وحيد حامد رحمه الله كان من أهم من تصدوا لأفكار جماعة الإخوان وفضح تسترهم بالدين لتحقيق أغراضهم الدنيئة بالقلم والكلمة والفن، ولهذا كرهه الإخوان ومن على شاكلتهم . . هكذا يقول من يؤيدوا أفكاره ويجدوا فيها متنفسا لرفضهم محاولات جماعات الإسلام السياسي تبؤ مقاعد السلطة.
أما مجادلوهم من جماعات الإسلام السياسي يتهمون وحيد حامد بأنه يأخذ عليهم خلطهم الدين بالسياسة، ولهذا أظهرهم “فى مسلسل الجماعة” وكأنهم فى أغلب الأحوال يرتكبون عملا مؤثما كونهم يهتمون بشئون السياسة والحكم ويدلون برأيهم فيها، ويعلنون مواقفهم منها. وهم يؤكدون على حقهم في ممارسة السياسة، ويرون أن اعتقاد “وحيد حامد” بانفصال الإسلام عن السياسة والحكم هو موقف معرفى أيديولوجى خاص به وليس تهمة ليحاولوا تفنيدها.
اتهم الأستاذ “وحيد حامد” الشيخ حسن البنا وجماعته بأنهم يسعون لإقامة دولة دينية، ثيوقراطية، أو استبدادية، وأنهم ضد الدولة المدنية بل ومعادون لها، والإتيان بهذه التهمة على لسان النحاس باشا صراحة في “مسلسل الجماعة”. وهذه التهمة لا أساس لها من أفكار الشيخ، ولا من أفعال الجماعة، بل إن كل الوثائق الفكرية للرجل، والممارسات العملية للجماعة كانت ضد مثل هذا التوجه على طول الخط.
حاول “وحيد حامد” البحث عن أدلة على صحة اختياره الأيديولوجى، الذى يري فصل الدين عن السياسة وشئون الحكم، وخرج على منطق الدراما التاريخية ووظيفتها التنويرية. فأكد عبر كثير من تفاصيل المسلسل أن الإخوان تحولوا فى أواخر الثلاثينيات من «جماعة دينية إلى جماعة سياسية واقتصادية لها طموح فى الحكم». ويري منظرو الأخوان أن هذه الدعوة غير صحيحة، ليس فقط لأنها مخالفة لوقائع التاريخ، وإنما أيضا لأنها مخالفة لأصل الرؤية التى انطلق منها الشيخ البنا عن «الإسلام الشامل» الذى لا فصل فيه بين دين وسياسة، أو مصحف وسيف، أو اقتصاد ومجتمع.
كما يتهم منظري الأخوان “وحيد حامد” أنه وهو يدافع عن مفهومه للدولة المدنية استباح أيضا فى مسلسله تاريخ “الشيخ طنطاوى الجوهرى” وشوهه عندما وضع على لسانه مقولة أن «السياسة تفسد الدين والدين يفسد السياسة»، وهو ما لا أثر له فى مؤلفات الشيخ طنطاوى، ولا فى سيرته، ولا فى أى بحث كتبه. كان الشيخ طنطاوى يلقب بـ«حكيم الإسلام»، وظل على رأيه إلى أن لقى وجه ربه وهو يدعو إلى إقامة الحكم الإسلامى على أساس الشورى، ويدعم أطروحات الشيخ البنا فى أن الإسلام دين وسياسة.
أما التهمة الشائعة لدي رجال الجماعات السياسية لـ “وحيد حامد” هي أنه لم يترك فرصة إلا وشوه الإسلام ووصف كل ذي لحية بالإرهابي من خلال كتاباته التي يصفها البعض بالمبدعة، إلا أنه مبدع في محاربة الإسلام وتشويهه في كل الأعمال التي قدمتها له السنيما والتليفزيون. يعتقدون أنه متميز، ولكنه متميز في نشر الرذيلة وترسيخ الفجر والفسوق في المجتمع المصري بل إن أعماله ساهمت بشكل كبير جدا في تغيير أخلاقيات الشباب في المجتمع. لم يكتفي “وحيد حامد” بالاستهزاء من أصحاب اللحى ولم يكن عداءه فقط مع الإسلام السياسي، بل أنه كان يعادي الإسلام، وسخريته لم تكن تستهدف الملتزمين دينيا قدر ما كانت تستهدف الثوابت الدينية. يقولون أن “وحيد حامد” كان موهوبا في التدليس والكذب و انحصرت موهبته في تشويه العقيدة، وساعدت أفلامه في تربية أجيال كاملة مشوهة العقيدة كارهة لكل مظاهر الإسلام التي استهزأ بها، وصور لهم المسلمين الملتزمين على انهم إرهابيين وفي نفس الوقت كان يزين للشباب الفسق والفجور.