’من هنا وهناك’ بقلم د سامح توفيق … تداعيات ملء إثيوبيا سد النهضة دون مراعاة حقوق القاهرة والخرطوم
أوضح وزير الري السوداني ياسر عباس، في رسالة بعث بها لوزيرة التعاون لجنوب إفريقيا، ورئيسة الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي أن السودان لا يحتمل ولا يتحمل المضي في مفاوضات لا نهاية لها ولا تنتهي بنتائج وحلول ذات قيمة موضحا أن الأرضية التي يتسند إليها في العودة لطاولة المفاوضات هي حدوث تغيير في منهجية التفاوض التي طالب بها عبر إعطاء دور لخبراء الاتحاد الأفريقي والتي تجلت في المذكرة التفاهمية التي أعدت من قبلهم، مما حدا بالسودان للمشاركة في اجتماع 3 يناير 2021، على مستوى وزراء الخارجية والري للدول الثلاث. وأشار إلى أن بلاده تقدمت في الثالث من يناير بطلب لترتيب اجتماع ثنائي مع خبراء الاتحاد الإفريقي تحضيرا للاجتماع الوزاري الثلاثي، لكنها فوجئت بدلاً عن ذلك بدعوة لاستئناف التفاوض الثلاثي مما يؤدي لإهدار الوقت ولتوسع شقة الخلاف بين الأطراف.
السودان لديه مخاوف من تكرار كارثة الفيضانات التي اجتاحت البلاد في يوليو بعد الملء الأولي لسد النهضة إذا ما مضت إثيوبيا في خططها الرامية للبدء في المرحلة الثانية لملء بحيرة السد خلال فترة الخريف المقبل والبالغة 13.5 مليار متر مكعب والمقرر أن تبدأ في مايو وتنتهي في أكتوبر دون إخطار مسبق ودون توقيع إتفاق أو تبادل للمعلومات مع خزان الروصيرص. هذه المرحلة الثانية من ملء سد النهضة تعتبر تهديداً مباشراً لسد الروصيرص ولحياة القاطنين على ضفاف النيل، مشيرا إلى أنه لا يخفى على أحد الأثر السلبي الذي أحدثه الملء الأول في يوليو 2020 بحوالي 5 مليارات متر مكعب«بالتسبب في مشاكل في محطات مياه الشرب بالعاصمة الخرطوم.
كانت الفيضانات التي اجتاحت 16 من 18 ولاية سودانية قد أدت إلى خسائر كارثية تضرر منها قرابة المليون شخص وقتل نحو 110 أشخاص كما تعرضت مئات المساكن لدمار كلي أو جزئي وهو ما تسعي السودان إلى عدم تجاوزه خلال المرحلة الثانية من ملء سد النهضة بدون إتفاق ثلاثي.
فضلا عن ورغبة مصر حفظ حقوقها المائية وتحقيق المنفعة للجميع في أي اتفاق حول سد النهضة، والتأكيد على السعى للتوصل لإتفاق قانوني عادل وملزم للجميع يلبي طموحات جميع الدول في التنمية.
كان وزير الخزانة الأميركي “ستيفن منوشن” قد ناقش خلال زيارته للخرطوم والقاهرة، العقبات التي تعترض مفاوضات سد النهضة وأجرى اجتماعا مع وزيري الري السوداني والمصري، في ظل جهود تبذلها واشنطن لاستعادة دورها في المفاوضات بعد استضافتها ثلاث جولات سابقة فشلت فيها في التوصل إلى اتفاق نهائي بين الأطراف الثلاثة مما أدى إلى نقل الملف إلى الاتحاد الأفريقي الذي تشهد جهوده أيضا تعثرا واضحا، مشددا على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني عادل حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي قبل إنتهاء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المقررة في 20 يناير الحالي.
كان وزير الري والكهرباء الإثيوبي قد أعلن عن نية بلاده المضي قدما في تنفيذ الملء للعام الثاني البالغ 13.5 مليار متر مكعب من المياه في شهر يوليو القادم دون إخطار مسبق ودون توقيع إتفاق أو تبادل للمعلومات مع الخرطوم والقاهرة.