خلف قذائف العدوان وتحت أنقاض الأبرياء تظهر القصص من حكايات المقاومة الخاصة المسلحة بالموهبة والحلم وبعض الإمكانيات المتاحة، ومن بين هذه القصص تظهر بطلة الكاراتيه ميس البسطامى.
عد ميس من أبرز الأسماء المبشرة فى فلسطين، وقررت مغادرة غزة مؤقتا، لتنجو بموهبتها من قذائف الاحتلال الغاشم، وتحكى قصص أبطال منسيون فى القطاع وترفع شعار «من القاهرة.. هنا غزة».
استقبلت مصر صاحبة الـ18 عاما، بحفاوة بالغة ومساندتها بتخصيص أحد مراكز وزارة الشباب والرياضة لخوض الحصص التدريبية ومواصلة الاستعداد للمنافسات المختلفة كتقدير لمعاناة الفتاة الغزاوية والتى صمدت ونزحت إلى مصر مع أهلها، بعد أن دمرت إسرائيل كل ما تملكه، ولم يتركوا لها سوى حقيبتها، على أمل رفع اسم دولة فلسطين عاليًا فى أعلى المراتب أمام العالم من خلال رياضة الكارتيه. وتحدثت عن استشهاد مدربها فى فلسطين، وطموحها فى رياضة الكاراتيه.
فى البداية عرفت نفسها بالقول: «أنا ميس البسطامى لاعبة المنتخب الفلسطينى لرياضة الكاراتيه، أبلغ من العمر 18 عامًا، وفى مرحلة الثانوية العامة، وجئت من غزة فى 20 إبريل الماضى رفقة أسرتى، أمى وأبى وأخواتى، وأخوالى وخالاتى وأولادهم لا يزالون فى غزة».
وعن بداية ممارستها الكارتيه، أوضحت «البسطامى»: «بدأت ممارسة رياضة الكاراتيه وعمرى 7 سنوات فقط، وواجهت العديد من الصعوبات والتحديات قبل بداية الحرب بسبب وجود العديد من الحواجز، وبالتالى صرت أشارك فى البطولات المحلية ولم أستطع المشاركة فى البطولات الكبرى، وشاركت فى العديد من البطولات منذ بداية ممارستى لعبة الكاراتيه تقريبا وحصلت على 5 بطولات، آخرها كان العام الماضى، وفى بطولة فلسطين حصدت المركز الأول «الذهبية» وهى البطولة التى تجمع شقى الوطن «الضفة والقطاع».
وبالحديث عن مغامرتها فى الوصول إلى مصر، قالت ميس: وقت الحرب كنت أنزح مع أهلى من مكان لمكان، فى البداية كنت فى شمال غرب غزة ونزحت أكثر من 10 مرات حتى وصلت إلى الحدود «معبر رفح» وتمكنت من الدخول إلى مصر، وخرجنا من غزة «مولاى كما خلقتنى» والحاجة الوحيدة اللى نزحت معايا هى «شنطتى» وكانت بها حاجات بسيطة، ولم يكن هناك وقت للتمرن كنا ننزح فقط، فقد كانت غزة بالكامل تحت النيران والقصف من قبل العدوان الإسرائيلى. وتابعت «البسطامى»: عايزة أكمل دراستى قبل كل شىء وإن شاء الله فى المستقبل أدخل كلية طب، عشان أكون طبيبة أطفال.
وأشارت «البسطامى» إلى أنها تمكنت من ممارسة الكاراتيه فى مصر، بعدما تواصل مدربو الاتحاد الفلسطينى للكاراتيه مع مدربين فى الاتحاد المصرى، وتابعت: «صرت ألعب فى مركز شباب التجمع الأول، وحتى الآن على تواصل مع مدربيى فى فلسطين وأبلغهم بكل شىء معى حاليًا، وإن شاء الله بنلتقى عن قريب، وحاليا التدريب يمثل لى كل شيء فهو الوسيلة الوحيدة أنها تحسننى إنى أحارب وأواصل عشان أرفع اسم فلسطين وأخلى القضية الفلسطينية دايمًا ظاهرة للعالم كله». وتأثرت ميس البسطامى أثناء الحديث عن مدربها جمال الخير الذى استشهد فى غزة جراء القصف، علمنى الكثير وفقدانه أثر بى، وصار عندى شغف أكبر وأشيل المسئولية أكتر، وأمثل اسم فلسطين فى الحافل الدولية، وأنى أخلد ذكراه، فهو كان بمثابة والد ومدرب لى، وهو كان جيرانا فكنت دايمًا بتمرن عند بالبيت و«دايما كان عايزنى أبقى أحسن وأتطور كل يوم أكتر وأكتر، وأفوز بإنجازات وبطولات كتير، واشتغل معايا كتير عشان اتطور من نفسى وأكسب دايمًا، فالله يرحمه يارب، وفقدت أيضًا ابن خالتى أثناء الحرب وهو ما آثر بى جدًا، بالإضافة إلى العديد من اللاعبين الذين لعبت معهم الكاراتيه، وكمان أصحابى بالدراسة». وبالنسبة إلى تجربتها مع الشعب المصرى منذ مجيئها إلى مصر، أعربت ميس عن سعادتها باستقبال الشعب المصرى.
وبالحديث عن الفريق الذى تشجعه، قالت «ميس»، فى غزة كنت بشجع النادى اللى لعبت فيه «المشتل الرياضى»، وفى مصر بشجع نادى الزمالك وأتمنى أنى فى يوم من الأيام ألعب فيه الكاراتيه. وأتمت ميس البسطامى حديثها موجهة رسالة إلى شعب فلسطين، قائلة: «ربنا يلهمهم الصبر، وإن شاء الله تخلص الحرب ونرجع إيد واحدة، ونقدر نلتقى على خير، عشان نبنى بلدنا الحبيبة طوبة طوبة من جديد».