«براندات الرصيف» اللقب الأمثل، على حد وصف أحمد سالم، صاحب محل بالة بوكالة البلح، قائلًا: «زمان كان زبون الوكالة المواطن البسيط اللى محتاج يلبس هدوم شيك وعلى قد الإيد، لكن دلوقتى الوضع إتغير وأصبح زبون الوكالة من مختلف الطبقات، فطالب الجامعة الأمريكية بيفرز في الهدوم يجاوره زبون قادم من إمبابة، للفوز بقطعة من الملابس البراند يتضاعف سعرها عشرات المرات داخل المتاجر الخاصة بها».
داخل شارع بولاق الجديد الشارع الرئيسى، والذى يكتظ بمئات «الاستندات» من ملابس البالة، كشفت ارتفاع أسعار الملابس الشتوى التي تبدأ من 150 حتى 450 جنيهًا، وهو ما وصفته حنان رجب، مواطنة، بالجنون، وأكدت ارتفاع أسعار الملابس المستعملة بنسبة 100% عن العام الماضى، مستدركة: «الأسعار لم تعد في متناول الجميع؛ إنما لفئة محدودة، فالملابس مقطوعة ومتبهدلة وعاوزين يبيعوها بـ 150 جنيها، ودلوقتى مش عارفين نلبس الجديد ولا المستعمل».
جنون الأسعار يضرب الوكالة
أمام أحد الاستندات وقف «رضوان» يصيح بأعلى صوته «اشترى البراند.. إلحق الأوروبى»، يتجمهر حوله العشرات من السيدات، بينما يمنعهن من تجربة ارتداء الملابس «مفيش قياس.. الحتة آخرها 100 جنيه»، لتنتقده إحدى السيدات ليرد عليها متهكمًا «روحى وسط البلد واشترى جديد».
قد يختلط الأمر على البعض، فيعتقدون أن سوق وكالة البلح تقتصر على الملابس المستعملة فقط، لكن أصبحت الوكالة سوقا مفتوحة لبيع الملابس المستعملة والأحذية الرياضية والجلدية والمفروشات والأجهزة. مجدى حافظ، أحد الزبائن، حرص على شراء الأحذية الرياضية لأبنائه من الوكالة، وقال: «ارتفعت أسعار الأحذية بشكل جنونى داخل المحال وعلى الفرش ووصل ثمن الواحد إلى 1500 جنيه، ورغم أننى اعتدت الشراء من الوكالة إلا أنها لم تعد مناسبة لى».
وأرجع «حافظ» سبب ارتفاع الأسعار في الوكالة إلى ترويج المشاهير من الفنانين والبلوجر و«الإنفلونسر» لها، الأمر الذي ساعد على انجذاب شريحة كبيرة من مختلف الطبقات لها، واستغل المستوردون من البالة ذلك الأمر ورفعوا من الأسعار بشكل خيالي.