسؤولين، إلا أن جهوده كانت خطوة أساسية في دفع الفكرة إلى الأمام.
فكرة التأسيس:
وكان الطيار محمد صدقي هو الحلقة الثالثة التي أكملت حلم تأسيس شركة مصر للطيران، حيث نجح في 26 يناير 1930 في قيادة طائرته “الأميرة فايزة” من برلين إلى القاهرة، ما جعل فكرة إنشاء شركة وطنية للطيران تأخذ شكلًا عمليًا. وبذلك، بدأ العمل الجاد لتأسيس الشركة من خلال تعاون بين كمال علوي وطلعت حرب ومحمد صدقي عبر بنك مصر، الذي أسسه طلعت حرب.
تأسيس مصر للطيرا
في 7 مايو 1932، صدر المرسوم الملكي بإنشاء “شركة الخطوط الهوائية المصرية”، والتي سُميت أيضًا “مصر آير وورك” باللغة الإنجليزية. نص عقد التأسيس على أن يمتلك المصريون 60% من أسهم الشركة، وكان رأس المال في البداية 20 ألف جنيه. وبعد عشرة أشهر، ارتفع رأس المال إلى 75 ألف جنيه.
تاريخ طويل:
مرت الشركة عبر مراحل عديدة من التطوير والتوسع، ومرت بتغيرات في الأسماء فكانت “الخطوط الهوائية المصرية”، ثم “مصر إيرورك”، ثم “الطيران العربية المتحدة”، إلى أن استقرت أخيرًا على اسمها الحالي “مصر للطيران”، ليظل هذا الاسم الوطني عزيزًا على قلوب المصريين ويعكس تاريخه الكبير في خدمة الوطن.