Site icon masr 306

17 مليون دولار: سعر هذا البناء وما يُخبئ تحته

بناء مقاوم

أراد بيعه بـ17 مليون دولار

سخر الناس من سعر هذا البناء حتى عرفوا ما يُخبئ تحته

للوهلة الأولى قد تظن بأنها دعابة، غير أن هذا المبنى الأبيض العادي كما يبدو ينطوي على سرٍ كبير وقيّم، سرٌ مرغوبٌ بشدة يجعله بقيمة 17 ونصف مليون دولار. وكما ترون، فإنه ليس شقة فارهة في نيويورك ولا قصرًا فاخرًا، إذن ما الذي يجعله باهض الثمن؟

تكمن الإجابة عن هذا السؤال فيما يتواجد أسفل هذا المبنى، وبعد الكشف عنه سيبدو السعر على الأرجح أكثر منطقية

المبنى الغامض باهض الثمن

تقع هذه المنشأة على بعد ساعتين خارج مدينة (سافانا) في ولاية جورجيا الأمريكية، وتمتد على مساحة 185 متر مربع تقريباً مؤلفة من عدة عقارات تجارية عادية إلى حد ما.

من منظره الخارجي، يبدو أن 17 مليون ونصف ثمن مبالغ فيه لهذا المبنى الباهت، وذلك بالنظر إلى أن المساحة الإجمالية التي يشغلها والتي تمتد على مساحة 13 هيكتار لا غير وتضم منزلًا خاصا بالقائمين على رعاية المنشأة تم تجديده مؤخرًا.

إذن فمن الواضح أن هناك شيئًا مهمًا داخل هذا المبنى الأبيض الغامض وإلا فما الذي يجعله بحاجة لمنزل خاص بالأشخاص القائمين على رعايته؟

حسنًا، يصبح الأمر أكثر غرابة حين تعلم أن الأرض تحتوي أيضًا على ميدان للرماية بمساحة 91 متر مربع يستوعب أكثر من أربعة أشخاص، ما يعد أمراً غير مألوف بالنسبة إلى منشأة تجارية.

كما يكشف مسح قائمة العقارات الأخيرة من عقارات (هاري نورمان) عن وجود نظام مياه خاص بالمنشأة بالإضافة الى نظام أمني كامل للمراقبة بالكاميرات.

ومن المعروف عن شركة (نورمان) أنها شركة متاجرة بالعقارات لا تهتم عادة إلا بشراء وبيع العقارات الفاخرة وليس المباني التجارية الصغيرة، إذن فمن الواضح أن الأمر ليس كما يبدو عليه.

ما الذي يجعل هذا المبنى بقيمة 17 ونصف مليون دولار؟

في الواقع إن هذا المبنى عبارة عن ملجأ مقاوم للانفجارات النووية تم بناؤه في عام 1969 من قبل سلاح الهندسة في الجيش الأمريكي، بعمق حوالي 14 متر تحت الأرض بغرض الاستخدام في حالات الطوارئ النووية.

في ذلك الوقت، كلف بناء هذه المنشأة حوالي 7 ملايين دولار وهو مبلغٌ لم يكن صغيرًا أبداً في ذلك الوقت ويعادل حوالي 45 مليون دولار في يومنا هذا.

لا تفترض أن الملجأ مجرد بناء تقليدي من حقبة السبعينيات، فقد تم تجديد المرافق الملحقة بالكامل وتحديثها في عام 2012 لتلبية المعايير الحكومية الحديثة. بالإضافة إلى بعض الكماليات الكبيرة التي لا تزال تستخدم من حين لآخر من قبل وزارة الدفاع لأغراض التدريب.

وإذا كانت القوات المسلحة التابعة للحكومة الأمريكية قد شيدته وعملت فيه في الماضي، فيمكنك المراهنة على أنه آمن للغاية لاستيعاب 20 شخصًا لمدة تصل إلى عام أو 40 شخصًا لوقت أقل.

منشأة تتحمل أي نوع من الكوارث قد يخطر في بالك

يمكن لهذه المنشأة تحمل أي نوع من التهديد يمكنك تصوره: من الكوارث الطبيعية إلى الهجمات النووية الكبيرة، فقد تم تصميم هذا الملجأ كنظرائه الآخرين لغرضين اثنين: أولاً الحفاظ على سلامة الناس وثانيًا التمتع بالرفاهية.

بجدران سميكة يبلغ سمكها المتر تقريباً وتحيط بها قاعدة مصنوعة من الخرسانة الصلبة المضغوطة بما مقداره 4000-6000 رطل لكل بوصة مربعة، تشتمل على نظام نوابضٍ لامتصاص أي صدمة قد يواجهها المبنى.

ما نوع الصدمة التي نتحدث عنها؟

نتحدث هنا عن الصدمة الناتجة عن انفجار نووي تبلغ قوته 20 كيلوطن، هذه هي بالضبط قوة الانفجار والإشعاع التي تم بناء الملجأ لتحملها.

قد تتساءل: ماذا لو كان الخطر المحدق أكثر من ذلك؟ على غرار المتطفلين غير المرغوب فيهم، كظهور كائنات الزومبي على سبيل المثال!

تحتوي المنشأة على نظام مراقبة بالكاميرات قيمته 100 ألف دولار ما يحول دون أن يؤخذ قاطنوها على حين غرّة، كما توفر أنظمة تنقية الهواء والمراقبة البيئية المتطورة الحماية من المواد الكيميائية غير المرئية أو أي مواد ضارة أخرى، وإذا كان عليك أن تغامر بالخروج إلى العالم الخارجي الملوث بالإشعاع، فإن حمامات التطهير تضمن أن لا تلوث المنشأة عند عودتك.

بمجرد دخولك إلى المنشأة، ستضمن محطة الطاقة ثلاثية المراحل الموجودة في الموقع إبقاء الإنارة مضاءة حتى تتمكن من التظاهر بأنك لا تعيش في حفرة معززة تحت الأرض، وإذا لم ينجح ذلك فثمة نظام احتياطي للطاقة الشمسية بقدرة 8 كيلوواط لضمان تشغيل جميع الأنظمة في المنشأة على مدار الساعة.

ماذا لو شعرت بالعطش؟ ترتبط المنشأة ببئر بعمق 91 متر متصل بمخزون المياه الجوفية التابع للولاية ويوفر 3785 لتر من المياه النقية للخزان، وبطبيعة الحال، فإن نظام التدفئة والتبريد يحافظ على المنشأة ضمن درجة حرارة مريحة في جميع الأوقات، لكن لا أحد يريد أن يشهد نهاية العالم تحت الأرض في مكعب خرساني ممل دافئ مقابل 17.5 مليونًا، إلا ويتوقع أكثر من مجرد الحماية.

ماذا عن الرفاهية؟

لا داعي للقلق، فإن الملجأ مدرج على أنه منشأة فاخرة للعديد من الأسباب الوجيهة: تشتمل المرافق التي يتضمنها الملجأ على أربع شقق فاخرة مكتفية ذاتيا بشكل تام، مع جميع الملحقات الفخمة ووسائل الراحة التي تتوقعها عادة في فندق فخم.

يمكن الوصول إلى طابقين تحت الأرض عن طريق درج، ويوفران مساحة 1300 متر مربع تشمل العديد من المرافق المخصصة للمعيشة والعمل.

الطابق العلوي

يمكن لثلاثة عشر مقيماُ أن يقيموا في الطابق العلوي ضمن أربع شقق منفصلة، تحتوي كل شقة على غرفتي نوم كاملتين، وحمام مزدوج، ومطبخ بسطوح من الجرانيت، ومنطقة لتناول الطعام، وغرفة معيشة، وبالطبع التلفزيون والإنترنت.

جميع الشقق مزودة بأنظمة الأمن والمراقبة الفردية كما تم تزويدها بالأثاث الفخم، والتجهيزات والأجهزة المنزلية بحيث يمكنك البقاء على قيد الحياة في أناقة وراحة في حين أن العالم في الأعلى يتخبط في حالة من الفوضى. وهذه ليست سوى البداية، انتظر حتى ترى ما في الطابق السفلي.

الطابق السفلي

المستوى الأدنى يجلب طابع وخصائص الفندق الفاخر إلى مستوى آخر ويقدم للمقيمين فيه عددًا كبيرًا من أماكن الترفيه والمساحات المشتركة، التي قد تكون ضرورية كونك ترى نفس الأشخاص بالضبط يومًا بعد يوم لمدة شهور، حيث يتضمن على مسرح منزلي يتسع لـ15 شخصًا يمكن تحويله إلى صف دراسي، بالإضافة إلى مطعم تجاري، وصالة ألعاب رياضية، ومنطقة ترفيهية، وورشة للعمل، وغرف طبية مجهزة بالكامل. وفي حال وجد أي مقتحم طريقه داخل الملجأ، فتوجد غرفة خاصة مدججة بالأسلحة.

كل ذلك بالإضافة إلى خمس غرف نوم في الطابق السفلي الإضافي، حيث يمكنك أن تأخذ فريقك بأكمله في حالة تعرض الطابق العلوي للخطر، كما يوجد في الطابق السفلي باب مخصص للحفاظ على حماية منشآتك في حالة خراب المستويات العليا. وفي ظروف غير محتملة، إذا افترضنا أن الملجأ بأكمله قد تعرض للخراب وتوجب إخلاؤه فهنالك مركبة (هومفي) Humvee عسكرية مركونة في مرآب السيارات على السطح جاهزة لإجلائك.

وبهذا، فإن المنشأة تقدم لك عملياً كل ما تتمناه إذا ما أُجبرت على العيش تحت الأرض، ومع ذلك، فهل تساوي 17 مليون دولار

مع الأخذ بعين الاعتبار أن السعر هو مجرد جزء بسيط من تكلفة بناء القبو في يومنا هذا، فالجواب هو نعم على الأرجح إذ يتعلق الأمر فعلياً بمدى تصديقك بإمكانية وقوع مثل هذا الحدث العالمي المروع والذي شيّدت المنشأة لأجله.

Exit mobile version