’من هنا وهناك’ بقلم د سامح توفيق … ماذا بعد مبادرة الإمارات لكسر جمود مفاوضات «سد النهضة»؟
أعلنت وكالة الأنباء الرسمية في السودان «سونا»، إن وفداً رفيع المستوى من وزارة الخارجية الإماراتية، اختتم زيارة استغرقت يوماً واحداً للعاصمة الخرطوم، لـ«تقريب وجهات النظر بين السودان ومصر وإثيوبيا، ولكسر جمود مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.
كان الوفد الإماراتي قد التقى مسؤولين في وزارتي الخارجية والري والموارد المائية، واستمع لشرح مفصل حول موقف السودان في هذا الملف.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تتواصل وزارة الخارجية الإماراتية مع المسؤلين المصريين، أم أنهم تواصلوا ولم يتم الأعلان عن ذلك، خاصة أن السودان لم يحدد موعد الزيارة المنوه عنها.
كانت وزيرة العلاقات والتعاون الدولي لجنوب أفريقيا، السيدة “جي بندور” قد أعربت يوم الأحد الماضي عن أسفها للطريق المسدود الذي وصلت اليه المفاوضات واضافت انها سترفع الأمر للرئيس رامافوزا رئيس الدورة الحالية للاتحاد الافريقي لاتخاذ ما يلزم.
كان السودان قد تقدم باحتجاج شديد اللهجة لإثيوبيا والاتحاد الافريقى، راعى المفاوضات، حول الخطاب الذي بعث به وزير الري الاثيوبي للاتحاد الأفريقي والسودان ومصر في 8 من يناير الجاري والذي اعلن فيه عزم اثيوبيا على الاستمرار في الملء للعام الثاني في يوليو القادم بمقدار 13.5 مليار متر مكعب بغض النظر عن التوصل لاتفاق أو عدمه، وأن بلاده ليست ملزمة بالإخطار المسبق لدول المصب بإجراءات الملء والتشغيل وتبادل البيانات حولها، الأمر الذي يشكل تهديدا جديا للمنشآت المائية السودانية ونصف سكان السودان.
وكانت الدكتورة هبة البشبيشي خبيرة الشؤون الإفريقية والإثيوبية قد ذكرت إن مفاوضات سد النهضة شهدت عثرة جديدة، وليس فشل نهائي في ظل ما وصفته بـ«الاستفزازات الإثيوبية المستمرة.
وأشارت إلى أن «دور جنوب إفريقيا في ملف سد النهضة كان صادما وهناك تطلع لدور قوي وجيد من الكونغو التي ستتسلم رئاسة الاتحاد الإفريقي في شهر فبراير المقبل وهي دولة قوية إذا لم تخضع لضغوط من جنوب إفريقيا ولديها القدرة على حل أزمة سد النهضة.
وهذا يعني أنه هناك ترتيب أثيوبي مع جنوب أفريقيا لكسب الوقت و تثبيت الأمر الواقع.
والسؤال الذي يشغل الكثيرين في مصر وخارجها، هل يتم دفع مصر للخيار العسكري للحفاظ على حصتها من مياه النيل؟
كان الرئيس السيسي قد أعلن أن مصر تخوض مفاوضات شاقة، وأنها لن تلجأ للخيار العسكري.