أخبار عربية ودولية
هل تدخل إسرائيل في حرب شاملة مع “حزب الله”؟
تزداد التوترات الإسرائيلية اللبنانية على الحدود الجنوبية، وسط مخاوف من الوصول إلى حرب شاملة، وذلك بعد القصف الأخير المتبادل بينهما.
وأعلن الجيش الإسرائيلي “قصف مناطق داخل الأراضي اللبنانية”، بعد إطلاق قذيفة من الأراضي اللبنانية، قرب قرية الغجر، والتي ازدادت حولها الخلافات.
وحذرت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، يوم السبت، من أن تآكل قوة الردع في مواجهة “حزب الله” اللبناني يمكن أن يفضي إلى اندلاع مواجهة شاملة على الجبهة الشمالية.
ونقلت قناة “مكان” الإسرائيلية، عن مصادر في “أمان”، قولها إن “إسرائيل تُكرّس الانطباع بأنها غير معنية بمواجهة مع “حزب الله”، بخلاف سياساتها المتبعة في الأراضي الفلسطينية، وهذا ما يعزز دافعية الحزب لمواصلة الاستفزازات، وضمن ذلك السماح بإطلاق قذيفة مدفعية من جنوب لبنان باتجاه مستوطنات الشمال، فضلا عما سبق ذلك من إطلاق صواريخ”.
وأشارت المصادر إلى أن “أكثر مظاهر الاستفزاز صخبا التي أقدم عليها “حزب الله” أخيرا تمثلت في نصب خيام لعناصره داخل منطقة تعود إلى سيادة إسرائيل”، على حد تعبيرها، في إشارة إلى منطقة “مزارع شبعا”.
صفقة سياسية
اعتبر ميخائيل عوض، المحلل السياسي اللبناني، أن الاعتداء الإسرائيلي بالقذائف على كفر شوبا ومحيطها وخاصة المناطق غير الآمنة جاء بذريعة أن قذيفة أُطلقت من جنوب لبنان، وهناك توترات تزداد، وحشود بين الطرفين، وإمكانية وقوع حرب أو مواجهة.
وهناك مشكلة عالقة، وموضوع مزارع شبعا وتلال كفر شوبا يطالب بهما لبنان بصورة دائمة، فيما حاولت إسرائيل إحداث تعديلات على الخط الأزرق في أكثر من مكان وتجريف في تلال كفر شوبا، وتصدى لها الأهالي وأقاموا خيما داخل المناطق التي تحتلها إسرائيل ولا تعترف بأنها لبنانية.
وقال عوض إن إسرائيل أقدمت في الأسبوع الماضي على ضم منطقة الغجر اللبنانية، وهي منقسمة بين اللبنانية والسورية، ما دفع المقاومة لمطالبة الدولة اللبنانية والأمم المتحدة واليونيفيل باتخاذ الإجراءات المناسبة لإعادة الأمور إلى نصابها.
ويرى أنه “بكل الأحوال هناك توترات وأسباب غير علنية لهذه الأحداث، وقد نكون على مفترق طرق، الأمور تحمل على الاعتقاد بأن هناك احتمالين، الأول أن تتسبب الاحتكاكات والتحرشات في أيام قتالية وربما بحرب تحرير فلسطين، كما أسماها السيد حسن نصر الله، وأطلق عليها تسمية الحرب الكبرى”.
والاحتمال الثاني بحسب عوض، “هناك أحاديث وتسريبات عن أن شخصية أمريكية عالية المستوى ستحضر إلى لبنان وقد طلبت لقاءً من نصر الله، للبحث في آلية لتسوية تقتضي بموجبها انسحاب إسرائيل من الغجر ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا، وهو أمر غير مستبعد، وقد تكون التحرشات كعملية تسخين للأجواء تمهيدًا لصفقة من هذا القبيل”.
أزمات داخلية
بدوره، اعتبر أسامة وهبي، المحلل السياسي اللبناني، أن التلويح بالحرب بين إسرائيل ولبنان، خاصة “حزب الله”، لا يشي بقرب اندلاعها بينهما، بل من أجل الاستخدام السياسي الداخلي في بيروت وتل أبيب.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”: “ليس من المحتمل نشوب هذه الحرب، حيث لا أحد يريدها باعتبارها مكلفة على جميع المستويات، فحزب الله ليس بمقدوره الدخول في هذه الحرب، ويلوح بها من أجل فرض الحوار على الفرقاء من أجل الدفع بمرشح لرئاسة الجمهورية”.
وأوضح أن إسرائيل دائما ما تستخدم الملف اللبناني من أجل غايات سياسية داخلية، خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حالة حرجة على صعيد السياسية الداخلية، ويلوح بأن هناك حربا قريبة بين لبنان وإسرائيل من أجل تجنب محاكمته في ملفات فساد وتخفيف الضغط على حكومته المأزومة في الداخل.
ويرى وهبي أن ما نراه على الجبهة الجنوبية اللبنانية مجرد فقاعات صابون، ومحاولة لذر الرماد في العيون، من أجل التعتيم على المأزق السياسي في الداخل اللبناني والإسرائيلي.
وقال إن لبنان لا سيما الحزب يعجز عن إيصال مرشح لرئاسة الجمهورية، والعجز عن إدارة الدولة بشكل عام، وهو ما يحرجه أمام الرأي العام، ويحاول التصعيد من أجل فرض معادلات داخلية تتناسب مع مشروعه وارتباطاته الداخلية.
وزاد التوتر الحدودي بين لبنان وإسرائيل، والذي تركز في الآونة الأخيرة في مزارع شبعا، ليشمل قرية الغجر.
وندد لبنان بمنع إسرائيل دخول مواطنيه إلى قرية الغجر، واتهمها بأنها محاولة ضم وقضم للحقوق، ووصفت الخارجية اللبنانية هذه الخطوات بأنها “خرق واضح لقرار مجلس الأمن رقم 1701”.
وقال بيان للخارجية اللبنانية إن هذا الأمر يخلق واقعًا جديدا على الأرض، ودعا جميع الأطراف الدولية للتدخل من أجل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين واستقرار الجنوب، مطالبًا بالضغط على تل أبيب لوقف هذه الخطوات.