مصر30/6
ملجأ للقطط الصغيرة بالقاهرة
في ضاحية المعادي جنوب العاصمة المصرية القاهرة، حيث الهدوء والقرب من النيل، خصصت منى إمام، منزلها لاستضافة القطط المشردة، خاصة صغيرة السن التي ترى أنها بحاجة إلى رعاية خاصة.
منى إمام مديرة معادي كيتين شيلتر، خصصت شقة لرعاية القطط، حيث يوجد عشرات القطط غالبيتها صغيرة السن، بالإضافة إلى القطط المشردة التي استغني عنها أصحابها وتركوها في الشارع، داعية إلى نشر ثقافة الرفق بالحيوان بين الناس.
رعاية خاصة للقطط الصغيرة
بينما كانت منى تقوم بإطعام قطعة صغيرة، كانت هناك عشرات القطط تتقافز حولها بانتظار دورهم في الحصول على الطعام.
وتقول لـ”سبوتنيك” إنها هدفها رعاية القطط الصغيرة التي تقل أعمارها عن 5 أشهر لأنها الأكثر احتياجًا للرعاية، “تخيل طفل صغير ليس معه أمه أكيد هيبقى محتاج رعاية خاصة”.
وتضيف منى “القطط في هذا السن لديها متطلبات كثيرة كما أن توفير تغذية مناسبة لها أمر شاق للغاية”.
معادي كيتين شيلتر لرعاية القطط الصغيرة
وأوضحت أن بعض منتجات الألبان المخصص لتغذية القطط وهي في هذا السن لم تعد موجودة في السوق، لذلك لجأت إلى بدائل أخرى “لكن للأسف معظم تلك القطط تنفق بسبب عدم تغذيتها باللبن المخصص لها”، لأنه في النهاية لن يكون نفس لبن القطة الأم.
وبعد مرور نحو 5 أشهر من رعاية القطط الصغيرة تبدأ منى بعرضهم للتبني “لأن القطط الصغيرة هي الأولى بالرعاية بالأضافة إلى التكلفة المادية الكبيرة”.
وتشير إلى أن القطط الصغيرة تكون تكلفة رعايتها وطعامها مكلف جدا.
من ينفق على القطط
تؤكد منى إلى أنها تتحمل تكلفة رعاية القطط وحدها بنسبة كبيرة، وأن هناك تبرعات قليلة جدا قد يدفعها شخص خلال تسليمه قطة مشرددة لها، لكن بشكل عام تتحمل وحدها “ما يزيد عن 90% من تكاليف تشغيل الملجأ ورعاية الحيوانات”.
وتغلبت منى على أزمة ارتفاعات أسعار طعام القطط عن طريق طبخ الطعام هي لهم “أخلط البطاطس والجزر وشوربة وصدور فراخ”، تفعل ذلك ليكون بديلا عن طعام القطط الجاهز “دراي فود”، وتضيف: “أزمة غذاء الأطفال تكمن في ارتفاعات أسعار الدولار المتتالية، كما أن الجمارك على طعام الحيوانات تضاعف خلال السنوات الماضية”.
معاناة الحيوانات المشردة
وتشير منى إلى أن القطط والحيونات المشردة بشكل عام لا تحتاج إلى طعام فقط، وإنما تكون في حاجة إلى رعاية شاملة، خاصة الرعاية الطبية، فنسبة كبيرة من القطط تحتاج إلى فيتامينات حتى لا تنفق.
وأضافت أن الأزمة الأكبر فيما يخص الحيوانات المشردة أن بعض الأسر أُثناء الإجازة الصيفية للدراسة يشترون قططًا صغيرة لأبناءهم ثم يسربنوها (يتركونها) في الشارع بعد عودة الدراسة، والحل الوحيد في أزمة الحيوانات المشردة هو تعقيم الحيوانات خاصة إذا لم يكن لدينا خطة لتربية أبناء تلك القطط حين تنجب.
وترى ضرورة عدم لجوء الناس إلى محلات بيع الحيونات “لا يجب أبدا أن نرى قطة في قفص في محل لبيع الحيوانات”، الأفضل عدم شراء القطط وإنما التبني.
ويعتبر وضع القطط في هذه الأقفاص من بين الممارسات السيئة التي تتعرض لها هذه القطط، ويرى المهتمون بالحيوانات أن تعمل الدولة على وقف بيع الحيوانات.
ويعتقدون أن التبني أفضل بكثير حيث يرتبط الإنسان بالحيوان برباط عاطفى وليس مادي، وفي حالة الموافقة على التبني، يتم تقديم الدعم والإرشادات اللازمة للمتبني الجديد للعناية بالقطة وتوفير بيئة صحية وآمنة لها.
دعوات لحب الحيوانات
وتوجه منى دعوة مفتوحة لزيارة منزلها كل يوم جمعة، مطالبة الابتعاد عن الأفكار السلبية المنتشرة بشأن التعامل مع القطط وتربيتها، وأضافت “الكثير من لم يروا القطط وهي صغيرة في هذا العمر لأنها تكبر بسرعة في هذا العمر”.
وقالت:
“الزيارة قد تكون في يوم الجمعة على سبيل المثال لأنه يوم عطلة، والمنزل نظيف جدًا ولا توجد أي مخاطر قد يتعرض لها الأطفال”.
وأضافت: “من يزور الملجأ ويقع في غرام إحدى القطط يمكنه أن يتبناها، مهمتي واضحة، وهي إنقاذ القطط، ومحاولة عرضها للتبني على أسر محبة للحيوانات”.
ووجهت منى رسائل عبر صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بالملجأ دعت فيها الآباء والأمهات لزيارة الملجأ واصطحاب أطفالهم ليتعلموا الرحمة والعناية بالحيوانات “هي مش لعبة هي روح بجد.. ولو مش قادر ياخد باله من الروح دي فمن الأول مايخدوهاش”.
وتابعت أنه “الأسهل في التربية هو تبني قط بلدي، لأنه يوم ما هيرجع للشارع هو بلدي.. أه هيتعب شوية لكنه بلدي”.
ونصحت منى مربي القطط بتعقيمها طالما هم لا يريدون أبنائها “المحلات مليانة والتبني مليان”.
ملاجئ القطط في مصر
في مصر، توجد الكثير من القطط التي تعيش في الشوارع وتعتمد على الإنسان للحصول على الطعام. وفي العديد من المدن المصرية، توجد جمعيات تعمل على إنشاء ملاجئ للقطط الضالة والمشردة بهدف توفير مأوى آمن ورعاية صحية لها.
وتعتبر ملاجئ القطط في مصر مصدرا مهما لرعاية الحيوانات الضالة، حيث توفر هذه الملاجئ الطعام والمأوى الآمن للقطط، وتوفر الرعاية الصحية والعلاجية اللازمة لها.
وتعتمد هذه الملاجئ على التبرعات والمساعدات المادية من المجتمع المحلي والمنظمات غير الحكومية للمساعدة في تمويلها إلا أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر خلال السنوات الماضية كان لها تأثير كبير على حجم التبرعات لهذه الملاجئ، وأصبح الاعتماد على الأغلب على الأشخاص القائمين على هذه المشروعات.
وتقوم الملاجئ بعمليات التحصين والتطعيم للقطط للوقاية من الأمراض، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة في حالة الإصابة بأي مرض أو إصابة.
ومن خلال الملاجئ أيضا يتم تقديم خدمات التبني للقطط التي يتم العثور عليها، حيث يقوم المتطوعون في الملاجئ بتقييم حالة القط وتحديد ما إذا كان يمكن تبنيه أم لا.
وتعد ملاجئ القطط في مصر مصدرا هاما للتوعية بأهمية الرعاية الصحية والنفسية للحيوانات الضالة وتعزيز حقوقها في العيش بكرامة ورفاهية.