Site icon مصر 30/6

“ناصر” لأهل غزة: الأمل والصبر والإيمان طريقنا للنصر ..

كتب: أحمد إبراهيم

نعيش الآن الذكري الـ 106 لميلاد الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر، سنين وعقود تمر ولازال ناصر حاضراً بانجازاته الشامخة في كل مجال؛ الإصلاح الزراعي، قانون التأمينات، التلفزيون المصري وإذاعة القرآن الكريم، برج القاهرة، إنجازات حاضرة بالوجدان وليست علي الأرض فقط ..

جمال عبد الناصر

إن ناصر موُلد شتاء الإسكندرية في يوم 16 يناير 1918، آمن بمصر القوية وبدورها القائد والمحوري، عربياً وإقليمياً وأيضاً عالمياً، حينما إنضم لدول عدم الانحياز وساند كافة ثورات الشعوب الطامحة للاستقلال وعندما قرر وخاطر بكسر احتكار السلاح واتجه سياسياً واقتصادياً وعسكرياً نحو الشرق ضارباً الاستعمار والاحتكار الغربي في مقتل.

جمال عبد الناصر

.. “يوميات حرب فلسطين ” ..

كانت هزيمة حرب فلسطين 1948 طعنة عميقة فى الوجدان العربى، ندبة تغير بعدها كل شىء؛ السياسات والخيارات وأيضاً الأنظمة.

فهناك تحت وهج القنابل آمن ناصر بمعني الهوية العربية، وبأن قومية وعروبة مصر مصير سرمدي يرتبط بما يدور و يحدث من تفاعلات فى عالمها العربى.

فلقد زار ناصر فلسطين وتحديداً أرض غزة مرتين الأولي عام 1955 والثانية في الـ 13 مايو 1956 أي قبل العدوان الثلاثي علي مصر بخمسة أشهر فقط، وهناك قال ناصر لأهل غزة ..

” لقد أثبتم بالتجربة أنكم رجال يستطيع وطنهم أن يعتمد عليهم، إن الروح التى دخلتم بها أرض العدو يجب أن تسرى وأن تنتشر، فلقد أحست الدنيا كلها بأعمالكم، وأهم من ذلك كله أحس العدو بوطأتكم عليه، وعرف إلى أى مدى تستطيع قلوبكم أن تمتلئ بالشجاعة والعزم” .. والغريب أن فكر ناصر وكلماته تتطابق وما يحدث الآن علي أرض غزة وما قامت به حركات المقاومة الفلسطينية يوم الـ 7 من أكتوبر 2023، بل إن كلمات ناصر لأهل غزة في نفس المناسبة جاءت كالتالي .. ” إننى أطلب منكم – يا أهل غزة – ثلاثة: الأمل، والصبر، والإيمان، إن الأمل والصبر والإيمان هى طريقنا إلى الانتصار على جميع القوى التى تتآمر ضدنا ” وهذا للأسف ما نطالبهم به الآن ..!!

بالتأكيد لم يكن ناصر منجماً أو قارئاً للغيب ولكن دراسته ومعرفته العميقة لطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي مكنته من تكوين عقيدة واستراتيجية صالحة لكل زمان، استراتيجية تناسب فكر العدو وأحلامه الصهيونية …

…” التاريخ يؤكد “…

إن كل أدبيات ناصر تؤكد أن الصراع مع الكيان الصهيوني والمحتل للأراضي العربية الفلسطينية لن يتنازل عن أحلامه وهواجسه بالسيطرة على الأرض من النيل للفرات، وهذا ما أكده ناصر في خطابه في ذات الليلة، وهذا ما أكده أيضاً في كتابه “فلسفة الثورة” الذي صدر عام 1954، حيث يقول ناصر عن تطوعه في صفوف الفدائيين في فلسطين قبل دخول مصر حرب 1948: “لما بدأت أزمة فلسطين كنت مقتنعاً في أعماقي بأن القتال في فلسطين ليس قتالاً في أرض غريبة، وهو ليس انسياقاً وراء عاطفة، وإنما هو واجب يحتمه الدفاع عن النفس”. 

ولهذا فإن أرض فلسطين عمق استراتيجي لمصر، وأي تهاون مع المحتل يعرض قلب العمق المصري للتهديد وهذا ما تؤكده الأحداث الجارية حالياً، فأي قتال علي حدودنا مع الأراضي الفلسطينية يعرض أمن مصر السياسي والعسكري والاقتصادي للتدهور والخطر، إذا ما الحل وكيف يمكن الفكاك في هذه المعضلة والتواجد الصهيوني المدعوم دولياً من قوي عظمة عسكرياً واقتصادياً مثلما نري الآن.

.. ” المعضلة والحل “..

إن الاختيار السياسى والدبلوماسي الهادئ الذي تنتهجه مصر لن يجدي مع الممارسات الصهيونية والتي إدعت في جلسات محكمة العدل الدولية بلاهاي بأن مصر هي المسئولة عن غلق معبر رفح وهي التي تمنع دخول المعونات الإنسانية لأهالي غزة، كما أنه من الواضح أن الاختيار العسكري أيضا هذه المرة أخطر وأفدح مما جرى قبل 67 عاما، في ظل ميزانية ضخمة لجيش الاحتلال الصهيوني، والتي تقدر بـ 25 مليار دولار سنوياً.

إن هدف الكيانات الصهيونية في تل أبيب وواشنطن وكافة العواصم الموائمة للفكر الصهيوني هو التصفية النهائية للقضية الفلسطينية.

فهل سيكون الصمود الأسطورى للمقاومة والشعب الفلسطيني الغلبة ونصرة للقضية الفلسطينية وللضمير الإنسانى..!!؟

Exit mobile version