أخبار عربية ودولية

هل يواصل “حزب الله” و”حماس” في معارك الجهاد ضد إسرائيل

آثار القصف الإسرائيلي في  قطاع غزة - سبوتنيك عربي, 1920, 13.05.2023

مع استمرار القصف المتبادل بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية لليوم الخامس على التوالي، ورفض تل أبيب لأي جهود وساطة، دخلت حركة حماس وحزب الله اللبناني على خط الأزمة، ما ينذر بتحول جذري لدفة المعارك.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن حركة “حماس” أبلغت الوسطاء استعدادها للتدخل في المعارك الدائرة مع حركة “الجهاد الإسلامي”، ما لم يتم التوصل إلى تهدئة من شأنها وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال حسن نصر الله، الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، إن “معركة غزة مهمة، وتأثيراتها لا تقتصر على القطاع، بل تطال عموم المنطقة. ونحن على اتصال دائم بقيادة المقاومة في غزة، ولن نتردد في تقديم المساعدة في أي وقت تُفرض المسؤولية”، وفقا لقناة “الميادين”.
وطرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية تدخل “حماس” و”حزب الله” في المعارك الدائرة بين إسرائيل وحركة “الجهاد الإسلامي”، وما تأثير هذه الخطوة على الحالة القائمة.
تغيير المعادلة
قال ميخائيل عوض، المحلل السياسي اللبناني، إن “الجميع يعرف بأن العمليات الجارية في فلسطين تقع تحت نظر ورقابة ومتابعة قيادة المقاومة، وسبق وأن أعلنت حركة حماس أن كل المعارك تدار من غرفة عمليات مشتركة مع محور المقاومة عامة، وحزب الله بشكل خاص”.
وإنه من المنطقي أن يعلن رئيس حزب الله حسن نصر الله، جاهزية الحزب وفصائل ومحور المقاومة للتدخل إذا اقتضت الحاجة وطلبت ذلك حركة حماس، أو إذا مالت الكفة في غير صالح المقاومة الفلسطينية في هذا الاشتباك القائم حاليًا مع إسرائيل.
وفيما يتعلق بإمكانية أن يترك هذا الحديث تأثيرا في إسرائيل، قال: “بالعادة نعم، دائمًا ما تغير وتقلق تصريحات نصر الله الإسرائيليين، والذين يعرفون بأنه جاد لا يطلق تهديدا أو كلاما دون أن يكون قد أتم الاستعدادات اللازمة لتنفيذه”.
ويرى أن من المؤكد إذا دخلت المقاومة الإسلامية من جنوب لبنان سيؤدي ذلك إلى تغيير دراماتيكي في موازين القوى ضد إسرائيل، آخذين بالاعتبار أنها لن تدخل إلا إذا أمنت فتح الجبهة من الجولان، وتاليًا تفعيل القدرات في الجغرافية السورية والعراقية امتدادا إلى إيران وفي اليمن حيث سيطرت “أنصار الله” اليمنية.
ومضى قائلًا: “بكل الأحوال إذا قررت المقاومة واستوجبت الشروط والظروف تدخلا من جنوب لبنان ستكون هي الحرب الكبرى التي طالما جرى الحديث عنها، وقال نصر الله مرات عديدة في الآونة الأخيرة إنها ستقع قريبًا، واعتبر أنها ستكون حربا لتحرير فلسطين”.
وبحسب عوض، أن يجري توسيع دائرة الاشتباك ويدخل جنوب لبنان والمقاومة الإسلامية ضد الاشتباكات الإسرائيلي يعني بدء معركة تحرير فلسطين من البحر إلى النهر.
ضباط شرطة إسرائيليين يتفقدون موقع سقط فيه صاروخ أطلق من غزة - سبوتنيك عربي, 1920, 13.05.2023

إسرائيل تمدد خطة إجلاء مواطنيها من مستوطنات “غلاف غزة”
مشاركة المقاومة
من جانبه، قال المحلل الفلسطيني، ثائر نوفل أبو عطيوي، إن العدوان الإسرائيلي لا يزال مستمرًا لليوم الخامس على التوالي في قطاع غزة، مع تصاعد وتيرة العدوان لقصف المنازل السكنية للمواطنين، وفي ظل رد فصائل المقاومة على تصعيد الاحتلال واستمراره في العدوان، وسط سقوط ضحايا وإصابات من الأطفال والنساء وكبار السن الأبرياء في العديد من محافظات القطاع.
وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، لا تزال فصائل المقاومة صامدة في وجه تصعيد إسرائيل المتواصل ومعها كافة جموع المواطنين في قطاع غزة، فيما يرفض الاحتلال التوقيع أو الاستجابة للوساطات الإقليمية والأممية من أجل إبرام اتفاق تفاهم يتم التوصل من خلاله لاتفاق تهدئة.
وأوضح أن رغم الجهود المضنية والمكثفة والمستمرة على مدار الساعة من جمهورية مصر العربية، لم تسهم في إحداث أي اختراق ولو بسيطًا في الوصول حتى إلى هدنة إنسانية، حيث ترفض إسرائيل التوقيع على أي اتفاق مشروط يمكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار، حتى لا تكون ملتزمة أمام الوساطات، ويمكنها العودة مرة أخرى للخدع ولسياسة الاغتيالات وإشعال فتيل الحرب متى أرادت.

ويرى عطيوي أن الموقف الإسرائيلي أصبح واضحًا بعد مرور خمسة أيام على التصعيد والعدوان ضد قطاع غزة، حيث تريد إنهاء الحرب على طريقتها ووفق أهوائها ومزاجها دون التوقيع على أي ضمانات تضمن اتفاقا بعدم العودة إلى سياسة القتل والاغتيالات، بل تريد إنهاء جولة الحرب من خلال الهدوء مقابل الهدوء فقط، دون التعهد والتوقيع على اتفاق للهدنة يكون مشروطًا يضمن للفصائل الفلسطينية الحق بعدم المساس بأي أحد من شخصياتها عبر سياسة الاغتيالات، ويضمن للمواطنين في قطاع غزة أن لا يكونوا رهينة لفشل وعجز نتنياهو في إدارة حكومته اليمينية المتطرفة، وأن يقوم بتصدير أزماته الداخلية من خلال التصعيد ضد قطاع غزة أو الضفة الغربية والقدس المحتلة.

وفيما يتعلق بدخول “حماس” و”حزب الله” على خط المواجهة، من خلال توعدهما في حال استمر التصعيد، يرى المحلل الفلسطيني أن كل شيء وارد، وهو مرهون بالساعات المقبلة، ومدى ارتكاب إسرائيل حالة تصعيد أكبر ضد قطاع غزة، خاصة خلال اليومين المقبلين، حيث مرور 75 عامًا على النكبة واحتلال فلسطين بما يحمله هذا التاريخ من اعتبارات وطنية لكافة الفلسطينيين، ومن جهة أخرى مسيرة الأعلام الإسرائيلية الاستفزازية في الثامن عشر من هذا الشهر، والتي تنوي إسرائيل القيام بها، حيث من الممكن أن تؤدي المناسبتان إلى التصعيد وصولًا إلى انفجار الوضع أكثر وتصعيد التعنت.
أعمدة الدخان تتصاعد بعد قصف فصائل الفلسطينية موقع المخزن النفطي لمحطة كهربائية في عسقلان، جنوب إسرائيل 12 مايو 2021 - سبوتنيك عربي, 1920, 13.05.2023

إصابة 3 إسرائيليين إثر سقوط قذيفة صاروخية في منطقة داخل غلاف قطاع غزة
ويعتقد عطيوي أن اليومين المقبلين هما فرصة إسرائيل في قبول جهود الوساطة المصرية، والتوصل لاتفاق مكتوب ومشروط أو لصيغة تفاهم موقعة مع فصائل المقاومة، ضمن ضمانات مصرية وأممية من أجل أن لا تأخذ الأمور منحى متطورًا في عملية التصعيد.
وأكد أن هذه الحالة ستشهد دخول كافة الجبهات التي في حالة عداء مع إسرائيل على خط المواجهة والمقاومة، حينها ستكون إسرائيل هي الخاسر الأكبر وبعدها ستكون حكومة نتنياهو في مهب الريح، وسيعلم حينها الرأي العام الإسرائيلي بأكمله أن نتنياهو أخذ شعبه لساحة حرب من أجل التغطية على عجزه وفشلة في إدارة حكومته.
وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، فشل جهود الوساطة المصرية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقادت مصر جهودا للوساطة بين إسرائيل وحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية، لوقف التصعيد المستمر منذ فجر الثلاثاء الماضي، عندما أقدمت تل أبيب على شن عملية عسكرية تحت اسم “الدرع والسهم” على قطاع غزة، فيما ردت الفصائل بإطلاق مئات الصواريخ تجاه الأراضي الإسرائيلية وصلت إلى محيط القدس وتل أبيب (وسط).
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights