Site icon مصر 30/6

’من هنا وهناك’ بقلم د سامح توفيق … ماذا بعد استئناف إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 20٪ ؟

د. سامح توفيق

بعد تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،  إيران لاستئنافها تخصيب اليورانيوم بنسبة 20٪ في منشأة نووية تحت الأرض قائلا: “أن تعزيز تخصيب اليورانيوم الإيراني ينتهك الالتزامات السابقة ويظهر النية لتطوير أسلحة نووية، و إسرائيل لن تسمح لها بذلك”.

وندد نتنياهو، بقرار إيران بالاستمرار في انتهاك التزاماتها وزيادة مستوى التخصيب، وتعزيز قدراتها على تخصيب اليورانيوم تحت الأرض، موضحا بأنه لا يمكن تفسيره بأي طريقة أخرى غير استمرار تنفيذ نيتها تطوير برنامج نووي عسكري. وأكد على أن “إسرائيل لن تسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية”.

ولما كانت هذه الخطوة هي أحدث انتهاك إيراني للاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى، والذي لا يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بتركيز يزيد عن 67ر3 %. وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية “علي أكبر صالحي”، قد صرح “إن بلاده ابلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بنيتها القيام بهذه الخطوة، لافتا الى انه بإمكان بلاده تنفيذها بشكل أسرع مما كان عليه الحال قبل الاتفاق النووي”.

ويبدو أن الرسالة قد وصلت لأمريكا فقد صرح مستشار الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن للأمن القومي “جيك سوليفان”: “اغتيال سليماني لم يحقق أغراضه وإيران أقرب اليوم إلى سلاح نووي”. في أشارة لوم لترامب الذي تسبب في رد فعل إيران لإغتيال سليماني.

سليماني

اعتبر مستشار الرئيس بايدن للأمن القومي، أن اغتيال الجنرال قاسم سليماني لم يجعل الولايات المتحدة ومصالحها أكثر أمنا مثلما تدعي إدارة الرئيس ترامب بأنها تردع طهران وتفرض صفقة أفضل عليها حول برنامجها النووي وأنها ستمنع إيران عن مواصلة تصرفاتها المتلاعبة في المنطقة، كل هذه الوعود لم يتحقق منها شيْ.

ومن الواضح أن الاستراتيجية التي تركز بشكل كبير على القوة الأمريكية وحدها، وتضع الدبلوماسية جانبا، بشكل كامل، ليست الاستراتيجية التي ستنتهي إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تريد الولايات المتحدة تحقيقها.

كما أكد مستشار الرئيس بايدن للأمن القومي، أن إيران أقتربت من استحداث سلاح نووي مما كانت عليه قبل عام، وأنها أكثر إقداما في هجومها على البنية التحتية للشحن البحري في الخليج.

وكانت لندن وباريس وبرلين، في بيان مشترك، قد حضت إيران بشدة، ومن دون تأخير، على وقف قرار تخصيب اليورانيوم بمعدل نقاء يصل إلى 20 في المئة، مما يعكس قلق أوروبا الشديد من إمتلاك إيران سلاح نووي.

كما تعهد الاتحاد الأوروبي، بالسعي لإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران، وذلك في أعقاب تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم.

ومن الواضح أن “إسرائيل” في مأزق بشأن استئناف إيران لتخصيب اليورانيوم، وأن الدول الكبري لن تسمح لها بإتخاذ خطوة منفردة ، وأن مثل هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر، لأن إيران تنفذ تهدييداتها، ولا تكتفي بالقول فقط، وقد هددت بضرب المصالح الامريكية في عقر دارهم، مما جعل الإتحاد الأوروبي ينتظر ويكتفي بالفرجة.

كما يتضح أن إيران قد استنتجت أنه قبل أسبوعين من مغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه، لديهم حصانةً ضد هجومٍ أميركي مفاجئ.

كان تراجع القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي “كريستوفر ميلر” عن قرار سحب حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز” من الخليج الفارسي وأمرها بالبقاء في مكانها. هذه الخطوة، بالإضافة إلى إرسال الغواصة النووية الأميركية “جورجيا” إلى مضيق هرمز الشهر الماضي، ونشر غواصة إسرائيلية في المنطقة، ومناورات القاذفات الأميركية الثقيلة فوق الشرق الأوسط، رفعت في الأسابيع الأخيرة التوترات إلى مستوياتٍ قياسيةٍ جديدة قبل انتهاء ولاية ترامب في العشرين من يناير.

وجاء رد إيران سريعا، فقد حذر اللواء “حسين دهقان”، المستشار الأمني الأعلى لخامنئي، من أن التحركات الأميركية في الخليج قد “تحوّل العام الجديد إلى حداد على الأميركيين”.

والرأي عندي: أن الولايات المتحدة ستعود لاتفاق عام 2015 ، كطلب إيران، لأن بقية السيناريوهات أكثر إيلاما لها ولحليفتها إسرائيل

Exit mobile version