نشر التقرير النهائي للطائرة الأوكرانية التي سقطت في 2020
نشرت إيران أمس تقريرا نهائيا بشأن إسقاط الطائرة الأوكرانية من قبل دفاعاتها الجوية في يناير 2020، يرفع المسؤولية عن التسلسل القيادي في القوات المسلحة، لقي انتقادات من أوكرانيا وكندا
كندا اللتين خسرتا العديد من مواطنيهما في الحادث. ورأت كييف في التقرير محاولة “لاخفاء الأسباب الحقيقية” للكارثة الجوية، بينما اعتبرت أوتوا أنه يفتقد لإجابات وافية. وتحطمت طائرة “بوينغ” تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية بعيد إقلاعها من طهران متجهة الى كييف في الثامن من يناير 2020، ما أسفر عن مقتل 176 شخصا كانوا على متنها.
وأقرت القوات المسلحة بعد ثلاثة أيام، بأن الطائرة أسقطت عن طريق “الخطأ” في ليلة توتر عسكري بين طهران وواشنطن. وكان غالبية الضحايا من الإيرانيين والكنديين أو حملة الجنسيتين، وأفراد من جنسيات أخرى بينهم 11 أوكرانيا. ونشرت المنظمة الإيرانية للطيران المدني تقريرها النهائي بشأن الحادث باللغتين الفارسية والإنجليزية.
وأشار التقرير الى أن “مشغّل نظام الدفاع الجوي” لحظ وجود “هدف” في الجو، مضيفا “من دون تلقي رد (أمر) من مركز التنسيق، خلص المشغّل الى أن الهدف المرصود يشكل تهديدا، وأطلق صاروخا في اتجاهه”.
وفي تلك الليلة، كانت الدفاعات الجوية في حال تأهب خشية وقوع ضربة أمريكية ردا على هجوم صاروخي نفذته طهران قبل ساعات من ذلك، واستهدف قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق حيث يتواجد جنود أمريكيون.
وأتى الاستهداف الإيراني للقاعدة ردا على اغتيال اللواء في الحرس الثوري قاسم سليماني بضربة جوية أمريكية قرب مطار بغداد في الثالث من يناير 2020.
وفي تعليق على التقرير، انتقد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا عدم أخذ طهران في الاعتبار “أكثر من 90 صفحة من الملاحظات والاقتراحات” التي قدمها الجانب الأوكراني. وأضاف “ما نراه منشورا اليوم ليس سوى محاولة مبيتة من أجل اخفاء الأسباب الحقيقية لاسقاط طائرتنا المدنية”.
الى ذلك، قال وزير الخارجية الكندي مارك غارنو ووزير النقل عمر الغبرا إن التقرير “لا يقوم بأية محاولة للاجابة عن أسئلة حرجة عما حصل فعلا”. وتابعا في بيان مشترك “لا نزال قلقين جدا بشأن نقص المعلومات والأدلة المقنعة” على رغم نشر التقرير، معتبرين أن من حق عائلات الضحايا “الحصول على إجابات عن أسئلة مهمة، بما يشمل سلسلة الأحداث التي أدت الى اطلاق هاذين الصاروخين في المقام الأول، ولماذا سمح بابقاء المجال الجوي مفتوحا في فترة من الأعمال العدائية”.
وكان من بين ضحايا الطائرة، 55 من مواطني كندا و30 من حملة إجازة الاقامة الدائمة فيها. وكان تقرير لمنظمة الطيران المدني الإيرانية صدر في يوليو من العام الماضي، اعتبر أن “العامل الرئيسي” خلف تحطم الطائرة كان “خطأ بشريا” في التحكّم برادار، تسبب بأوجه خلل أخرى في عمله.
وأثار الحادث جدلا وانتقادات واسعة في إيران، لا سيما وأن إقرار القوات المسلحة باسقاط الطائرة عن طريق “الخطأ”، صدر بعد ثلاثة أيام من الحادث.