الإعلامي أيمن إبراهيم
المذيع الجيد يصنع إعلام وقناة قوية
المستقبل للبرامج الاقتصادية
لا يوجد راحة مع العمل الإخباري
السياسة الإعلامية تغيرت في عصر السوشيل الميديا
حوار- أحمد إبراهيم
يعد الأستاذ أيمن إبراهيم الإعلامي والمذيع المخضرم، واحداً من أهم من تلي نشرات الأخبار علي مسامعنا، فهو يملك صوتاً تشع نبراته بمعاني الشموخ وواجهاً تعبر ملامحه عن أصالة الإنسان المصري والعربي إجمالاً، كما أنه واحداً من مذيعينا القلائل الذين يملكون خبرة ورصيداً إعلامياً نادراً، لذا كان لنا معه هذا الحوار…
- كيف كانت البداية ؟
- البداية كانت بالعام 1998 بالعمل كمذيع راديو بإذاعة الشرق الأوسط بمبني ماسبيرو العريق، وبعدها انتقلت للعمل كمذيع تلفزيون بقنوات راديو وتلفزيون العرب كمقدم لبرنامج نادي الـ ART وهو برامج منوعات، وبعد عامين انتقلت لتلفزيون أبو ظبي كمقدم برامج صحفية وأيضاً كرئيس تحرير للبرنامج، ثم بالعام 2004 كانت هناك نقلة جديدة في مشواري الإعلامي بالعمل لتلفزيون دبي كمقدم للنشرة الإخبارية الرئيسة وهي نشرة العاشرة والتي تعد أولي نشرات الديجيتال لمدة خمس سنوات، وفي العام 2010 انتقلت للعمل بقناة العربية الإخبارية وأسسنا نشرة القاهرة اليومية، ثم العودة للقاهرة والعمل بقناة النهار.
- ما أهم المدارس الإعلامية بمشوارك المهني؟
- قناة العربية كانت أهم المدارس الإعلامية في مشواري المهني، لما تضيفه من بعد عربي وعالمي للمذيع والإعلامي، فلقد كان يرأس قناة العربية بتلك الفترة الحرجة والتي شهدت العديد من الثورات بالكثير من الدول العربية، الإعلامي عبد الرحمن الراشد، والذي آمن وتحمس لفكرتي ببث نشرة إخبارية يومية مباشر من مصر، وهي فترة أي خطأ إعلامي سيسبب مشاكل كبيرة لأي إعلامي وأي قناة، كما أن بث نشرة إخبارية يحتاج لإمكانات كبيرة خصوصاً فيما يتعلق بالتقنيات ووسائل البث المباشر.
- هل واكبت القنوات الإخبارية العربية أحداث الربيع العربي؟
- تزامن بديات عملي بقناة النهار مع ثورات الربيع العربي، وحقيقة استطاعت أغلب القنوات الخاصة مجاراة الأحداث وكسب ثقة الجمهور المصري والعربي، وفي هذه الفترة كانت مشاعر الحب والانتماء وأيضاً القلق علي الوطن هي التي تسيطر علينا مع حفاظنا علي معايير المهنية والحيادية واحترافية الكلمة الصادقة التي لا تسبب أي ضرر لأمن الناس وتاريخ وعراقة الوطن، بل لقد كنا نحارب كل الشائعات التي تضر الوطن.
- وما تأثير مواقع التواصل الاجتماعي ؟
- ثورات الربيع العربي قامت من خلال صفحات التواصل الاجتماعي، ولم تكن القنوات الإخبارية تمتلك خبرة التعامل مع الديجيتال بعد، ولكن الكل الآن آمن بأهمية السوشيل ميديا والديجيتال الآن، والذي حدد مهام كل وسيلة إعلامية وجمهورها المستهدف، ومواكبة التطور التكنولوجي أمر هام جديداً لأي وسيلة الإعلامية وإلا ستتخلف عن الركب وقد تضيع وينتهي دورها، فالسياسة الإعلامية لكل قناة أصبحت مختلفة تماما في عصر السوشيل الميديا.
- ما تحديات العمل الإخباري بهذا التوقيت؟
- صعوبة وتحديات العمل الإخباري بهذه الفترة تكمن في حالة القلق الدائم من الأحداث المفاجئة التي من الممكن أن تتطور وتتحول إلي اشتباكات بالشارع، فكل تظاهرة كنا نخشي من حدوث الاشتباكات التي من الممكن أن يستغلها البعض لإحداث اقتتال واشتباك مسلح من قبل العناصر المشددة والإرهابية، خصوصاً وأننا شهدنا بتلك الفترة العديد من الوجوه التي تغيرت فجأة وأصبحت تعمل لصالح الإخوان.
- ما أصعب خبر مر عليك بتلك الفترة؟
- أصعب الأخبار التي مرت علي بحياتي المهنية هو تلاوة خبر محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي، واستشهاد الإعلامي الحسيني أبو ضيف، وكذلك خبر فض اعتصامي رابعة والنهضة بعد ثورة 30 يونيو، وظهرنا وقتها لمدة 8 ساعات مباشرة علي الهواء، فلقد كانت تهديدات قادة الإخوان وقتها بحرق مصر وتخريب البلاد علي أشدها، وهذه أصعب مرحلة مرت علي كإعلامي وعلي الوطن ككل، وأسعد الأخبار التفاف الجماهير حول الرئيس السيسي بعد بيان 3/7.
- كيف اكتسبت كل هذه الخبرات الإعلامية المتنوعة؟
- عملي بالإذاعة هو أهلني للممارسة وإتقان كافة أشكال العمل الإعلامي، سواء بالعمل كقدم لبرنامج المنوعات، أو كمذيع لنشرات الأخبار، فالإذاعة تكسبك المهارة والقدرة علي محاورة أي مصدر، سواء أكان هذا المصدر أو الضيف فنان أو وزير أو سياسي، فمهنة الإعلام كالمصنع الكبير الذي من الممكن أن تتقن العمل بكل قسم من أقسامه، وهذا يستلزم مداومة الثقافة والمذاكرة الدائمة والتيقن من صحة المعلومة ومصدرها، بالإضافة لخبرة العمل الإخباري.
- من هم الشخصيات الأكثر تأثيراً بك؟
- الإعلامي الكبير عبد الرحمن الراشد بقناة العربية، وكذلك كلاً من عمرو الكحكي وخالد مرسي بقناة النهار وأحمد حزوري المدير العام لقناة الغد.
- من تتابع علي القنوات المختلفة ؟
- بالنسبة لمقدمي المنوعات الذين أحب متابعتهم هو الإعلامي السعودي داود الشريان، لأنه يتمتع بخفة الظل والمرح بالإضافة لفهمه الشديد لطبيعة برامج المنوعات، أما بالنسبة للبرامج الإخبارية فلم أعد أتابع أحداً منذ برنامج بالقلم للإعلامي الراحل حمدي قنديل.
- ما عوامل نجاح القناة الإخبارية؟
- تعد الصورة المقدمة علي الشاشة أول عوامل نجاح القنوات الإخبارية من حيث النقاء والتكوين والألوان وشكل البرامج، وأكثر قناة جودة في التقديم الإخباري والتغطيات هي قناة SKY لما تتمتع به من شبكة مراسلين بكل مكان، وهو ما يحقق مشاهدة كبيرة جداً بجانب المضمون والخبر الجيد.
- ما ضغوط العمل الإخباري؟
- المذيع لابد أن يكون حاضر وجاهز دائماً، فالقراءة أهم خطوة لمذيع الأخبار ثم المذاكرة والإطلاع الدائم وجاهزية المعلومة وأي مادة جديدة، هذا بالطبع لجانب جودة الصوت والمظهر الجيد، فمذيع الأخبار في حالة استقبال دائم للمعلومات، وحتي في أيام الأجازات والراحة لا تتوقف عمليات الإطلاع والمتابعة لكل مستجد، وحقيقة لا يوجد راحة في العمل الأخباري أو الإعلامي.
- كيف تطور من أدواتك؟
- التطور الدائم عامل النجاح الأول لأي إعلامي وخصوصاً لمذيع نشرة الأخبار، وهذا يتم بالبحث عن المعلومة وتحديداً بالمواقع الإخبارية العالمية، فهي تتميز بأن بها عدد كبير من المحررين والكتاب أصحاب الرؤى التحليلية خصوصاً بمواقع النيورك تايمز والإندبندت، أما عن مصر فأتابع كافة صفحات السوشيل ميديا، ليست الإخبارية أو الشهيرة فقط ولكن أيضاً للأشخاص العادين.
- ما مستقبل التوك الشو؟
- إرتباط تقديم برامج التوك شو بموضوعات السوشيل ميديا هو ما سيحقق لها النجاح والاستمرار، فجمهور السوشيل ميديا جمهور سريع يحتاج لمعلومة بسيطة وسلسة وسريعة وصادقة وصحية وإنسانية، وأغلب مقدمي برامج التوك شو الآن صحفيين يعتمدون في برامجهم علي الأخبار الصفراء التي تحقق الضجة الإعلامية دون أن تضيف قيمة للمواطن، والأفضل لهم تقديم برامج حوارية.
- ما تقيمك لبرامج التوك الشو الحالية؟
- حقيقة، فكرة برنامج يومي للتوك شو لابد أن تختفي علي قنواتنا، فهي لم تعد تقدم في القنوات العالمية كـCNN وغيرها، فحتي الإعلامية الشهيرة أوبرا ونفري لا تظهر علي الشاشة كل يوم بالرغم من شهرتها وجمهورها العريض، وما يحدث الآن هو تقديم برنامج جديد كل يوم وبمذيعين جدد وبفكرة جديدة وطاذجة.
- ماذا عن البرامج الاقتصادي؟
- الاستمرارية ومتابعة الجمهور والمستقبل لمدة 5 سنوات قادمة سيكون للبرامج الإقتصادية، وخصوصاً لبرامج إقتصاد الناس، تتحدث عن احتياجات الناس الإساسية، فهذا هل الحل لمواجهة غلاء الأسعار ومواجهة جشع التجار.
- كيف نصنع إعلاماً ناجحاً؟
- البداية من المذيع، فهو حجر الأساس بالعملية الإعلامية، والمذيع الجيد يصنع إعلام جيد وقناة قوية.
