Site icon مصر 30/6

هل يصوم الليبيون 28 يوما فقط؟

للعام الثاني على التوالي تشهد ليبيا ومدنها الشرقية والأخرى الغربية حالة من الانقسام بسبب موعد استطلاع شهر شوال للعام الهجري 1445، وموعد أول أيام عيد الفطر المبارك في البلاد.

حالة من البلبلة أُثيرت خلال الأيام الماضية في ليبيا، بعد أن اختلفت حكومة شرق ليبيا، والهيئة العامة للأوقاف والشئون الإسلامية بها حول موعد استطلاع رؤية هلال شهر شوال 1445هـ، فالدولة الواقعة بالشمال الإفريقي بدأت صيام شهر رمضان الجاري يوم الثلاثاء 12 من شهر مارس الماضي، أي بعد أغلب الدول العربية والإسلامية بيوم.

وبناء على الموعد الذي بدأ فيه المسلمون في ليبيا صيام شهر رمضان المبارك، فمن المفترص أن يتم استطلاع هلال شهر شوال يوم الثلاثاء التاسع من شهر أبريل الجاري، بينما يستطلع الهلال في باقي الدول يوم الإثنين، وحال إعلان العيد في هذه الدول يوم الثلاثاء، ستكون ليبيا صامت 28 يوما فقط، وهو جانب شرعي شهد خلافا بين الحكومة في ليبيا والهيئة.

اختلاف الحكومة و«الأوقاف»

أمس الأول، أصدرت الحكومة الليبية بيانًا يُطالب فيه أسامة حماد، رئيس الوزراء في الحكومة المعلنة من مجلس النواب، يُطالب به رئيس الهيئة العامة للأوقاف والشئون الإسلامية بالتعميم على لجان تقصّي الأهلة، التابعة للجنة العليا للإفتاء بضرورة الخروج؛ لترقب هلال العيد ابتداءً من ليلة 28 رمضان، مع باقي دول الجوار التي يحل عندها يوم 29 رمضان.

واليوم ردت الهيئة العامة للأوقاف والشئون الإسلامية بليبيا، فيما يتعلق بتوقعات رؤية الهلال، أنه تم العمل بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين).

وأوضحت أن لجان تقصي الأهلة قد ترقبت الهلال في جميع مراصدها فلم تره، فأعلنت اللجنة العليا للإفتاء أنه قد تعذرت رؤية الهلال وأن الاثنين هو المتمم لشهر شعبان، مُضيفة أن الإعلان عن دخول شهر رمضان كان صحيحا لا ريب فيه.

«يكون على الناس قضاء يوم بعد العيد»

وتابعت «إنْ قدَّر الله في آخر الشهر أن رؤي الهلال يوم الاثنين وهو الثامن والعشرون من رمضان فإن العيد يكون الثلاثاء، ويكون على الناس قضاء يوم بعده، وبهذا تبرأ ذمة الجميع ويكون صيامهم وإفطارهم على وفق السنة المطهرة، وهذا الأمر معلوم عند أهل العلم رحمهم الله تعالى وقد حدث فيما مضى غير ما مرة.

استطلاع شهر شوال

من جانبه، يقول الدكتور عبدالعزيز النجار، وكيل الأزهر الشريف سابقًا، إنه كان ينبغي على دار الإفتاء الليبية ألا تأخذ بظاهر الحديث وتتجاهل العلم والحسابات الفلكية الدقيقة التي أثبت الواقع صحتها، وكذلك دول الجوار التي تشترك معها في خطوط العرض والطول.

وأوضح أنه من الأفضل أن تعترف دار الإفتاء الليبية بالجمود الفكري والوقوف عند نص الحديث، وكان ينبغي عليها أن تنظر إلى المقاصد الشرعية وهو ثبوت الهلال بأي وسيلة من الوسائل، مُضيفًا أن الوسيلة التي كانت متاحة في عهد النبي هي الرؤية بالعين المجردة، ولكن لم يكن هناك خلاف بين الدول في بدايات ونهايات الشهور، إنما عندما تثبت فكان الجميع يلتزم بهذه الرؤية.

وأضاف النجار:«بما أن العلم الحديث صار أقوى من الرؤية بالعين المجردة فهو في حكم المشاهدة، وإذا خالف العين المجردة الحسابات الفلكية في بداية الشهر بأن رئوا الهلال، نأخذ بالرؤية الشرعية ونتجاهل الحسابات الفلكية، إن حدث ذلك لأن الأصل هو الرؤية بالعين».

ونوه إلى أنه على دار الإفتاء في ليبيا أن تتدارك ذلك وأن تراعي دول الجوار وتراعي الحسابات الفلكية، وأن تبدأ استطلاع رؤية هلال شوال اعتبارًا من الثامن والعشرين من شهر رمضان، والتنسيق مع الجهات البحوث الفلكية المتقدمة بدول الجوار وغيرها حتى لا يحدث شقاق بين المسلمين في بدايات ونهايات الشهور.

واستشهد في ذلك بأننا في شهر ذي الحجة نلتزم بمقيات ورؤية المملكة العربية السعودية لتوحيد عيد الأضحى، فما المانع أن يتم ذلك في عيد الفطر وبداية جميع الشعور الهجرية

Exit mobile version