هل تنخفض أسعار السلع في مصر بعد هبوط الدولار بالسوق السوداء؟
د سامح توفيق
يرى تجار ومحللون أنه من الصعب أن ينعكس التراجع الكبير في سعر الدولار مقابل الجنيه في السوق الموازية خلال تعاملات أمس واليوم مقارنة بمستواه في الأسبوع الماضي، خاصة في ظل قصر مدة هذا الانخفاض حتى الآن، والحاجة لفترة أطول وانتظار وضوح الرؤية فيما يتعلق بتوفير الدولار ومستقبل سعر الصرف.
لكن بعض هؤلاء يتوقعون أن هذا التراجع قد ينعكس- في حالة استمراره في الأيام المقبلة- على استقرار أسعار السلع وتحجيم أي زيادة أخرى كانت يمكن أن تحدث.
كان سعر الدولار في السوق الموازية شهد تراجعا كبيرا بنحو 18 جنيها خلال تعاملات اليوم مقارنة بمستواه يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، ليصل إلى بين 54 و55 جنيها.
ويأتي ذلك بعد أن وصل سعر الدولار في السوق الموازية خلال الأسابيع الماضية إلى مستويات قياسية وصلت إلى حدود 73 جنيها، وذلك بعد صعود تدريجي من مستوى قرب 40 جنيها تقريبا انعكس على أسعار معظم السلع خلال الفترة الأخيرة، من الشركات والتجار، خاصة مع أزمة نقص النقد الأجنبي في البنوك التي تعاني منها مصر.
لكن التراجع الكبير الذي حدث هذا الأسبوع في سعر الدولار أحيا آمال البعض في عودة أسعار السلع إلى التراجع خلال الفترة القريبة المقبلة، في ظل موجة غلاء تؤثر على مستوى معيشة الكثير من المواطنين.
هل تنخفض أسعار السلع بعد هبوط الدولار؟
قال متى بشاي، رئيس لجنة التجارة بشعبة المستوردين باتحاد الغرف التجارية، لمصراوي، إنه من الصعب أن ينعكس هبوط سعر الدولار في السوق الموازية على أسعار السلع والمنتجات في الوقت الحالي.
وأضاف بشاي أن ذلك يعود إلى قصر الفترة التي انخفض خلالها سعر الدولار مقابل الجنيه، إلى جانب عدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بتوفير الدولار في البنوك للمستوردين خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن سعر الدولار في السوق الموازية لا يزال عرضة للتقلبات خاصة أن ما يؤثر على سعره حاليا مخاوف أفراد من المتعاملين على العملة اتجهوا لبيع بعض ما لديهم بعد ما تردد من أنباء عن احتمالية دخول تدفقات دولارية لمصر خلال الفترة المقبلة.
وأشار بشاي إلى أن هناك حاجة لاستمرار انخفاض سعر الدولار في السوق الموازية لفترة تستمر أشهر حتى ينعكس ذلك على الأسعار، والأهم هو وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع الاقتصادية بما يعود بشكل إيجابي على وضع السوق واستقراره وبالتالي أسعار المنتجات.
استقرار الأسعار وعروض استهلاكية
قال محلل للقطاع الاستهلاكي بإحدى شركات التداول في الأوراق المالية، إنه من المتوقع انعكاس تراجع سعر الدولار في السوق الموازية مقابل الجنيه على أسعار السلع الاستهلاكية في شكل عدم حدوث زيادات جديدة فيها واستقرارها خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أنه من الصعب الحكم بشكل حاسم على تأثير تراجع سعر الدولار في السوق الموازية على أسعار السلع من فترة قصيرة، لكن حدوث ذلك يمكنه على الأقل تحجيم عمليات الزيادات المتتالية للأسعار التي تشهدها الفترة الأخيرة.
وذكر المحلل أنه بصفة عامة في حالة استمرار سعر الدولار على مستوياته المتراجعة أو حدوث تراجع جديد في الأيام المقبلة فإن ذلك قد ينعكس من الشركات في صورة عروض وخصومات على أسعار السلع الاستهلاكية وخاصة الغذائية منها.
وأوضح أن الشركات وفرت مستلزمات الإنتاج بسعر دولار مرتفع خلال الفترة الماضية، وبالتالي من الصعب أن تسعر منتجاتها حاليا على أسعار أقل من الحالية، حتى لا تتعرض للخسارة.
وأشار المحلل إلى أن هناك حاجة لاستمرار انخفاض سعر الدولار لفترة شهر أو أكثر، من أجل خفض أسعار المنتجات والذي من المتوقع أن يكون في شكل تراجعات طفيفة.
لكن في الوقت نفسه اعتبر المحلل تراجع سعر الدولار في السوق الموازية أمرا إيجابيا بالنسبة للشركات تعكس بيئة متفائلة بتوفير الدولار في الأسواق في الفترة المقبلة، وبالتالي استقرار أسعار الصرف وتلبية احتياجات الشركات من مستلزمات الإنتاج، ومساعدة الشركات على تنفيذ خطط الاستثمار بما ينعكس في النهاية بشكل إيجابي على أسعار المنتجات ومعدلات التضخم.
ارتباك بين حائزي الدولار بعد التراجع الكبير بالسوق الموازية