ﻳﺘﺄﺳﺲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻻﺧﻼﻗﻲ ﻋﻨﺪ « ﻛﺎﻧﻂ » ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺒﺔ ﺍﻟﻤﻔﺮﻃﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﻛﻞ ﻏﺮﺿﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻏﺘﺮﺍﺑﺎ ﻟﻼﺭﺍﺩﺓ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﺈﻥ ﺗﺼﻮﺭ ﺍﻷﻟﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻣﺤﺘّﻤﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﻋﻮّﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﻊ ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﺍﺭﺍﺩﺗﻨﺎ ، ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻈﻮﺭﺍ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ « ﻛﺎﻧﻂ » ﺍﺳﺘﻌﺎﺩ ﻓﻴﻪ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺍﻗﻴﺔ ﻭﺃﺳﺎﺳﺎ « ﺇﺑﻴﻜﺘﺎﺕ » .
ﻟﻘﺪ ﺷﻜﻞ ﻫﺎﺟﺲ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺍﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﻼﺯﻣﺔ ﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺗﺒﻨﻴﻬﺎ ، ﺟﻮﻫﺮ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ « ﻛﺎﻧﻂ » ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ، ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﻜﺎﻧﻄﻴﺔ ﺭﺍﻣﺖ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﻟﻌﺎﻟﻢ ﺩﻭﻥ ﻋﻨﻒ ﻭﻻ ﺻﺮﺍﻉ ﻭﻫﻮ ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ ﺩﻭﻥ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .
ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﺩﺕ « ﻛﺎﻧﻂ » ﺍﻟﻰ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻤﻄﺎﺑﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺍﻻﺧﻼﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻄﻠﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ؟
ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻣﻨﻈﻮﺭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻓﻲ ﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ﻣﻊ ﺃﻣﻨﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﺭﻏﺒﺎﺗﻨﺎ ﻓﻬﻲ ﺇﺫﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﺭﺿﺎﺀ ﻭﺇﺷﺒﺎﻉ ﻟﻠﻨﻮﺍﺯﻉ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻭﺍﻻﻃﻼﻗﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻗﺪ ﺗﻨﺸﺪّ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﻠﺬﺓ ﻭﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻛﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﻗﺘﻴﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻐﺒﻄﺔ ﻛﺤﺎﻟﺔ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻮﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻐﺒﻄﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺣﺎﻟﺔ ﺭﺿﺎﺀ ﺗﺎﻡ ﺗﻐﻄﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﻋﻴﻨﺎ ﻳﺒﻠﻐﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﺑﺎﻟﺘﺄﻣﻞ ﻛﻤﺎ ﺗﺼﻮﺭ ﺫﻟﻚ ﻣﺜﻼ « ﺃﺭﺳﻄﻮ » ﻭ « ﺍﻟﺮﻭﺍﻗﻴﻮﻥ » ﻭ « ﺳﺒﻨﻮﺯﺍ » ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ .
ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻮﺟﺐ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ « ﻛﺎﻧﻂ » ، ﻭﺗﻮﺍﻓﻘﺎ ﻣﻊ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ « ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻲّ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ؟ » ، ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺪﻯ ﻟﻜﻞ ﺃﻃﺮﻭﺣﺎﺕ ﻓﻠﺴﻔﺎﺕ ﺍﻟﻠﺬﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ( Les Eudémonistes ) ﺃﻱ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺒﺪﺃ ﺳﻠﻮﻛﻨﺎ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺮﺡ « ﻛﺎﻧﻂ » ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ « ﺃﺳﺲ ﻣﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﺎ ﺍﻷﺧﻼﻕ » ﺍﻟﻼﺗﺤﺪﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺎﺩﻓﻨﺎ ﻛﻠﻤﺎ ، ﺭﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﻳﺒﺮﺭ ﺑﺈﺳﻬﺎﺏ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺜﻼ ﺃﻋﻠﻰ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﻲ ﻣﻤﺘﻨﻌﺔ ﻋﻦ ﻣﻄﻠﺐ ﺍﻟﻜﻠﻲ .
ﺳﻴﻮﺿﺢ « ﻛﺎﻧﻂ » ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺣﺴﻴّﺔ ﻭﺧﺒﺮﻳّﺔ ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﻌﺎﺩﺍﺕ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﺃﻱ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﺘﺼﻮﺭﻩ ﻛﻞّ ﻓﺮﺩ ﻣﺸﺒﻌﺎ ﻟﺮﻏﺘﺒﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ . ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻧﻴﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺳﺘﺘﻐﻴﺮ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻣﺮﺿﻴﺎ ﻟﻪ ، ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﻲ ﺍﻥ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﻐﺮﺿﻴّﺔ ﻭﺑﺎﻟﻨﻔﻊ ﻫﻲ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺣﻜﻢ ﻛﻠّﻲ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .
ﺇﻥ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺑﺄﺣﺪﺍﺙ « ﺇﻣﺒﺮﻳﻘﻴﺔ » ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻀﻤﻮﻧﻬﺎ ﻋﺮﺿﻴﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺭﻏﺒﺎﺗﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻠﻄﺔ ﻭﻣﻤّﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻄﻴﺎﺕ ﻻ ﻣﺘﺤﺪﺩﺓ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ ﻣﺘﺤﺪﺩﺍ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺎﻗﺪﺍ ﻷﻱ ﻣﻌﻨﻰ : « ﺃﻥ ﻧﺒﺤﺚ ﻷﺟﻞ ﺃﻥ ﻧﺤﺪﺩ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻳﻘﻴﻨﻴّﺔ ﻭﻋﺎﻣﺔ ﻋﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﻀﻤﻦ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻛﺎﺋﻦ ﻋﺎﻗﻞ ، ﻫﻮ ﻣﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻌﺺ ﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻞّ » . ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻟﻨﺎ ﻛﺘﺎﺏ « ﺃﺳﺲ ﻣﻴﺘﺎﻓﻴﺰﻳﻘﺎ ﺍﻷﺧﻼﻕ » ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻥ ﻧﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﺠﺰﻧﺎ ﻭﻋﺠﺰ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ ﻭﻓﻖ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻛﻠّﻴﺔ ، ﺇﺫ ﻳﻠﺰﻣﻨﻲ ﻷﺟﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻣﻞ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺑﻤﺠﻤﻠﻬﺎ ﺍﻱ ﻣﺎﺿﻴﻬﺎ ﻭﺣﺎﺿﺮﻫﺎ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻣﺘﻌﺬﺭ . ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﺬّﺭ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻮّﻝ ﻣﺼﺪﺭ ﺳﻌﺎﺩﺗﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻰ ﻣﺼﺪﺭ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻵﻻﻡ ﻏﺪﺍ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺧﺮﻭﺝ ﻗﺎﻃﻊ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﺛﺮﻱ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺳﺒﺒﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺍ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ .
ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺇﺫﻥ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺷﺮﻃﻴﺔ ، ﻳﺤﺪّﻫﺎ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﻐﺮﺽ ﻭﻫﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺍﻟﻼﺗﺤﺪّﺩ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺍﻋﺘﺒﺮﻫﺎ « ﻛﺎﻧﻂ » « ﻣﺜﻼ ﺃﻋﻠﻰ ﻟﻠﺨﻴﺎﻝ » ، ﺃﻱ ﻣﺜﻞ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﻤﻮﻥ ﺧﺎﺭﺟﻲ ، ﻻ ﻣﺤﺪﺩ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻟﻠﺴﻠﻮﻙ .
ﺇﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ « ﻛﺎﻧﻂ » ﺍﻥ ﺍﻻﺧﻼﻕ ﻫﻲ ﺃﻭﻻ ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﺮﺑﻄﻨﺎ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ ﻳﻠﺰﻣﻬﺎ ﺍﻥ ﺗﺒﻨﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻭﺍﻟﻐﺮﺿﻴﺔ ، ﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻴﻘﻮﺩﻩ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺸﺮﻃﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﻘﻄﻌﻲ : « ﺇﻓﻌﻞ ﻓﻘﻂ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺗﺮﻳﺪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﺎ ﻛﻠﻴﺎ » .
ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻨﺎ ﺑﺼﻴﻐﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺻﻮﺭﻳﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻳﻌﺮﺽ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻛﺎﻧﻂ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻬﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻳﺤﺪﺩ ﻭﺍﺟﺒﺎ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﻧﺰﻳﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺮﺿﻴﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻭﺇﻥ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻻﻣﺮ ﺑﺎﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ : ﻳﻘﻮﻝ « ﻛﺎﻧﻂ » ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ « ﻧﻘﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ » : « ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﻟﻺﺭﺍﺩﺓ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﺍﻟﻤﺤﺾ ( ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ) ، ﻫﻲ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﺧﻴﺮﻳﺔ ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﺒﺪﺃ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻠﺰﻡ ﻓﺼﻠﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﺪﺃ ﺍﻻﺧﻼﻗﻲ ﺍﻷﺳﻤﻰ » ﻭﻳﻮﺍﺻﻞ « ﻛﺎﻧﻂ » ﺷﺎﺭﺣﺎ ﻛﻴﻒ ﺍﻥ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﺧﻼﻗﻲ ﻭﺃﻱ ﻣﺒﺪﺃ ﻟﻠﺴﻌﺎﺩﺓ ﻫﻮ ﺗﺤﻄﻴﻢ ﻭﺍﻏﺘﺮﺍﺏ ﻟﻜﻞ ﻗﻴﻤﺔ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ .
ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺤﻘّﺔ ، ﺇﺫﻥ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻱ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﻭﻃﺎﻋﺔ ﺍﻻﺭﺍﺩﺓ ﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻻ ﻏﺮﺽ ﻟﻬﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻻ ﻟﺸﻲﺀ ﺍﺧﺮ ﻭﺗﺄﺳﻴﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻛﺈﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻫﻮ ﺷﻌﻮﺭ ﺃﻧﺒﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ .
ﻟﻘﺪ ﺭﺑﻂ « ﻛﺎﻧﻂ » ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻻﺭﺍﺩﺓ ﻭﻃﺎﻋﺘﻬﺎ ﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺃﺳﺲ ﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻣﺘﻌﺎﻟﻴﺔ ﻫﻲ ﻋﻨﺪﻩ ﻧﺸﺪﺍﻥ ﺍﻻﺭﺍﺩﺓ ﻟﺬﺍﺗﻬﺎ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻟﺬﺍﺗﻪ .
ﻫﻞ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻻﻣﺮ ﻋﻨﺪ « ﻛﺎﻧﻂ » ﺑﺘﻨﺎﻗﺾ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ؟ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﻣﻮﺟﺰ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻥ « ﻛﺎﻧﻂ » ﻗﺼﺪ ﻭﺿﻊ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻗﺮﺍﺭ ﺑﺘﻌﺎﺭﺿﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﻭﺿّﺢ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ « ﻧﻘﺪ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ » ﺇﻥّ ﻭﺿﻊ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻣﺎﻡ « ﻣﻌﺮﻓﺔ » ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﻟﻠﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺃﺑﻌﺪ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﺪﺍﻩ ﺩﻭﻥ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻧﻔﺴﻪ .
ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺿﺢ « ﻛﺎﻧﻂ » ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻻﺧﻼﻗﻲ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻥ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺑﺎﻟﻀﺮﺭ ﺣﻴﻦ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺰﻡ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ، ﺑﻨﺎﺀﺍ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻟﻴﺲ ﺣﺎﺋﻼ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺳﻌﺪﺍﺀ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﻘﻖ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ . ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻳﺤﻖ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺳﻌﺪﺍﺀ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ « ﺟﺪﻳﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ » .
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺼﺪﻩ « ﻛﺎﻧﻂ » ﺑﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭﺓ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ؟
ﻳﻔﺴﺢ « ﻛﺎﻧﻂ » ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻜﻲ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺁﻣﻼ ﺃﺧﺮﻭﻳﺎ ﺗﻨﺎﻟﻪ ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺗﺠﺎﻧﺴﺖ ﻣﻊ « ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻻﻻﻩ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻨﺎﻏﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻴﻪ « ﻛﺎﻧﻂ » « ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻷﺳﻤﻰ » ﺫﻟﻚ ﺍﻥ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻨﺎ ﻟﻠﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻻﻻﻩ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺤﺼﻠﺔ ﺃﺧﻼﻗﻴﺘﻨﺎ ﻛﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﻋﺎﻗﻠﺔ ، ﻓﻔﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻻﻻﻩ ﻓﻘﻂ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻷﺳﻤﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﻴﻦ ﺗﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ .
ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺇﺫﻥ ﺍﻥ ﻧﻔﻜﺮّ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻧﺼﺒﺢ ﺳﻌﺪﺍﺀ ﺑﻞ ﻓﻘﻂ ﻛﻴﻒ ﻧﻜﻮﻥ ﺟﺪﻳﺮﻳﻦ ﻭﻣﺴﺘﺤﻘﻴﻦ ﻟﻠﺴﻌﺎﺩﺓ : ﺇﻥ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻻﺧﻼﻗﻲ ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻬﻲ ﺃﻣﻞٌ ﻳﺸﺪّ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻌﻘﻞ .
ﺇﻥ ﻻ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻛﺎﻧﻂ ﻫﻲ ﺃﻣﺮ ﻳﺠﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻏﻠﺐ ﻧﻘﺎﺩﻩ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺳﻨﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﺳﺘﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻰ « ﺃﺭﺳﻄﻮ » ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻰ « ﻛﺎﻧﻂ » ﻓﻔﻲ ﻋﺼﺮ ﻣﺜﻞ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﻧﺸﺪّ ﻓﻴﻪ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﺮﻓﺎﻩ ﻭﺍﻟﻠﺬّﺓ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻷﻟﻢ ﻳﺼﻌﺐ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺃﺣﺪ ﺑﺄﻥ « ﺳﻴﺰﻳﻒ ﻛﺎﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍ