مقالات وأراء
الإخوان.. مسلسل المظلومية والبكائية
بعد عشر سنوات من فض اعتصام رابعة الإخوان تواصل الأكاذيب
كتب _ محمد مهدي
اعتادت جماعة الإخوان إدعاء المظلومية ، كلما تعرضت للهزائم وربما لا تجد سوى هذه القشة تُدر بها تعاطف المجتمع وتربط القلة القليلة الباقية من أعضاءها وأنصارها بها.
الهدف من العويل هو إيجاد عاطفة قوية بين قيادات التنظيم وفكرها العنيف المستتر عن باقي القطيع ؛ وهنا يُحاول أن يخلق التنظيم مبرراً للسلوك وسبباً مقنعاً على الأقل لدى هؤلاء الأعضاء لعدم الإفصاح عما يجب الإعلان عنه من أنشطة وفعاليات فهو شأن خاص لا يجوز الخوض فيه أو تناوله في الإعلام مستخدمين مبدأ السمع والطاعة.
تمارس الجماعة منذ أن لفظها الشعب في ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة دور المظلومية والإضطهادية .
تحل علينا الذكرى العاشرة لفض اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين، وتحاول الجماعة بشتى الطرق أن تخلق منهما مادة للمظلومية وخلق بكائية أشبه بكربلاء الشيعة.
الهدف الأهم من وراء خلق بكائية “رابعة” هو القفز على أخطاء قيادات التنظيم الذين أصروا على الاعتصام، كما أصروا على الوقوف أمام قوات الشرطة والجيش المؤيدة بالشعب لتفادي توجيه اللوم لقيادات الجماعة المسؤولة عن حالة التردي التي وصل إليها التنظيم .
اعتصام رابعة والذي ضم عناصر أكثر تطرفا والنهضة كانا مسلحين كما كانت منصة كل منهما يخرج منها التحريض بالقتل
والدليل على عنف الإخوان وعلى كون الاعتصام كان مسلحاً أنّ أول ضحية تسقط أثناء فض الاعتصام كان ضابط شرطة يؤمن خروج هؤلاء المعتصمين للخارج، وهو ما اضطر أجهزة الأمن للتعامل مع مصدر النيران.
يحاول تنظيم «الإخوان» مجدداً استعادة الظهور من خلال إنتاج فيلم وثائقي عن «أحداث اعتصام رابعة» ويهدف من وراء هذا الفيلم الترويج لـ«الرواية الإخوانية» بشأن أحداث الاعتصام.
الفيلم الوثائقي الجديد، الذي يُعرض حالياً في العاصمة البريطانية، أنتجته شركة، يُعتقد حسب تقارير إعلامية، أنها تابعة لـ«الإخوان»، وتقوم بتسويقه شركات أخرى بتمويل من «التنظيم الدولي للإخوان».
ونظمت الشركة المنتجة للفيلم قبل يومين ندوة في لندن، بمشاركة شخصيات سياسية وإعلامية بريطانية، وأدارها أسامة جاويش، المذيع بفضائيات إخوانية، منها «مكملين» و«الحوار» المملوكة لـ«الإخوان»، التي تبث حالياً من بريطانيا، كما يرأس تحرير منصة الشركة الإعلامية المنتجة للفيلم.
مساعي التنظيم من ذلك إحداث إحياء لفكرة «المظلومية» التي يسعى التنظيم لتكريسها، إضافة إلى «استخدام أدوات جديدة ذات تأثير على الأجيال الشابة، التي لم تعايش تلك الأحداث»، علاوة على «الحفاظ على مصادر التمويل، عبر تقديم أعمال تخدم الأهداف السياسية للتنظيم».