نجوم و نجمات

“منى واصف” .. الإبداع بكلمتين “1-2”

بقلم الكاتب السوري- باسل وسوف

دخلت قلوبنا من أوسع الأبواب، وتركت أثرا لا يمحى بجميع الأعمال التي قدمتها فكان من أهم ألقابها “نجمة العالم العربي”، الفنانة السورية القديرة منى جليمران مصطفى واصف، ولدت في ال 9 من فبراير لعام 1942، في دمشق (مدينة الياسمين)، سوريا، وهي من أصحاب برج الدلو.

منى واصف بين الماضي والحاضر

كانت الابنة الأكبر بين أخواتها البنات، لأب مسلم من أصول كردية وأم مسيحية من منطقة حب نمرة، وادي النصارى، بريف حمص الغربي، ولها ثلاث شقيقات، منهن الممثلتان هيفاء وغادة واصف، وشقيقتها هيفاء هي زوجة الفنان محمود جبر ومن أبنائهم الممثلات ليلى ومرح جبر، كما أنها كانت زوجة المخرج الشهير الراحل محمد شاهين وأنجبت منه ابناً واحد اسمه عمار المشهور ب (عمار عبد الحميد).

بدأت مشوارها الفني بعرض الأزياء، فكان أول عرض أزياء لها في مهرجان القطن بمحافظة حلب السورية، ودخلت بعده مجال التمثيل في عام 1960، حيث انضمت إلى مسرح القوات المسلحة، لكن عائلتها لم تتقبل دخولها هذا المجال في البداية، حتى أنها تعرضت للمشاكل مع والدتها عند اكتشافها أنها تمثل في المركز الثقافي العربي بدمشق دون علمها، لكنها نالت قبول والدتها فيما بعد، فقالت منى في أحد تصريحاتها عن ذلك: “طالما أن والدتي رحمها الله تقبلت الأمر، لم يعد يهمني شيء لأنني لا زلت أعتقد أن الشيء الذي توافق عليه هو الصحيح، الشيء الوحيد الذي خالفتها فيه بحياتي هو أنني تركت الدراسة، وهذا ما أندم عليه إلى الآن”.

وبالحديث عن والدتها؛ فقد كانت القدوة بالنسبة لمنى وتأثر بيه كثير، فكان لأمها تأثيراً كبيراً بشخصيتها وفنها على حد سواء، بسبب بعدها عن والدها بعد وقوع الطلاق بينهما.

أكدت الفنانة القديرة منى واصف في أحد حواراتها على أنها تشبه أمها في شموخها وكبريائها وقوتها، أما بالنسبة لأباها فقد كانت تشبهه بالشكل الخارجي، وقالت عن أمها؛ “لا يوجد قانون في العالم يجبرني على فعل شيء سوى قانون أمي. عندما يكون ردها نعم، إذاً نعم، وإن قالت لا فلا، وطبعا كانت موافقة، لكنها لم تكن معجبة بكل الأدوار والأعمال التي قمت بتأديتها”، فهناك أعمال قد أحبتها وأعمال تلفزيونية أخرى لم تحبها فيها، والسبب في ذلك أن منى كانت تختار أدوارا نسائية وتلعبها لنساء من بيئة فقيرة، وذكرت دور الحاجة أمونه في مسلسل الجرح القديم، والتي كانت متميزة ومشهورة، تلك الشخصية “المدقدقة” بالوشوم، فكانت أمها تقول لها: “هل من أحد بيشرشح حالة؟!”، ولكنها كانت تحبها كثيرا على المسرح وتقول لها: “هنا أنت ملكة”.

مني واصف

وفي عام 1960 قدمت أول أعمالها المسرحية بعنوان “العطر الأخضر”، كما قدمت عدة من العروض المسرحية التي شكلت بداية فن المسرح الفعلي في سوريا، ومن مسرحياتها “افتحوا النوافذ للشمس” سنة 1961، و “غروب القمر”، وفي عام 1964 انضمت إلى فرقة الفنون الدرامية الخاصة بوزارة الإعلام التي كان يترأسها رفيق الصبيان، من أول أدوارها المسرحية مشاركتها العرض المسرحي الكلاسيكي «أنتيجون» مع فرقة «ندوة الفكر والفن» التي تأسست بمبادرة المخرج «رفيق الصبان» عام 1961، كما شاركت في عروض مسرح الشوك في أواسط الستينيات مع «دريد لحام، ونهاد قلعي، وعمر حجو» عام 1964. في عام 1964، وبعد أدائها الناجح لمسرحية «دون خوان» تم دمج المسرح الوطني مع مجموعة الأدب الدرامي تحت اسم «المسرح الوطني»، الأمر الذي اُعتبر نقلة نوعية في الدراما السورية، وقدمت عبره أكثر من 15 مسرحية لكبار الكتاب المسرحيين العالميين والعرب، اعتزلت منى المسرح في مطلع التسعينيات بعد تقديم مسرحية «حرم سعادة الوزير»، على مدى ثلاثة عروض، خلال ثماني سنوات ابتداءً من العام 1982، وقد بررت هذا القرار بالقول: “آخر عرض واجهته الكثير من الصعوبات، كاعتذار عدد من الممثلين وما شابه، ربما لأنهم أحسوا بأن هذه المسرحية لمنى واصف وحدها، الأمر الذي دفعني لاعتزال المسرح بعد أن تبادلت معه الألق والشباب، وقررت التفرغ للسينما والتلفزيون، وهذا القرار الوحيد الذي لم أتراجع عنه في حياتي، ولكن يمكن أن أعود للمسرح في حالةٍ واحدة؛ إذا أعيد إنتاج عرض الأم شجاعة ل» بريشت«، لأنني أذكر تماماً الحفاوة التي قوبلت بها في ألمانيا الشرقية عام 1973، حينما كنت في دورة اطلاعية على مسرحه، وَقُدِّمَتْ كأصغر ممثلة سنّاً لعبت هذا الدور، ما زلت أذكر ذلك الاستقبال الحار، وأعتقد أن ذلك الدور يناسب عصرنا الحالي الذي أوصلتنا فيه الحروب لأن نتاجر بكل شيء”.

كان أول عمل تلفزيوني شاركت فيه منى واصف سنة 1961، في مسلسل “ميلاد ظل” بالأبيض والأسود، وفي عام 1967 شاركت منى في مسلسل “حمام الهناء”، مأخوذا عن رواية للأديبين الروسيين إيلفوبتروف عنوانها “الكراسي الاثني عشر”، الذي كان من إخراج المخرج العراقي فيصل عبد الله الياسري وشاركه الإخراج المخرج السوري خلدون الملح، وكانت موسيقى الشارة والموسيقى التصورية للعمل جزء من عمل موسيقي للموسيقار المصري عطية شرارة، وكانت البطولة لمجموعة من النجوم السوريين القديرين في أيام شبابهم مثل، الأسطورة دريد لحام، ونهاد قلعي، والنجم الراحل رفيقي سبيعي، وهالة شوكت، ومنى واصف، وتم اختيارها لمناسبتها للبيئة الشامية، وشاركه بمسلسل “الجرح القديم» حب وثأر بين عشيرتين في عام 1971، وقد أدت واصفا فيه دور البطولة بشخصية أمونه وهو قصة من منطقة حوران (منطقة الجنوب السوري)، ويعد هذا العمل من أوائل الأعمال الملونة على الشاشة، فكان المسلسل من إخراج سليم موسى، وأنتجه التلفزيون السوري، والموسيقى التصويرية للفنان السوري الملحن الكبير سهيل عرفة.

مني واصف
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights