“فنون مصر” الأب الروحي للوجوه الجديدة
لدينا توليفه درامية خاصة جداً
المستقبل للمنصات والتلفزيون في خطر
حوار : أحمد إبراهيم
.. يعد المنتج ريمون مقار، نجما من نجوم الدراما التلفزيونية، فهو واحداً من أهم صناع المسلسلات بمصر والوطن العربي، ولقد استطاع خلال فترة قصيرة ، أن يصنع لنفسه مكانه متميزة كمنتج دراما ، هذا بفضل العديد من الأعمال الدرامية المتميزة والهامة، وهذا العام تحتفل شركة فنون مصر بمرور عشر سنوات علي وجودها بسوق الدراما التلفزيونية ..
- كيف كانت بداية فنون مصر ؟
- البداية كانت في عام 2012، وكان لدينا خطة ودراسة للسوق وما به من عوائق ومميزات، خطة دراسة السوق بدأت من عام 2007، ولكن بدايتنا الفعلية كانت في عام 2011 بمسلسل باب الخلق الذي عُرض في عام 2012 وكان هدفنا أن تكون البداية بسوق الدراما بنجم كبير، وهو ما تحقق من خلال مشاركة النجم الراحل محمود عبد العزيز لبطولة أول عمل من إنتاج الشركة، بموضوع خارج الصندوق درامياً، ونجاح هذا المسلسل حقق لنا تواجد متميزاً بسوق الدراما التلفزيونية.
- ماذا عن استراتيجية وفكر الشركة؟
- شركة فنون مصر تنتج ثلاث أعمال بالعام، ونحن لا نشتري سيناريوهات، بل نصنع دراما، ونبدأ من اختيار الفكرة، ثم الكتابة مع المؤلف والسيناريست، فالفكرة تبدأ من هنا بإدارة الشركة، ونسعي لتطوير هذه الفكرة حتي تظهر بالشكل النهائي أمام الناس، وهي متعة حقيقة أن تكون صانع دراما ولست مجرد مشتري، ونحن فخورين بكل ما نقدمه للجمهور، ونمتلك توليفه درامية خاصة جداً بفنون مصر.
- ماذا عن مسلسل حضرة العمدة ؟
- شركة فنون مصر دائما ما تنوع من تعاونها مع مدارس فكرية مختلفة وخصوصاً فيما يتعلق بكُتاب الدراما، فدائما ما نهدف لتقديم مدارس درامية ودماء جديدة للجمهور، ومسلسل حضرة العمدة هو أول تعاون مع الأستاذ إبراهيم عيسي، وغالبية الجمهور لا يعلمون أن بمصر ما يزيد عن 7 سيدات يمارسن دور ومهنة العُمدية، وهو ما أعجبنا بالموضوع، فبطلة العمل أستاذة جامعية تعمل عمدة لإحدي القري بمحافظة الفيوم، والدراما تدور في عوالم مختلفة علي المشاهد، ونقدم لأول مرة دراما ريفية، وهو أيضاً جزء من تنويع المكتبة الدرامية للشركة، وكنوع من سعينا لتقديم مواضيع بها الكثير من الحقائق التنورية، ففكرة المسلسل مختلفة وجديدة، ونستهدف فئة عمرية تبدأ من الثلاثين وما فوقها.
- ما هي معايير نجاح أي مسلسل؟
- أولاً لابد من يكون مستوي حرفية الكتابة والدراما بالعمل جيداً ويزيد عن 60 %، فجودة الكتابة هي الأساس، ثم يأتي 20 % لفريق العمل والكاست وللإخراج والصورة النهائية التي يقديم بها العمل لتجذب الجمهور وتحقق له المتعة، من خلال شكل درامي غني، ثم 10 % لصياغة فكرة تسويقية جيدة، أخيراً 10 % للعلاقات التسويقية وكيفية تقديم العمل للجمهور.
- ما الأهم ثقافة المنتج أم العمل المؤسسي ؟
- العمل المؤسسي هو معيار النجاح في أي شركة، وسياسية الشركات والمؤسسات هي التي تحقق النجاح في النهاية، ومهم أي يكون للمنتج وجهة نظر فنية وقدرة علي قراءة السيناريو، والخروج منه بوجهة نظر تظهر بالعمل، والمنتج الناجح هو مدير ناجح قادر علي إدارة وحدات مختلفة يكون الهدف النهائي منها هو الابتكار، ثم التسويق بكل أنواعه وأيضا الحدس والقدرة علي إدارة ورش الكتابة لإنتاج الأفكار الجديدة وتطويرها حتي تصل للجمهور، ونحن نعمل كفريق متكامل، هدفه تطوير العمل.
- ماذا قدمت الشركة للدراما المصرية ؟
- قدمت فنون مصر الكثير من الأعمال الدرامية الهامة، التي تناسب كافة أفراد العائلة المصرية ونحن فخورين بكل ما قدمناه من دراما تلفزيونية هادفة، هذا بالإضافة للعديد من الوجوه والدماء الشابة كالمؤلف هاني سرحان في الأب الروحي، محمد إسماعيل أمين في ظل الرئيس، محمود حجاج في ملف سري، وعلي مستوي الإخراج قدمت الشركة بيتر ميمي، أحمد خالد موسي، محمد سلامة، وفي الموسيقي التصويرية قدمنا أشرف الزفتاوي، أمين بو حافه.
- ما الذي تغير بعد عشر سنوات ؟
- الكثير من الخبرات التراكمية الهامة جداً، هذا بالإضافة إلي تحقيق ما كنا نهدف إليه في خطتنا الاستراتيجية، وهي أن نكون الأب الروحي لكل الوجوه الجديدة من الشباب، فلقد اكتشفنا طاقات فنية كبيرة، وهذه الوجوه الجديدة نختارها بعناية وبعد دراسة متأنية، ولقد تطورنا أيضاً في معرفة طبيعة سوق الدراما وفي حسن اختيار الفكرة التسويق الجيدة للعمل قبل تقديمه للجمهور علي شاشات بعينها، كل هذه خبرات اكتسبتها في خلال عشر سنوات من العمل المتواصل، والآن أصبح لدي القدرة علي التنبؤ بمدى نجاح العمل الذي أقدمه علي الشاشة.
- هل تغير الجمهور ؟
- نعم تغير الجمهور كثيراً وأيضاً طبيعة الأحداث التي يعيشاها الرجل العادي وهمومه تغيرت، ونحن دائما ما نسعي لتطوير شكل الدراما لتناسب التطور السريع بحياة الناس، ودائما ما نضع شريحة الشباب من المتفرجين أمام أعيننا، وكل دراسة لأي عمل درامي تقدمه الشركة دائما ما نسأل أنفسنا ما هي الفئة العمرية المستهدفة من هذا العمل، فلا يوجد عمل درامي يتابعه كل الجمهور بمختلف فئاته وشرائحه، وكل فئة عمرية لها طبيعة الدراما التي تعجبها وتناسب زوقها.
- ما مشاكل الدراما حالياً؟
- زوق الجمهور تغير جداً، فالناس مرت بظروف حياتية صعبة، والمطلوب الآن تقديم مواضيع خفيفة، وحتي إن تم تقديم دراما هامة تتضمن فكرة هامة فلابد من أن تقديم بشكل سلسل، لا يحقق ضغضاً علي الجمهور.
- كيف تختار أبطال أعمالك؟
- الورق وشكل الدراما هو ما يحدد البطل ويختاره، ثم ندرس من هو الأصلح للدور، من حيث حجم النجومية لهذا الفنان، ولا يوجد عمل درامي ينجح بالبطل وحده، ولكن فريق التمثيل المتكامل بمختلف عناصره هو ما يحقق النجاح، فقوة الأفيش هي ما يحقق النجاح للدراما التلفزيونية، ومن الهم تغير شكل البطل وتقديمه للناس في شكل جديد وغير متكرر للناس.
- ما الجديد لديكم؟
- لدينا مشروع جديد وهو مسلسل لعنة قارون، وهو دراما تاريخية عن حقبة تاريخية مرت بها مصر، لا يعرف عنها الناس الكثير، ونحن نقدم دراما عن شخصية شهيرة كان لها دور بارز في تاريخ مصر، فقارون كان أغني رجل بالعالم والرجل الأقوي بمصر، حتي من فرعون نفسه، ونعمل علي هذا المشروع منذ 5 سنوات، وهو عمل تاريخي ثري به حروب ومجاميع ودراما إنسانية، ونحن قادرين علي إنتاج هذا العمل الضخم، ولكن العقبة أمامنا حتي الآن هي عملية تسويق هذا العمل الضخم.
- وماذا عن المسلسل الغنائي؟
- نسعي لإنتاج مسلسل درامي غنائي لأول مرة بالشركة، وفكرة المسلسل عن فتاة تعشق النجمة الراحلة سعاد حسني، وتعيش نفس ظروفها تقريباً، ونحن بهذا العمل سنقدم وجها جديداً قادر علي الغناء والتمثيل بشكل متميز وبنفس قدرات الراحلة سعاد حسني، ليكون مقنعاً للجمهور، وهذا العمل سيكون في 45 حلقة، وسيشارك به عدد كبير من نجوم الدراما المصرية.
- ماذا عن مسلسل الأب الروحي؟
- مسلسل الأب الروحي مكون من 5 أجزاء، والجزء الثالث سيكون جاهز للعرض بنهاية عام 2023، وسيكون هذا الجزء مختلف من حيث الدراما وضيوف الشرف، وسيكون عدد حلقات الجزء الثالث ما بين 45 و 60حلقة.
- ما أهم التكريمات التي حققتها الشركة؟
- كل ما أهدف له في حياتي هو النجاح الجماهيري، وأحترم التكريمات، والأهم بالنسبة لي رد فعل الجمهور، أما عن الجوائز والتكريمات فلا تشغلني كثيراً.
- هل تري خطورة من المنصات؟
- حقيقة المستقبل للمنصات، والشاشة الصغير في خطر، والديجيتال سيكون الرابح، خصوصاً بعد دخول العديد من المنصات العالمية سوق الإنتاج للدراما العربية، وهو ما سيحقق نهضة إنتاجية، وكل منصة لو أنتجت خمس أو ست أعمال فأنت تتحدث عن كم إنتاج ضخم جداً لم تشهده الدراما العربية من قبل.
- كيف يتطور إنتاج الدراما بمصر؟
- أن الكثير من منتجي الدراما لا يوجد لديهم دراية كبيرة بطبيعة الصناعة، أغلب المنتجين يهمهم الشكل الإجتماعي وليس الصناعة، فغالبية شركات الإنتاج مستشيكة المهنة ولا يهمهم المضمون.
- ماذا عن منافسة الدرامات الأخري للدراما المصرية؟
- حقيقة نحن في خطر كبير، والمنافسة أصبحت شرسة بالسوق الخارجي، ولدينا مسلسلات كوري وهندي مدبلجة، والجمهور يشاهدها أكثر من مشاهدته للأعمال المصرية، ومصر كان لديها الريادة ورقم واحد في تصنيع المحتوي السينمائي والدرامي في الوطن العربي.
- ما معوقات إنتاج الدراما في مصر؟
- حقيقة كان لدينا العديد من المشاكل التي تواجه المنتج ولكن وجود الشركة المتحدة في سوق الدراما سهل العديد من العوائق التي كنا نعاني منها من قبل، بديل أنها قدمت أعمال ضخمة لأن الدولة شاركت بشكل لوجيستي في دعم هذه الأعمال وهو ما مهد الطريق للعديد من الشركات الجادة في الإنتاج.
- ماذا عن الإنتاج للسينما ؟
- أنا رجل متخصص في صناعة الدراما التلفزيونية، وهذا ما أحبه، ومن الوارد بالقريب أن يكون هناك العديد من المشاريع السينمائية، وحقيقة أفضل أن يكون لدينا شركة تابعة متخصصة في صناعة السينما، وفي حال تأسيس هذه الشركة سيكون أول أعمالها فيلم كوميدي.
- بماذا أفادتك دراسة الإدارة؟
- الحياة كلها إدارة، وإما أن تكون إدارة جيدة أو سيئة، فجودة الإدارة هي معيار نجاح أي مؤسسة وأي شخص، وجودة الإدارة تظهر بعلاقة الشخص الإنسانية في الحياة وطريقة وأسلوب تعامله مع كل من حوله.
- ما تأثير والدك المستشار شحاته مقار عليك؟
- والدي المستشار نسيم شحاته مقار، رئيس محكمة بندر الإسماعيلية الأسبق، له عظيم الأثر في حياتي، فلقد علمني الكثير وأهمها أن تكون بجوار الآخرين في أزماتهم وليس في أفراحهم فقط، وثانياً أن تحترم كلمتك مع الناس وأن تكون علي قدراها، فجودة الإنسان تظهر في إحترامة لكلمته، وقدرته علي تحمل تبعات قراراته، وأخيراً أن تكون جاد ومحارب في عملك.