Site icon مصر 30/6

وأخيرا … نهاية كارثة الناقلة صافر

كتب/ محمد مهدي

أعلنت الأمم المتحدة انطلاق عملية سحب النفط من ناقلة “صافر” قبالة سواحل اليمن، مشيرة إلى أن العملية ستستغرق نحو 19 يوما، متفادية بذلك مخاطر بيئية كارثية كان من الممكن أن تتسبب بها الناقلة.

وتحدثت الأمم المتحدة عن عملية معقدة ودقيقة، لتفادي ما يمكن أن يكون أحد أسوأ التسريبات النفطية في تاريخ البشرية، حيث تحمل “صافر” في خزاناتها أكثر من مليون برميل من النفط.

ما القصة بالتفصيل ؟

في قلب البحر الأحمر، وعلى بُعد 9 كيلومترات فقط من جزيرة رأس عيسى اليمنية، تقبع قنبلة موقوتة تهدد مصير البيئة والسكان.

سفينة صافر.. ناقلة نفط متهالكة على متنها أكثر من مليون برميل نفط معرَّضة للانفجار في أي لحظة.

أنشئت الناقلة العملاقة عام 1976، بطول بلغ 376 مترا.

سارت الأحوال على نحو جيد إلى أن اندلع الصراع اليمني، فأُهملت السفينة واهترأ هيكلها بعد أن غابت عنها أعمال الصيانة لسنوات.

وبعد جهود مضنية، وقّعت الأمم المتحدة مؤخرا اتفاقية لشراء ناقلة يخزن فيها النفط الموجود على متن السفينة المتهالكة.

19 يوما حاسمة، تصارع خلالها فرق النقل الزمن، من أجل سحب النفط إلى ناقلة بديلة.

لكن هذه الخطوة ليست سوى بداية رحلة معقدة لإنقاذ صافر، التي تقدر تكلفة العمليات المتعلقة بها بـ129 مليون دولار.

جهود الأمم المتحدة لسحب النفط من الناقلة، تأتي تحسبا للمخاطر الكبيرة التي قد تنجم عن أي حادث قد تتعرض له، فانفجار الناقلة سيلوث الهواء، ويدمر الشِّعاب المرجانية، وغيرها من ملامح الحياة البحرية.

وعليه، سيفقد مئات الآلاف من العاملين في الصيد مصدر رزقهم، لكونِ عودة مخزون الأسماك إلى مستوياته الطبيعية سيستغرق ربع قرن.

أما تكاليف تنظيف التسرب فستفوق بمراحل تمويل الخطة الاستباقية، إذ تقدر بعشرين مليار دولار.

محاولات جادة لتدارك كارثة كان يمكن، لو وقعت، أن تصبح خامس أكبر حادثة تسرب نفطي في التاريخ، بكمية تعادل أربعة أمثال النفط الذي تسرّب في كارثة إكسون فالديز قبالة سواحل ألاسكا عام 1989.

ولكن هناك تخوف من وجود الغاز الخام، خاصة أمام تواجد الألغام الموزعة حول الباخرة من قبل الحوثيين فيجب تعطيل الألغام لتسهيل العملية.

Exit mobile version