نمو المدخرات الدولارية في مصر: عوامل الجذب والتوقعات المستقبلية

كتب: سامح توفيق

شهدت البنوك المصرية ارتفاعًا ملحوظًا في حجم الودائع بالعملات الأجنبية خلال عام 2024، حيث جذبت مدخرات أجنبية بقيمة 6.4 مليارات دولار في الأشهر التسعة التالية لتحرير سعر صرف الجنيه المصري في مارس 2024. ووفقًا لأحدث بيانات البنك المركزي المصري، وصل إجمالي أرصدة الودائع بالعملات الأجنبية إلى 57.1 مليار دولار بنهاية نوفمبر 2024، مقارنة بـ 50.7 مليار دولار بنهاية مارس من العام نفسه.

تفاصيل النمو في الودائع:

أظهرت البيانات أن البنوك المصرية تلقت مدخرات أجنبية بقيمة 500 مليون دولار خلال شهر نوفمبر 2024 وحده، ما أدى إلى ارتفاع أرصدة الودائع بالعملة الأجنبية من 56.6 مليار دولار بنهاية أكتوبر إلى 57.1 مليار دولار بنهاية نوفمبر. يُذكر أن شهر سبتمبر 2024 شهد أعلى معدل زيادة في المدخرات الأجنبية منذ بداية العام، حيث بلغت الزيادة 1.38 مليار دولار.

كما كشف البنك المركزي المصري في تقريره الشهري عن ارتفاع قيمة الودائع لأجل وشهادات الادخار بنحو 70 مليون دولار خلال نوفمبر، لتصل إلى 43.4 مليار دولار مقابل 42.7 مليار دولار في أكتوبر. في المقابل، تراجعت الودائع تحت الطلب بالعملات الأجنبية بنحو 500 مليون دولار، لتسجل 13.5 مليار دولار بنهاية نوفمبر، مقابل 14 مليار دولار في أكتوبر.

تأثير خفض أسعار الفائدة:

قام أكبر بنكين في مصر، البنك الأهلي المصري وبنك مصر، بخفض أسعار الفائدة على شهادات الادخار الدولارية في أكتوبر الماضي بواقع 0.5%، ثم قام بنك مصر بخفض آخر لاحقًا. جاء ذلك بعد تخلي الفيدرالي الأميركي عن سياسة التشديد النقدي وتخفيضه للفائدة. ومع ذلك، يرى مسئول في قطاع التجزئة المصرفية أن خفض الفائدة على شهادات الدولار لن يؤثر سلبًا على حجم المدخرات الأجنبية في البنوك، مؤكدًا أن الفائدة الحالية ما زالت مُغرية وأن الإقبال على الشهادات وحسابات التوفير الدولارية لا يزال واسعًا.

عوامل الجذب والتوقعات المستقبلية:

يُعزى نمو المدخرات بالعملة الأجنبية إلى عدة عوامل، منها:

• تزايد تحويلات المصريين العاملين بالخارج، والتي تُعدّ المصدر الأكبر لتدفقات النقد الأجنبي في مصر. وقد بلغت إجمالي تحويلات العاملين بالخارج 23.7 مليار دولار بنهاية أول 10 أشهر من عام 2024، بنسبة زيادة 45.3%. وشهد شهر أكتوبر قفزة كبيرة بنسبة 68.4%، لتسجل التحويلات 2.9 مليار دولار.

• رغبة العملاء في الحفاظ على قيمة أصولهم بالعملة الأجنبية والاستفادة من معدلات العائد عليها.

• توقعات اقتراب خفض الفائدة على الجنيه ومنتجات الادخار الأجنبية، ما يُشجع على الادخار بالدولار.

ويتوقع المسئول المصرفي استمرار نمو المدخرات الأجنبية في الفترة المقبلة.