Site icon مصر 30/6

هل تصيب إسرائيل لعنة العقد الثامن؟

كتائب القسام

لعنة العقد الثامن

قال أبوعبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في كلمة مصورة له أمس، إن

«زمن انكسار الصهيونية قد بدأ ولعنة العقد الثامن ستحل عليهم وليرجعوا إلى توراتهم وتلمودهم ليقرؤوا ذلك جيدا ولينتظروا أوان ذلتهم بفارغ الصبر»

وهو ما دفع عدد كبير من المسخدمين عن السؤال عن ما هية لعنة العقد الثامن؟

خلال السنوات الأخيرة، عبَّر العديد من السياسيين والكتاب الصهاينة عن قلقهم البالغ جول مستقبل إسرائيل واستمراها، وفي العام الماضي تحديدًا، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك عن مخاوفه من لعنة العقد الثامن المرتبطة بزوال إسرائيل الوشيك سيأتي قبل الذكرى الثمانين لقيامها، مستشهدا «بالتاريخ اليهودي الذي يقضي بأنه لم يستمر لليهود دولة أكثر من 80 عاما إلا في فترتين استثنائيتين بدأتا بالتفكك خلال عقدهما الثامن».

وفي مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قال باراك: «على مر التاريخ اليهودي، لم يكن لليهود دولة لأكثر من 80 عاما إلا خلال فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونيم، وكلاهما تميزت بداية تفككها في العقد الثامن»، لافتًا إلى أن التجربة الحالية للدولة اليهودية الصهيونية هي الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن، ويخشى أن تحل عليها لعنة العقد الثامن كما حلت على سابقه.

وأشار «باراك» إلى أنهم ليسوا الوحيدين الذين أصابتهم لعنة العقد الثامن؛

«لقد اندلعت الحرب الأهلية في أمريكا في عقدها الثامن، وتحولت إيطاليا إلى دولة فاشية في عقدها الثامن، وتحولت ألمانيا إلى دولة نازية في عقدها الثامن وكانت سببا في هزيمتها وانقسامها، وفي العقد الثامن من القرن العشرين الثورة الشيوعية تفكك الاتحاد السوفييتي وانهار وانهار عقده.»

 

وتابع أن «إسرائيل تقع في بيئة صعبة حيث لا رحمة للضعفاء»، محذرا من العواقب الوخيمة للاستخفاف بأي تهديد، قائلا «لقد أصبح ذلك ضرورة للحسابات الذاتية»، محذرا من أن «إسرائيل أظهرت قدرة منقوصة في الحضور السياسي السيادي».

وذكر أيضًا أن «العقد الثامن لإسرائيل بشر بشرطين: بداية تفكك السيادة ووجود مملكة بيت داود التي انقسمت إلى يهودا وإسرائيل، وككيان وصلنا إلى العقد الثامن، في تجاهل صارخ لتحذيرات التلمود».

وأضاف باراك: «في كلتا الحالتين، كان العقد الثامن إيذانًا ببداية تفكك السيادة. ففي العقد الثامن من وجودها، كانت مملكة سلالة داود وسليمان مقسمة إلى يهودا وإسرائيل، وفي العقد الثامن للمملكة الحشمونية، ظهر الاستقطاب الداخلي، وقام ممثلو الأجنحة بالحج إلى بومبيوس في سوريا، وطالبوا بتفكيك المملكة الحشمونية وأصبح جناحهم تابعًا لروما حتى تدمير الهيكل الثاني.»

«المشروع الصهيوني الحالي هو المحاولة الثالثة في التاريخ.. لقد وصلنا إلى العقد الثامن ونحن مهووسون بالتجاهل لتحذيرات التلمود، وتسريع النهاية، والانغماس في الكراهية الحرة».

غراب ينتزع علم إسرائيل ويلقيه أرضا

 

مخاوف من تحقق النبوءة وزوال الدولة الصهيونية

كذلك يرى الكاتب والمحلل الإسرائيلي روجيل ألفير أن إسرائيل وقعت على شهادة زوالها، عازيا ذلك إلى أسباب عدة، منها حرب متعددة الجبهات، إضافة إلى التفكك الداخلي، والصراعات الداخلية، بين التيارات اليهودية والصراعات الثقافية في المجتمع الإسرائيلي.

وكتب ألفير في صحيفة هآرتس الإسرائيلية أنه «في حرب إسرائيل المقبلة مع الأعداء، سيتلقى السكان اليهود في البلاد أوامر بالانتحار»، مشيرًا إلى أنه عندما انتصر الجيش المصري واحتل مدينة نيتسانيم خلال حرب عام 1948 «في جنوب دولة الاحتلال الإسرائيلي»، أمر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي آنذاك الجنود والضباط اليهود بالقتال حتى الموت، وكذلك قتل الضباط والجنود اليهود الذين قرروا الاستسلام لـ«العدو».

ويقول الكاتب الإسرائيلي إنه منذ ذلك الحين تبلورت في إسرائيل «ثقافة الموت والفداء للوطن»، أي أن اليهود لا يستسلمون أثناء الحرب، و«بسبب ترسيخ هذه الثقافة، يعيش اليهود منذ عقود في حالة من الفوضى، وهو وضع يوحي لهم جديًا بأن الآلاف منهم سيموتون في حالة نشوب حرب متعددة الجبهات».

وشدد على أن «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تروج عمدا لسكان البلاد أن الحرب المقبلة- التي ستسقط فيها آلاف الصواريخ من لبنان وإيران وقطاع غزة في عمق إسرائيل، وتقتل آلاف السكان- ليست سوى مسألة حرب (وقت)».

رأي المؤرخين في نبوءة العقد الثامن

وفسر بعض المؤرخين هذه النظرية على أنها «استراتيجية خبيثة» لبث الخوف بين المستوطنين في دولة الاحتلال إسرائيل، ولمنع تشكيل أي معارضة للسلطة الإسرائيلية، ولتشجيع المستوطنين على الالتفاف حول دولتهم، فعلى سبيل المثال، وردت هذه اللعنة في خطابات العديد من رؤساء الوزراء، بما في ذلك إيهود باراك، ونفتالي بينيت، وبنيامين نتنياهو.

خمس سنوات تفصل إسرائيل عن التوقع الذي يهم قيادتها وشعبها، فهل سينجح طوفان الأقصى في تفكيك الدولة اليهودية الصهيونية الثالثة؟

Exit mobile version