مجتمع مدني
“عاطف مغاوري”: الجمهورية الجديدة بلا مشروع ثقافي ..
نواب التجمع أوفياء لرسالة الحزب التاريخية
رئيس برلمانية حزب التجمع
.. النائب عاطف مغاوري
ـ المحور الثقافي يُعليّ قيمة الهوية والانتماء الوطني
ـ الترويج السياسي باستخدام الدين يخلق قدسية ورفضاً للآخر
ـ الأزمة الاقتصادية العالمية تحقق لمصر ميزة نسبية
ـ نعمد تخسير القطاع العام
حوار: أحمد صالح
.. يعد النائب عاطف مغاوري رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع بمجلس النواب، أول من عارض مرسي وتنبأ بسقوطه هو وجماعته وذلك يوم 8 يوليو 2012، وهو ما تحقق فعلاً بعد عام واحد من حكمه، ذلك حينما أعاد مرسي مجلس شعب الإخوان بعد أن حلته المحكمة الدستورية، فقدم النائب مغاوري استقالته من هذا المجلس معلناً موقفه من حكم مرسي وجماعته في حصن الكلمة نقابة الصحفيين المصرية..
- ما طبيعة مشاركة حزب التجمع بالحوار الوطني؟
- لقد قدم حزب التجمع اقتراح بثلاث محاور للأكاديمية الوطني للتغير ولم نقدم ورقة أو خارطة للمشكلات والقضايا التي يمر بها الوطن والمجتمع الآن، وهذا إيماناً منا بأهمية الاستماع للآخر والمشاركة في تقديم صيغ توافقية لا مساحات للاختلاف منها بهدف خدمة الهدف الأسمى من الحوار ودون التوسع في مناقشات تستغرق أوقاتاً قد تطول وتفقد المشاركين وحتي المواطنين حماسهم وإيمانهم بهذا الحوار.
- كيف يري الحزب الحوار الوطني؟
- الحزب يرى أن الحوار يتم علي نار هادئة، والأسماء التي طرحت بأمانات الحوار أسماء تستحق الاحترام والتقدير، كما أنه تم تحديد محاور وقضايا وموضوعات تمثل فعلا خطوات هامة تستحق المناقشة والوصول لحلول ترضي المجتمع، وكل هذا يحقق التقارب والإتفاق، والحوار يسير بالطريق الصحيح وسوف يمثل تياراً له قيمته في وضع حلول لمشكلات نحتاج لحلها جميعاً، ونتمنى ألا تطول فترة الحوار وألا يستغرق مدة زمنية تزيد عن ستة أشهر، خصوصاً وأننا نتعامل مع واقع متغير مستجد القضايا والتحديات، فعامل الزمن هنا إما أن يكون في صالحي أو ضدي.
- وما أهم ما جاء برؤية حزب التجمع؟
- أولا، تم التواصل مع الأستاذ ضياء رشوان بعد اختياره لإدارة أمانة لجان الحوار، وقدمنا له هذه المحاور، وهي محور اقتصادي واجتماعي وثقافي، وما استقرت عليه أمانة الحوار من محاور ثلاثة قريب جداً مما قدمه حزب التجمع وتقسيم اللجان لثلاثة لجان هي لجنة المحور السياسي والتي تهدف لمناقشة موضوعات تتعلق بحقوق الإنسان ومباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابي والأحزاب السياسية والمحليات وممارسة الحريات العامة، أما لجنة المحور المجتمعي فتهدف لمناقشة قضايا من خلال خمس لجان فرعية، وهي لجنة التعليم ولجنة الصحة ولجنة لقضايا الأسرة والتماسك المجتمعي ولجنة للقضايا السكانية ولجنة الثقافة والهوية المجتمعية.
- ماذا عن المحور الثقافي؟
- حزب التجمع يؤمن بأهمية وضرورة هذا المحور، فنحن نؤسس لجمهورية جديدة، فإن لم تساندها مشروع فكري وثقافي فإن ما تنجزه مهدد بالانقطاع والانهيار، والواقع والخبرة يؤكد هذا، فنحن بحاجة لنقل الثقافة لكل القرى والنجوع المصرية، من خلال مؤسسة الثقافة الجماهيرية التي فُرغت من مضمونها، هذا بالإضافة للاهتمام بوسائل الإعلام المختلفة سواء الإذاعة أو التلفزيون أو سائل الإعلام المقروءة وبالقلب منها مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت محوراً رئيسياً من محاور تشكيل الفكر والوجدان الثقافي
- هل من الممكن تحقيق هذا؟
- بكل تأكيد، فمصر تمتلك البنية والأصول التي تحقق هذا الهدف، ومن السهل إعادة توظيفها وتفعيلها، وتشخيص الواقع الثقافي الآن يؤكد أن هناك غياب للرسالة والبوصلة والهدف، وأي مجهود يبذل في هذا السياق سيكون مهدراً، فبغياب الهدف لا يمكن القياس أو تحقيق أي نجاح، فنحن هنا أمام مياه بلا شطآن سرعان ما تتبخر، ولقد كانت استراتيجية الدولة المصرية الوصول لقلب الريف المصري بالخمسينيات والستينيات، ونقل العاصمة إلي الريف من خلال مشروع ثقافي أخرج لنا قمم وكوادر أثرت بالحياة الفكرية والثقافية والفنية والأدبية المصرية والعربية تأثيراً واضحاً كلهم من أبناء الأقاليم.
- إذا ما هدف محور الثقافة والهوية المجتمعية ؟
- الهدف من المحور الثقافي والمجتمعي هو إعلاء قيمة الهوية والانتماء الوطني، ولقد مرت الشخصية بالعديد من الظروف والمتغيرات التي أفقدتها الكثير من قيمها الروحية والوجدانية الأصيلة، نتيجة لهجمات وتيارات فكرية تتستر برداء الدين.
- ما رؤية الحزب للأحزاب الدينية؟
- وجهة نظر حزب التجمع فيما يتعلق بوجود الأحزاب الدينية بالحياة السياسية واضحة ولم تتغير، فوجود هذه الأحزاب الدينية يحقق خطورة علي الوطن، والخطر كبير ويكمن في إدخال الدين علي السياسة، أو إدخال السياسة في الدين، فالسياسة شأن حياتي دائم التغير عكس الدين والمعتقد الذي يتصف بالثبات، كما أنه لا يوجد حزب ديني سلمي وأخر يستخدم الفكر الطائفي والعنف، فكل الأحزاب ذات الخلفيات الدينية العنف جزء أساسي من تكوينها ومنهاجها الفكري، فالترويج السياسي باستخدام الدين يخلق قدسية ومكانه تجعله رافضاً للخلاف مع الآخر، لأنه هنا يخالف العقيدة والدين وليس اللوائح والقيم الحزبية، السياسة في النهاية صناعة بشرية تخضع للتجربة والخطأ.
- ماذا عن ملف الصناعة؟
- حقيقة الأزمات المتتالية للاقتصاد العالمي الآن تحقق لمصر ميزة نسبية، فلقد ازدهرت صناعة القطن المصري أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، حيث بدأ التفكير في مصر كبديل لإمداد صناعة القطن الإنجليزية وبالعالم، ومن المفروض أن نُفظ في الأزمات للاعتماد علي المكون الوطني في الصناعة بدلا من الإعتماد علي الاستيراد.
- هل من الممكن أن يعود القطاع العام ؟
- نعم، إذا امتلكنا الإرادة لإنقاذ ما تبقي، وما يحدث الآن هو تخسير متعمد لشركات ومصانع القطاع العام، وتاريخ حزب التجمع ملئ بالنضالات من أجل حماية الصناعة الوطنية والقطاع العام، ولقد تقدمت اللجنة القومية للدفاع وحماية القطاع العام من حزب التجمع بدعوة قضائية لوقف بيع القطاع العام بالتسعينيات استناداً لدستور 71 الذي ينص صراحة بأن القطاع العام هو عصب وعماد الاقتصاد المصري، ولكن المحكمة الدستورية العليا في هذا التوقيت رفضت الدعوي وأصدرت بياناً هو بيان لحزب سياسي حينما قال أن هذه الأفكار عفا عليها الزمن والآن رأس الدولة والمسئولين عن صناعة السياسات المالية والإقتصادية يطالبون بعودة الصناعة والتصنيع لمصر.
- تري ما هدف الحوار الوطني؟
- الهدف الأهم للحوار الوطني في نظري، هو أن يكون لدينا مواطن مؤثر سياسياً قادر علي أن يشارك في إدارة شئون بلاده، والوصول إلي موقع يكون من خلاله قادراً علي التأثير في القضايا التي تطرح علي الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لكن حينما يفقد المواطن ثقته بالأحزاب وبالحياة السياسية المصرية، فلماذا سيشارك بجهده ووقته وماله في ظل ظروف طاحنة يعاني منها الغالبية العظمي من المصريين، لذا فغالبية المواطنين يختارون مواقع التواصل الاجتماعي للتنفيس عن أفكارهم.
- ما دور المعارضة الآن بالحياة السياسية؟
- لا يمكن لأحد الآن أن يصف نفسه بالمعارض، فنحن لا زلنا نعيش أجواء وتقلبات المرحلة الانتقالية، والكتلة الثابتة أو الدوجما التي يمكن وصفها بالمعارضة غير موجودة كلون وطيف سياسي واضح، وهناك نواب من أحزاب مستقبل وطن وغيرها يقدمون شكل من أشكال المعارضة، والناس والجماهير بالشارع هي من تصف هذا الحزب أو هذا التيار بالمعارض.
- ما هو مستقبل حزب التجمع؟
- أتشرف بأن أحمل ميراث الهيئة الوطنية لحزب التجمع بمجلس النواب، الذي كان يحمل لوائها المناضل خالد محيى الدين، ولقد قدم نواب التجمع بكلاً من مجلس الشيوخ والنواب أداء برلمانياً سياسياً متزناً يضع الوطن والصالح العام أمام عينيه، ولدينا خبرات متراكمة وكل مواقف الهيئات البرلمانية لحزب التجمع تاريخيا مشرفة، ونواب التجمع أوفياء لرسالة الحزب في مختلف القضايا سواء من خلال النقاشات أو بتقديم طلبات إحاطة أو بالاستجواب أو بيان عاجل، وطالما هناك حزب أسس علي قواعد صحيحة وقادر علي صناعة الكوادر السياسية التي تنتمي فكرياً وسياسياً للحزب سيكون مستقبل الحزب جيداً ومشرقاً فأبناء التجمع قادرين علي المنافسة والمشاركة السياسية والتواجد الحقيقي في كافة الاستحقاقات الانتخابية، ولكل حدث حديث.
- كيف تصف الوضع السياسي الآن؟
- لازلنا نعيش بأجواء مرحلة انتقالية تنظر للمستقبل وتراعي المتغيرات الداخلية والأحداث والصراعات الدولية، وبمجرد أن يمتلك المواطن والشعب المصري الرؤية الصحية التي تتمركز حول الحفاظ علي الهوية المصرية والحرص علي الوطن من السهل البناء علي هذه الأرضية التي توفر لمصر الأمان في ظل الصراعات المنتشرة بالوطن العربي.
- ما هي روشتة عودة الأحزاب؟
- عودة الأحزاب ضرورة لإنعاش الحياة السياسية المصرية، وعلي لجنة الأحزاب أن تتابع عمل الأحزاب بناءاً علي لائحتها ونظامها الداخلي من خلال التأكد مما وضعته بلائحتها الداخلية من نظم ودستور داخلي، فهل تعقد مؤتمراً حزبياً كل فترة زمنية معينة كما هو منصوص بلائحتها التي وضعتها لنفسها، وهل هناك تداول للسلطة داخلياً، وفي حالة عدم إلتزام أي حزب بدستوره الداخلي يتم عرضه علي المحكمة وحله، وهذا يساعد علي تنقية الحياة السياسية من أحزاب لا يوجد لها مقار أو أعضاء إلا علي الورق، ونطالب دعماً مادياً للأحزاب ولكن بشروط حتي لا تكون ضحية ودكاكين لممويليها وكي لا يتم شراء الرخص كما هو حادث الآن ببعض الأحزاب، وأخيراً تعديل القوانين المنظمة للعمل السياسي بحيث تحقق تقارب بالفرص السياسية لأعضاء كافة الأحزاب من المنافسه السياسية الشريفة بعيداً عن سطوة المال والمحابة والتميز.
- البعض يدعو لمشاركة الإخوان بالحوار الوطني؟
- لقد أعُتدي علي من قبل رجال مرسي، بعد أن استقلت من مجلس الشعب في 2012، ذلك أثناء توجهي لإحدي القنوات الاخبارية، فوجئت بإعتداء ما يقرب من 300 شاب وفتاة بالضرب والسب ولقد إتهمت مرسي صراحة وبشكل مباشر دون خوف أو مواربة، وكل من استخدم العنف ضد المواطنين ورفع السلاح في وجه مؤسسات مصر وأبنائها وكل من استقوي بالخارج لا مكان له بمصر، وأنا هنا لا أحجر علي رأي أحد ولكن جرائم الإخوان وكل من يشاركهم نفس الفكر لا يمكن أن ينساها التاريخ والشارع أو من تعرض للإعتداء وسالت دماءه بأيديهم.