الزراعة والأمن الغذئي
نباتات مهددة بالانقراض بسبب التغير المناخي
مع التغير الشديد في المناخ الذي يواجهه كوكب الأرض مؤخراً، أصبحت العديد من الأطعمة المفضلة لدينا معرضة للتهديد والانقراض، وبما أن 15 نوعاً من النباتات فقط تساهم في 90% من استهلاك البشرية للطاقة، فإن فقدان محصول أساسي واحد يمكن أن يؤدي إلى كارثة. ومع ذلك، هناك أكثر من 7000 نوع من النباتات الصالحة للأكل في جميع أنحاء العالم، يعمل العلماء على اكتشافها واستخدامها.
ويعمل الباحثون على توسيع التنوع الغذائي في محاولة لتحصين وجباتنا الغذائية في المستقبل. إنهم يبحثون عن الأطعمة غير المستغلة، سواء البرية أو المزروعة، والتي يمكن أن تكون مناسبة لمستقبلنا الأكثر سخونة وجفافاً. يؤكد الخبراء على ضرورة وجود بدائل قادرة على التكيف مع الظروف المحلية، حيث قد لا تكون المحاصيل المفضلة لدينا قادرة على تحمل تغير المناخ في المستقبل.
تأثير الأحداث العالمية على الأمن الغذائي
في الماضي، كان من الخطأ محاولة زراعة المحاصيل الرئيسية في كل مكان في العالم. كانت كل بلد تفكر وتخطط مسبقاً للمحاصيل التي تتكيف مع ظروفها الخاصة. ولم يظهر هذا الخطأ الفادح إلا بعد الحرب في أوكرانيا، حيث أظهرت قضايا سلسلة التوريد الوبائية والحرب في أوكرانيا مخاطر الاعتماد على الإمدادات الغذائية المعولمة. فلم يدرك العالم كمية القمح التي تنتجها أوكرانيا إلا بعد أن أصبح غير متوفر فجأة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في مختلف أنحاء العالم، وألحق ضرراً شديداً بالدول النامية بشكل خاص.
النظر في الأقارب النباتية
أحد مفاتيح تعويض هذه الخسارة ينطوي على النظر إلى الأقارب النباتية للمحاصيل الأساسية مثل القمح. لإعطائنا فكرة عن مستقبلنا الغذائي، أصدرت جامعة كيو قائمة بالأطعمة المقاومة للمناخ، وتدير معرضاً صيفياً خاصاً يتضمن محادثات ومنشآت وعروض توضيحية للطهاة.
أطعمة مقاومة للمناخ
فول الماراما
فول الماراما، من البقوليات الأصلية في جنوب أفريقيا. تأتي حبوب الماراما من منطقة كالاهاري، وهي تتكيف مع النمو في التربة الرملية شديدة الجفاف وفقيرة بالمغذيات. الفاصوليا غنية بالكربوهيدرات والمعادن، ويمكن استخدامها لصنع الزيت والحليب النباتي. كما أنها تنتج درنة كبيرة صالحة للأكل، يُقال إنها حلوة وطرية، كما أنها مصدر جيد للمياه.
قهوة سيراليون
لا يستطيع العديد من الأشخاص بدء اليوم إلا بفنجان من القهوة العربية، وهي المشروب الأكثر شعبية في العالم، والذي يتعرض للتهديد بسبب ارتفاع درجات الحرارة وإزالة الغابات.
واكتشف باحثون في كيو أن هناك نوعاً نادراً من القهوة البرية (Coffea stenophylla) من سيراليون أكثر تحملاً للحرارة من أبناء عمومتها. في حين أن القهوة ليست ضرورية للحياة، إلا أنها محصول مالي مهم للمجتمعات في جميع أنحاء العالم.
الصبار
في المكسيك، تعتبر النوباليس، أوراق صبار التين الشوكي، من الخضروات الشائعة، وغالباً ما يتم تقديمها في التاكو أو مع البيض المخفوق. التين الشوكي ليس النوع الوحيد من الصبار الصالح للأكل، إذ يمكن طهي أنواع مختلفة من النباتات التي تتحمل الجفاف، مثل البرميل والساجوار والتشولا، أو تخليلها، أو عصرها، أو حتى تناولها طازجة مثل فاكهة التنين، وهي مصدر جيد للمياه والألياف والفيتامينات.
الموز الكاذب
في إثيوبيا، يُنتج نبات الموز الكاذب فاكهة تشبه الموز، ولكن هذه الفاكهة غير صالحة للأكل. يتم استخدام الجذع والجذور النشوية التي يمكن تخميرها وتحويلها إلى عجينة للخبز والعصيدة. يمكن أن تعيش هذه النباتات لمدة تصل إلى 12 عاماً، ويمكن لـ 60 نباتاً إطعام عائلة مكونة من خمسة أفراد لمدة عام كامل.
أنواع الفول الأخرى
الفاصوليا تحظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، ولكن علماء جامعة كيو يعتقدون أنه يمكن استخدامها على نطاق أوسع. بالإضافة إلى الأنواع العالمية المفضلة مثل الفاصوليا، والبينتوس، والحمص، والبازلاء، والعدس، يمكن زراعة مئات الأنواع البرية الأخرى. على سبيل المثال، جوز ياحب، الذي ينمو في الصومال وإثيوبيا وطعمه يشبه الكستناء، أو الترمس الصالح للأكل. يمكن اعتباره وجبة خفيفة أو طحنه إلى دقيق. تعتبر الفاصوليا من المحاصيل شديدة التحمل للجفاف، كما أنها تضيف النيتروجين إلى التربة لتحضيرها لمحاصيل أخرى.
الأعشاب البحرية