لدينا أيقونات مصرية تصلح كمزار عالمي
كما قال المعماري الهندسي المصري الكبير حسن فتحي “إننا كما نشكل مبانينا فإن مبانيا كذلك تشكلنا ” وهذه حقيقة واضحة فحياة الإنسان تتأثر بكل ما يحيط به فما بالك بالمكان الذي تعيش وتسكن فيه لساعات وأيام وسنين طويلة لذا كان لنا هذا الحوار مع الاخوين د.م / فيصل أبو العزم وأخيه م / فهد أبو العزم مؤسسا وصاحبي شركة IEC للإستشارات الهندسية الدولية ..
- ماذ عن بداية الشركة ؟
- تأسست الشركة 1999 وأساس عمل الشركة هو الإستشارات الهندسية ، وفي خلال العقدين الاخرين قمنا بتقديم الإستشارات الهندسية لأكثر من 1000 مشروع ، وفي دول خارجية كثيرة كالخليج العربي والعراق وأيضا بالمغرب العربي وبدول غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية ولدينا الآن فرع للشركة بفرنسا وقمنا بتقديم الإستشارات لمكتبة بإحدي المدن الفرنسية ، وأيضا بإنجلترا قدمنا تصميما لكمبوند سكني مكون من 40 وحدة سكنية .
- ما التغيرات التي حدثت بمجال الإستشارات الهندسية ؟
- تغيرات كبيرة فلا شك أن هناك تطورات إيجابية تمثلت في المنافسة الكبيرة بين شركات الإستشارات الهندسية ، وهذا ما دفع الحكومة المصرية لعمل مسابقات عالمية عند رغبتها في تطوير أي مبني حكومي تاريخي وهو ما سيتيح للمنتج المعماري المصري أن ينافس عالميا ، وهناك أيضا بعض التغيرات السلبية التي مر بها السوق مثل الأزمات الإقتصادية والسياسية وجائحة كورونا .
- أهمية الإستشاري لصناعة التشيد البناء ؟
- ركائز صناعة التشيد والبناء هي ثلاثة المطور أو المالك ثم الإستشارات الهندسية لتقديم التصميمات وأخيرا المقاول أو البناء الذي سينفذ المشروع ، وأهمية الإستشاري هنا هي التصميم ومعرفة طبيعة المشروع والهدف منه ثم الإستلام ومطابقة المواصفات .
- حجم محفظة الإستشارات الهندسية بالعالم ؟
- حجم مشاريع الإستشارات العالمية هو 10 مليار دولار وهذا حجم سوق الإستشارات بقطاع التشيد والبناء عالميا ، وأغلب شركات الإستشارات الهندسية العالمية تبدأ من عدد 10 مهندس مصمم وتصل إلي 1000 مصمم حسب قدرة الشركة وتصميم الأعمال الإبداعية ، ونحن كشركة نقع ضمن العشرة شركات الآوائل بمصر .
- ماذا عن السوق الإفريقي ؟
- السوق الإفريقي وخاصة دول غرب إفريقيا سوق واعدة جدا لقطاع التشيد والبناء المصري بالكامل ، وهذه الدول لديها طفرة معمارية كبيرة نتيجة لظهور البترول وأغلب الشركات المسيطرة علي سوق التشيد والبناء وأيضا التصميمات الهندسية شركات فرنسية وبدأت الشركات المصرية توجد لها أرضا ومساحة جيدة للعمل ويرجع هذا لوجود شركة المقاولين العرب منذ فترة وقدرتها علي صناعة سمعة جيدة للمطور المصري ، وقدمنا عدة مشروعات بتشاد وبنين وندرس فتح فرع بإحدي دول غرب إفريقيا خصوصا أنهم بحاجه لتشيد بنية تحتية كبيرة من مدارس ومستشفيات ومبان حكومية وسكن للأفراد .
- أهم مشروعات الشركة داخل مصر ؟
- قدمنا التصميم المعماري لأول مدينة ترفيهية رياضية علي مساحة 100 فدان بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة بأرض المروحة وهي كانت من خلال مسابقة حكومية مصرية عالمية وحصلنا علي المركز الأول بحجم تنفيذ يقدر بـ2.5 مليار جنيه ، ورعينا كافة المعاير الرياضية العالمية فهو مشروع فريد وإستثماري وأيضا مبتكر ، وأيضا لنا تصميمات لجامعات مصرية ، مثل جامعة MUST مصر للعلوم والتكنولوجيا بحجم أعمال 2 مليار جنيه ، وحاليا نضع اللمسات الأخيرة لتصميم مباني ووحدات جامعة المعارف علي مساحة 40 فدان بطريق مصر الإسماعلية بحجم محفظة أعمال 3 مليار جنيه ، وأيضا لنا مشروعات بمجال النقل والمواصلات وقمنا بتصميم كوبري مشاه ذو لمسة جمالية أعلي محور أكتوبر يتناسب مع الجمال المعماري المحيط بيه وأيضا يكون جاذبا للمواطنين وهذا الكوبري تحول لمزار فني وعائلي ، ونتمي أن تعمم هذه التجربة علي كل الكباري الموجودة بمصر .
- من هم عملاء الشركة ؟
- أولا وأهمهم الحكومية المصرية وتطوير حديقة هيئة ميناء القاهرة الجوي ، وشركة فرست جروب لإنشاء التجمعات السكنية ، وشركة مصرية وشركة الفتح وأيضا الشركة العربية للتشيد والبناء .
- ماذا عن تطوير مبني هيئة قناة السويس ؟
- مبني هيئة قناة السويس القديم يعد علامة بارزة في تاريخ الشعب المصري وأيضا في التاريخ العالمي ، ومبني إدارة الشركة بالإسماعلية بني في الستنيات 1963 ، وهذا المشروع كان تحدي لفريق العمل لأنه مبني تاريخي وتعرض للإهمال وكان علينا أن نحافظ علي روح المبني وأيضا علينا ان يكون حداثيا ، وبالفعل وصلنا لتصميم حداثي ودون أي عبت بهوية المبني التاريخية وعمل علي هذا المشروع خمسة مهندسين بالإضافة إلي الفريق أسامة ربيع وهو يتمتع بفكر متطور ومرون ساهم بخروج المبني بشكل جميل وحداثي ،فهذا المبني يتردد عليه وفود من كافة جنسيات العالم لذا كان لابد أن يكون مبني حديث مع الحفاظ علي شكله وهويته فقناة السويس أشهر أيقونه ومزار بالعالم فكل سفن الدنيا تمر من أمام هذا المبني التاريخي .
- هل لدينا الفرصة لتكرار هذه التجربة ؟
- بالفعل والدولة المصرية بحاجه للإلتفات لهذا الملف ، فلدينا العديد من المباني التي من الممكن أن تصبح أيقونات عالمية ، وليس الأهرام فقط ، وهذا ما قامت به الدولة المصرية الأخيرة بوضع مسلة بميدان التحرير التاريخي فهذا التصور والتصميم أعلي من قيمة ميدان التحرير فلقد أصبح ميدانا مختلفا ، وهذا المكان سيتحول لمتحف مفتوح يحتضنه المتحف القديم ونيل القاهرة وأيضا مبنب مجمع التحرير الذي سيتحول لفندق كبير بالإضافة للتطوير المعماري للمباني المحيطة بالميدان .
- لماذا لا يكون هذا الفكر مجتمعيا ؟
- بالفعل بدأنا بتأسيس مبادرة لتطوير المباني التاريخية والحيوية بمصر مثل إستاد القاهرة وتم إعداد الدراسة وأيضا تطوير الكباري المطلة علي النيل وتحويلها لكباري جمالية ومزارات وأيضا العديد من المباني القديمة جدا
- وماذا عن مباني الكونتلر؟
- مصر تحتاج لـ 500 ألف وحدة سكنية سنويا لتحقيق التعادل بين العرض والطلب لدي الفئات المتوسطة والعادية ، وما يتم بناءه من 200 إلي 250 ألف وحدة وهذا ما احدث العشوائيات والبناء المخالف علي مدار عقود وايضا الإرتفاع الكبير في أسعار الوحدات السكنية ، وهذا ما أوجد فكر مدن الحاويات وهذه المدن موجودة الآن وهي ما يسمي بعمارة الكونتلر ، وأصبح لها لها وجود كبير بالمدن الساحلية الأوروبية وهي وحدات سكنية غير مكلفة ، وهذه النوعية من المباني يمكن أن تغطي 600 ألف وحدة سنويا وبسرعة دون حاجة لخرسانة وبتكلفة أقل من 70 % .