Site icon مصر 30/6

“خالد محي الدين” .. نضال العدل والسلام

 

 كتب – أحمد إبراهيم

الصاغ الأحمر أو رجل الفقراء أو عاشق السلام، هي ألقاب نسبت وتليق بالمناضل الراحل خالد محيى الدين، هذا الرجل الثوري، الذي ولد فى السابع عشر من أغسطس لعام 1922، بمدينة كفر شكر فى محافظة القليوبية، وتخرج فى الكلية الحربية عام 1940، ورحل عن عالمنا في السادس من مايو لعام 2018، عن عمر يناهز الـ 96 عاما.

وخالد محيى الدين أو الصاغ الأحمر، هو آخر الضباط الأحرار الذين قادوا ثورة 23 يوليو عام 1952 بأهدافها الشهيرة ” القضاء على الإقطاع والاستعمار وعلي سيطرة رأس المال على الحكم وإقامة حياة ديمقراطية سليمة وجيش وطني قوي وعدالة اجتماعية” التي أمن بها واعتنقها محي الدين.

 هذا الضابط الذي تخرج فى الكلية الحربية عام 1940، لينضم  بعد تخرجه بأربع أعوام فقط إلى تنظيم “الضباط الأحرار”، هذه المجموعة التي قادت انقلاباً عسكرياً ضد الحكم الملكي وممارساته، لتتحول بعدها لثورة أيدها الشعب المصري ضد الملك وأعوانه.

خالد محي الدين

ويعد خالد محي الدين أحد أبرز رجال ثورة يوليو 1952، وأحد أهم رجال مجلس قيادة الثورة، هذا المجلس الذي أسند له مهام إدارة البلاد فيما بعد.

 الصاغ الأحمر

ولما يتمتع به خالد محي الدين من فكر وإطلاع و ثقافة عميقة، أهلته أفكاره التحررية الطليعية لأن يكون صاحب فكر مغاير وكتلة معارضة داخل المجلس، ولهذا وصفه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بـ”الصاغ الأحمر” فى إشارة إلى توجهات محيى الدين وأفكاره الاشتراكية اليسارية.

ولقد دعا خالد محي الدين رفاق الثورة من الضباط الآحرار بالعودة لثكناتهم العسكرية من جديد فى مارس 1954، في جرأة شديدة، تسببت في الخلاف بينه وبين جمال عبد الناصر ومعظم أعضاء مجلس قيادة الثورة.

ليستقيل محي الدين بعدها من مجلس قيادة الثورة ويقرر الانتقال إلى سويسرا بسبب هذا الخلاف.

ويعود بعد سنوات محي الدين إلي مصر، ويترشح فى انتخابات مجلس الأمة عن دائرة كفر شكر عام 1957 ويفوز فى هذه الانتخابات، ويظل نائباً للشعب عن هذه الدائرة حتي عام 2005.

ولخالد محي الدين أياد بيضاء علي عالم الصحافة والفكر والرأي، حيث تولى رئاسة مجلس إدارة مؤسسة دار أخبار اليوم خلال عامي 1964 و1965، كما أسس أول جريدة مسائية وهى جريدة المساء، كما كان اول شغل منصب رئيس للجنة الخاصة التى شكلها مجلس الأمة فى مطلع الستينيات لحل مشاكل أهالى النوبة.

وخالد محي الدين هو مؤسس حزب التجمع الوطنى التقدمى، ورئيس مجلس السلام العالمى، ورئيس منظمة الشرق الأوسط، ورئيس اللجنة المصرية للسلام ونزع السلاح، وكذلك العديد من الحركات واللجان المهتمة بالدفاع عن الفقراء والعمال والقضية الفلسطينية.

كما حصل خالد محي الدين على جائزة لينين للسلام عام 1970.

خالد محي الدين 

الإسلام والاشتراكية

ولخالد محيى الدين كتابين الأول “الآن أتكلم”، والذي يعد سيرة ذاتية للمناضل الراحل، حيث تحدث فيه عن ثورة يوليو ،وحركة الضباط الأحرار فى مصر ، وتضمن الكتاب وقائع التخطيط للثورة، وتأريخ لحالة مصر أبان فترة الحكم الملكى والاستعمار الإنجليزي، حتي وصول الضباط الأحرار للحكم وما حدث بعد ذلك.

هذا بالإضافة إلى كتابه الهام “الدين والاشتراكية” الذى يتحدث فيه عن العدل والتطابق بين العدالة الاجتماعىة فى الدين الإسلامى والفكر الاشتراكي، وكذلك العلاقة بين الإسلام والمذاهب الاجتماعية.

إن سيرة النضال من أجل الشعوب والحرية والسلام والعدل الاجتماعي ستظل عطرة لامعة بذكر اسم المناضل خالد محي الدين، صاحب التاريخ النضالي الناصع الخالص لإعلاء مبادئ الحرية والعدل والمساوة من أجل البسطاء والمهمشين والكادحين.

Exit mobile version