بعد عدة اختراقات نجحت فيها عملية طوفان الأقصى التي تشنها حركة المقاومة الفلسطينية حماس ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، دار السؤال حول من قدّم الدعم الاستخباراتي لقادة الحركة قبل التخطيط ومن ثم تنفيذ العملية في منطقة غلاف غزة، وتحييد عدد كبير من الإسرائيليين وأسر عدد آخر منهم، لكن بعد مشاركة العديد من الفصائل المدعومة إيرانيًا بدأ الحديث حول دور إيراني مباشر في التخطيط لهذه العملية.
الولايات المتحدة تقول إن المعلومات الاستخبارية المبدئية تؤكد أن هجوم حماس فاجأ القادة الإيرانيين، وأكد مسؤولون أمريكيون أنه في هذه المرة تفاجأ هؤلاء القادة بالعملية، رغم أنهم عادة ما يكونون على علم بالعمليات التي يشارك فيها فيلق القدس أحد الأذرع الإيرانية الرئيسة وشبه العسكرية في المنطقة، لكن هناك تحقيقات مازالت تجري لتقديم أدلة على تورط دول أخرى بشكل مباشر في عملية عاصفة الأقصى.
مورجان موير، وهو مسؤول كبير في المخابرات الأمريكية، أبلغ أعضاء بالكونجرس في مؤتمر صحفي مساءيوم الثلاثاء، بأنه لا توجد صلة مباشرة بين إيران وهجوم حماس، وقدم تفاصيل مقتضبة، لكنه أخبر المشرعين بأن الوكالات الأمريكية لديها معلومات استخباراتية تتعارض مع التأكيدات بأن إيران ساعدت في التخطيط للهجوم.
موير ذكر خلال المؤتمر أن بلاده وحلفاءها يقومون بانتظام بتتبع ومراقبة الاجتماعات بين قادة فيلق القدس ووكلائهم وحلفائهم في المنطقة، بما في ذلك حركة حماس، لكن المسؤولين يقولون إنه لا يوجد دليل على أن تلك الاجتماعات استخدمت للتخطيط للهجوم على إسرائيل، وبينما يعترف المسؤولون بأنه من الممكن أن تكون هناك اجتماعات سرية أخرى لم تتعقبها المخابرات الغربية، إلا أنهم لم يعثروا حتى الآن على أي دليل على مثل هذه الاجتماعات.
وأكد جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، أن الوكالات الاستخبارية في بلاده لم تجمع معلومات حول تورط إيران المباشر في الهجوم، وقال «لقد قلنا منذ البداية: إيران متواطئة في هذا الهجوم بالمعنى الواسع، لأنها قدمت نصيب الأسد من التمويل لحركة حماس.. لقد قدموا التدريب، وقدموا القدرات».
الرئيس الأمريكي جو بايدن يواجه انتقادات شديدة من بعض أعضاء الحزب الجمهوري، بما في ذلك المرشحون للرئاسة، الذين يتهمون الإدارة بالتساهل مع إيران، في وقت تحاول فيه إدارة بايدن دون جدوى إحياء الاتفاق النووي مع إيران، وتفاوضت مؤخرًا على اتفاق لإطلاق سراح السجناء، وفي المقابل، تمكنت إيران من الوصول إلى 6 مليارات دولار من عائدات النفط المجمدة لأغراض إنسانية.
وحاول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وغيره من الجمهوريين إلقاء اللوم على بايدن، قائلين إن تلك الأموال ساعدت في تمويل الهجوم، لكن هذه المليارات الستة ليست من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، كما صرّح ترامب وآخرون كذبًا، ولا يوجد دليل على أن الأموال، التي قال المسؤولون إنها تخضع لرقابة وزارة الخزانة، قد استخُدمت لتمويل الهجوم.
ولم تستبعد وزيرة الخزانة جانيت إل. يلين، إمكانية التراجع عن القرار الذي اتُخذ الشهر الماضي بإلغاء تجميد الأموال الإيرانية البالغة 6 مليارات دولار، إذا ثبت أن البلاد متورطة في الهجوم الذي نفذته حماس، وقالت يلين إن الأموال لم يتم التطرق إليها بعد.
ونقلت الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى المنطقة، وهي خطوة تهدف إلى منع إيران ووكلائها من فتح جبهة أخرى في أعقاب الهجوم الأخير على إسرائيل.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 1200 إسرائيلي من مدنيين وجنود قُتلوا وسقطوا منذ بداية الحرب، وأصيب أكثر من 2700 آخرين، ويكثف الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو هجماتهما في قطاع غزة ضد أهداف تابعة لحركتي حماس والجهاد، بينما أفادت مصادر فلسطينية بارتفاع عدد الشهداء في غزة نتيجة القصف الإسرائيلي إلى 1100، بينما وصل عدد المصابين إلى 5339 شخصًا.
ولا تزال هناك اشتباكات بين قوات الأمن الإسرائيلية والمسلحين الذين ما زالوا موجودين في الأراضي المحتلة منذ يوم السبت، بينما تواصل إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل الليلة الماضية، وقالت شركة كهرباء غزة إنه خلال ساعات سينفد الغاز من القطاع وستتوقف إمدادات الكهرباء.