Site icon مصر 30/6

“البحرية المصرية” .. وتأريخ الشرف (1-4)

 

عرض وتقديم: أحمد إبراهيم أبو صالح

كتاب “البحرية المصرية” للكاتب والمؤرخ العسكري الكبير “عبده مباشر”، هو كتاب قيم يعد بمثابة حجر الزاوية لكافة الإبداعات والكتابات التي تنتمي لهذه النوعية من المعرفة التاريخية والعلمية المتخصصة بالعلوم العسكرية، فالكتاب يضيف معاني جديدة لقيم البسالة والوفاء والتضحية والشرف التي يتمتع بها جند مصر ومقاتليه، هذا بالإضافة لأنه يؤكد ويرسخ لدور القوات المسلحة وبالقلب منها القوات البحرية المصرية في تحقيق الأمن والسلم ليس فقط لمصر ولكن للمنطقة العربية وبنطاقي البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، فأي ضعف يصيب هذه القوات يكون دافعاً قوياً للغزو والسيطرة والهيمنة علي مقدرات هذه البحار وما بأعماقها من خيرات وثروات، هذا بالنسبة للبعد الإقتصادي، أما بالنسبة للبعد القومي الأمني الإستراتيجي، فإن وجود قوات بحرية مصرية قوية مُهابة تجوب البحار طولاً وعرضاً يعطي القاهرة قوة ومتانة في كل موقف سياسي أو تفاوضي تمر به والعكس صحيح، ولقد حاولنا في بعض مقالات إستعراض ما بالكتاب من معلومات تعد كنوزاً عن البحرية المصرية وتاريخها المشرف وما قدمته للدولة المصرية وللوطن العربي وللسلم العالمي والدولي من فائدة وقيمة، وحقيقة من الواضح جدا كم الجهد والعرق الذي بُذل من كاتبه ومؤلفه لتجميع مادته وتبويبها وحسن تنسيقها.

الكاتب الصحفي الكبير عبده مباشر

 

فجر التاريخ

فمنذ فجر التاريخ والبحرية المصرية تمارس دوراً وطنياً هاما يتمثل في إعلاء راية الردع والريادة البحرية لهذا الوطن، هذا ما أكدته النقوش الخالدة علي جدران المعابد الفرعونية، والتي تؤرخ لأسطولاً بحرياً مصرياً مكوناً من 20 سفينة كان يجوب البحرين الأبيض والأحمر، وما لهذا الأسطول من دورٍ محوري في حماية البحر الأحمر بدأً من باب المندب جنوباً وحتي البحر المتوسط شمالاً، بالإضافة لحماية – نهر النيل- مجري حياة المصريين والذي يمثل طمعاً وخطراً متكرراً يستوجب حماية وراعية ويقظة دائمة.

أسطول محمد علي

بالعام 1805 تولي محمد علي باشا حكم مصر، وبعد حملة فليزر عام 1807 أصبح لمحمد علي السيطرة الكاملة علي حكم مصر أرضاً وبحراً، ثم كانت الثورة الوهابية بأرض الحجاز مدعاة لتطوير وتحديث الأسطول المصري سواء من خلال التعاون الخارجي مع إنجلترا أو من خلال التصنيع المحلي بترسانة بولاق التي أنشائها الفرنسيون أو بأرصفة ميناء الأسكندرية، وفي أغسطس 1911 تجمع أسطولاً بحرياً مصرياً مكون من 63 قطعة بحرية متعددة الأنواع والأشكال جاهزة لمحاربة الوهابية.

محمد علي بيك حاكم مصر

أسطول البحر المتوسط

بعد نجاح محمد علي في إنشاء أسطول مصري بالبحر الأحمر، رأي أنه يستلزم بناء آخر بالبحر المتوسط فمنه أتت الغزوات المختلفة علي مر التاريخ، فكان من الطبيعي أن يتجه لفرنسا وإيطاليا وإنجلترا، وهو ما مكنه من تأسيس أسطول قوي يعتمد علي سفن قتالية حديثة، فلقد تعاون مع فرنسا في إنشاء الترسانة البحرية والمكونة من مدرسة للبحرية ومستشفي بحري بالإسكندرية، وهو ما نتج عنه أسطولاَ مصرياً جديداً مكوناً من ما يقرب من 100 قطعة قتالية بحرية حديثة الطراز والتسليح.

الباخرة المللكية المحروسة
Exit mobile version