’من هنا وهناك’ بقلم د سامح توفيق .. نوستالجيا الأفلام الصامتة، عودة للسينما الخالصة .. فيلم “شياكة” إبداع ناطق
الحنين لتلك الفترة من تاريخ السينما
السينما.. ذلك الفن الذي يتسلل إلى ثنايا العقل والقلب مُحدِثاً أعظم الأثر، لذا أصبح الفن مرآةً لما يعيشه الإنسان من ابتساماتٍ وآمالٍ ودموعٍ وأحزانٍ تُصوِّرها عدسة المُبدع. استطاعت السينما أن تجسد الحياة بعيون الكاميرات، وتصنع عالمًا مُذهلًا مدهشًا بتفاصيله اليومية، وهي كذلك فناً شعبياً محبوباً، وأكثر الفنون المعاصرة روعة وأصالة. لذا فهي تمتلك جمهور كبير واوسع من اي فن اخر.
السينما “الفن السابع” استطاعت أن تجمع مفردات الإبداع الإنساني لتستحق عن جدارة أن تكون كتاب العصر، لأنها هيمنت على الثقافة في القرن العشرين، ثم سادت مع ثورة الرقمنة في القرن الواحد والعشرين. السينما.. ذلك الفن الذي يجمع بين عبقرية المُبدع، وشغف المُشاهد، لتساعده على الانصهار مع قصة الفيلم.
حينما كانت السينما في نهاية القرن التاسع عشر وحتي بداية القرن التاسع عشر (1985-1935) صامتة عاجزةً عن النطق، كانت في أقصى درجات النضج الإبداعي لإنها استطاعت توصيل أقوى الأفكار بأقل الإمكانات وبأعلى تأثير. ولأنها بصمتها وجدت جمهورًا عريضًا من جميع الملل والنحلل والجنسيات مع اختلاف اللغات دون تفرقة، استطاع فهم أحداث العمل السينمائي، حيث إن الصمت هو اللغة المشتركة بين جميع البشر.
لينك أول شريط مصور للأخوين لوميير “الخروج من المصنع – 1895”
http://www.youtube.com/watch?v=KR05EumPp6c
عمدت الأفلام الصامته منذ بدايتها إلى حث المشاهد على التفكُّر والتأمُّل في مناحي الحياة التي يعيشها، وكل ما يدور من إرهاصات تتولد في المجتمع من حوله، كما دفعته ليكون قادراً على نقد قضايا العصر الحديث، السياسية منها، والاجتماعية، والثقافية وغيرها. ذلك بالإعتماد على اللقطة السينمائية المعبرة والتعبير المجازي في الصورة وأحيانا المبالغة في التعبير لغياب الحوار. والفيلم الصامت يعتمد عادة على حركات الإيماء لدى الممثلين إلى جانب لوحات الكتابة التي تظهر بين بعض المشاهد.
وقد حظي الفيلم الروائي القصير “شياكة – 15 دقيقة” بفرصة عرضه وسط مجموعة منتقاة بعناية من الأفلام القصيرة، 18 فيلم، منهم فيلمين فقط يمثلان مصر وباقي الأفلام من دول أخري، ضمن مسابقة الساقية للأفلام الروائية القصيرة – 2021 التي ينظمها المركز الثقافي لساقية الصاوي بالزمالك.
يعرض فيلم “شيـــاكـة” من إنتاج فرقة الياسمين للفنون، يوم السبت القادم الموافق 10 أبريل الساعة السادسة مساءً.
الفيلم تأليف: حسن أبو العلا
إخراج : حمدي السيد
تصوير: عبدالله محمد
مونتاج: أحمد شرف الدين
إعداد موسيقي: سامح سليمان توفيق
تمثيل: عبد الفتاح البلتاجي
وسام صبحي
محمود عبد الحافظ
جيهان العطار
شدو الجارحي
ريهام حسن
هبه حسن
يحيى عاطف
طه الحمدي
عاطف كمال
ملخص الفيلم : كوميديا ممزوجة بالشجن النبيل، حيث تهب أرامل الحي الشعبي لتجهيز جارهم لوظيفة في إحدى الشركات، بينما شخص آخر يتسلل إلى الشركة بمظهره البائس و بإصرار يحصل على الوظيفة .
وقد أهدي الفنانين الذين شاركوا في صنعه، الفيلم لـ ..عشاق السينما الصامتة.
تعبيرا عن حبهم وحنينهم لهذا النوع من السينما ولمن يعشقونه، ويثمنون ما فيه من سينما خالصة