التكنولوجيا أثرت سلبا وإيجابا علي الشباب
الأساس دائما هو الثقافة والثقة
السوشيال ميديا لها قوانينها الخاصة
حوار/ نور أسامة
الإعلامية رباب الشريف من أبرز إعلاميات قنوات النيل المتخصصة، والتي تعتبر بداية ومحطة انطلاقها، حيث قدمت من خلالها جميع أنواع البرامج، كما قامت بتغطية الكثير من المهرجانات السينمائية والفنية الكبيرة والهامة والعالمية، وعن أصعب المواقف التي تعرضت لها وعن رأيها في الإعلاميين الذين يسعوا لركوب التريند، كان لنا معها هذا الحوار ..
ما الذي دفعك للاتجاه للتليفزيون ؟
- أول مرة أصبح مذيعة كان في المدرسة بالمرحلة الثانوية، من خلال الفرقة المسرحية بالمدرسة ، حيث قدمت أول عرض مسرحي لي باللغة الفرنسية، وساعدني وجهي وملامحه البريئة، أن تأتيني فرصة العمل الإعلامي بالتلفزيون المصري بالقنوات المتخصصة، من خلال قناة الأسرة والطفل، وكنت مازال أدرس بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية، فانتظرت الانتهاء من دراستي الجامعية، ثم بدأت الالتحاق بالتلفزيون.
- من أبرز الداعمين في مشوارك الإعلامي؟
- كثير جداً من دعمني في مشواري الإعلامي، فلقد بدأت العمل منذ فترة طويلة بقناة المحور، مما منحني خبرة كبيرة، وحقيقية قضيت هناك ثماني سنوات، وبداية من رئيس القناة وكل الزملاء دعموني، وكان لي حظ العمل تحت قيادة الأستاذ يوسف شريف رزق الله، في البرامج السينمائي وعلمني كيفة التعامل مع البرامج السينمائية بإحترافية، كما علمني أهمية المهرجانات وأهمية الأفلام وكيفية نقدها وتحليلها مع المحللين الكبار، فالأساس دائما هو الثقافة السينمائية.
الإعلامية رباب الشريف ماذا عن برامجك علي قناتي نايل سينما ونايل لايف ؟
- أقدم عدة برامج، هم سينما أخري وسحر السينما، إنتاج قناة نايل سينما، ويتم عرضهم علي نايل لايف، بالإضافة لتغطيات المهرجانات السينمائية المختلفة، مدار العام وتعرض علي قناة نايل لايف.
- أيهم أفضل البرامج السينمائية أم السياسية أم الحوارية ؟
- أحب البرامج الحوارية لأنها تتيح المجال للمذيع لأن يظهر شخصيته وثقافته وقدرته في الحصول علي المعلومة الجديدة من الضيف، مما يصنع إعلامي له شخصية وبصمة.
- ماذا عن أول مهرجان قمتي بتغطيته ؟
- أول مهرجان قمت بتغطيته هو مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تحت قيادة الأستاذ يوسف شريف رزق الله، خلال عملي بقناة المحور، وبعدها رُشحت لتغطيات حية هامة للتليفزيون المصري والقنوات المتخصصة، كمهرجان كان السينمائي الدولي في العام 2010، علي الهواء مباشرة، وهو ما منحني ثقه وخبرة كبيرة، وهذا ما تكرر مع مهرجان برلين السينمائي الدولي، إضافة للعديد من المهرجانات السينمائية المختلفة كمهرجان ملمو السينمائي الدولي بالسويد للأفلام العربية، وأيضاَ مهرجان سلا لسينما المرأة في المغرب ومهرجان أيام قرطاج السينمائية للسينما الأفريقية في تونس، ومهرجان دبي السينمائي الدولي، وأيضاً مهرجان البحرالأحمرالعديد من المهرجانات السينمائية الدولية الهامة.
- ما أهم حواراتك السينمائية وأقربها لقلبك ؟
- قمت بحوارات مع عدد من الفنانين وكثير منهم عزيز علي قلبي لكن علي المستوي الشخصي أحب الفنانة الراحلة سهير البابلي جداً، وأستطعت أن أحاورها في منزلها، وهي شخصية ثرية وعفوية وفيها كثير من حب الوطن والروح المرحة.
- ماذا عن أول برنامج قمتي بتقديمه ؟
- أول برنامج قدمته كان من إخراج المخرجة هالة جلال، وكانت تقدم الدراما المصورة مع الحوارات المنظمة، وكانت ترشدني متي وماذا أقول، فهذه الحوارات كانت مع الأطفال النجوم، وتعلمت منها كيف أدير حوار، والانتباه لأي تعليق يقال لي، ولتعليقات المخرج والإعداد وأن أضعه أمام عيني، وأن أعرف المبادئ المهمة لتحقيق النجاح، وكنت دائماً أسعي لتطوير نفسي علي المستوي المهني والإعلامي.
- ماذا أفادتك دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية ؟
- حقيقة فادتني كثيراً في مشواري الإعلامي، فلقد كنت متفوقة في الجامعة، وبالفرقة الثالثة حصلت علي منحة سفر لفرنسا، وهو ما ساعدني كثيراً في طريقة التفكير والتحليل والانفتاح علي الثقافات المختلفة والقراءة، وأن أمتلك مدارك متسعة وثقافات واسعة.
- ما تأثير التكنولوجيا علي صناعة الإعلام ؟
- لقد تغير الوسيط، بمعني أن الشاشة مازالت موجودة، لكن الشاشات الذكية أصبحت موجودة في كل البيوت، فالناس التي تشاهد التليفزيون بشكل دوري هم كبار السن، ولكن من هم دون الثلاثين أصبح لديهم وسيط آخر وهو الانترنت، ومن خلال الموبايل، فهو الأسهل ومتوافر معهم، وطبعا مدد وأوقات المشاهدة أقل بكثير، ولا تزيد عن ثلاث دقائق، فهم لا يستطيعون مشاهدة برنامج طوله أربعون دقيقة بالفواصل، والتكنولوجيا أصبحت متاحة والبحث أصبح أسهل، ومن يريد البحث عن الحقيقة يستطيع الوصول اليها فالوسيط أصبح متغير وأصبحنا لا نقف عند نقطة معينة، وحالياً نشاهد قنوات كثيرة أصبحت تضع المحتوي الذي يخصها علي اليوتيوب وهذا نوع من الترويج للبرنامج ،وهذا مشاهدة أكبر،والتكنولوجيا مكنت الشباب من تحقيق أحلامهم في الاخراج وأن يخرجوا أفلام قصيرة وعرضها للناس، لكن الجانب السلبي أن الثقافة أصبحت محدودة وأنه لا أحد يقراء.
- ما رأيك بمذيعي التريند ؟
- هناك مقولة تقول أن لا يوجد ما يسمي بالتسويق السيئ، بمعني طالما يوجد تسويق سواء مقبول أو غير مقبول المهم رؤية الناس لك، وهذا مبدأ في الدعاية وعن طريقه استطاعت مجموعه من الناس تحقيق الشهرة، بأسلوب وطريق التريند، فالتريند لا يفرق بين مدحك أو السخرية منك، والتريند سريع الانتشار جداً، وهناك ناس تحقق التريند وتختفي، والسوشيال ميديا لها قوانينها الخاصة بها، فالسوشيال ميديا تبحث عن المختلف وغير المألوف، والاعلامي لابد أن يصنع مادة من الإحترام المتبادل وأن يقدم القيم المفيد.
- ما أصعب المواقف التي واجهتك إعلامياً ؟
- أصعب المواقف اللي واجهتني في مهرجان كان في 2010، وبفيلم جزائري يظهر قسوة الفرنسيين، والفيلم كان مرفوض من المشاهدين المتواجدين، فكان قراري مع المخرج بأخذ حوارات من الشارع، لأول مرة لي فأنا ببلد غريبة تمتلأ بمظاهرات وقوات الأمن منتشرة، ورغم ذلك قمت بمحاورتهم، وأيضاً عندما كنا في مهرجان قرطاج في تونس تم تفجير أتوبيس في منطقة مجاورة للمهرجان والموقف كان مخيفاً وأثر في الجميع.
- ما نصيحتك للشباب في بداية مشوارهم الإعلامي ؟
- حسن استخدام الوسيط الجديد وهو الانترنت، وعدم اليأس بسهولة، فالموضوع ليس سهلا، فعدد الإعلاميين كثير جداً مقارنة بالعدد المطلوب في القنوات، ولكن هناك فرصة ذهبية وهي حسن استخدم السوشيال ميديا، وصناعة قنواتهم الخاصة وكثير منهم يحققوا النجاح ويظهروا، وهناك كثير من الوجوه الموجودة علي الشاشات كانوا في البداية علي السوشيال ومنهم حتي الممثلين الذين أنتجوا برامج خاصة لهم و صنعوا اسكتشات علي السوشيال ميديا وأصبحت لديهم فرصة للتمثيل فأنصحهم بالبحث عن الجديد والمختلف وألا يحاولوا التقليد، لأن الأجيال الصغيرة لديها أفكار كثيرة جداً ومختلفة، وأكيد سنري أجيال مختلفة وكل منهم سيكون مميز بطريقته.
- ما أهم نصيحة وجهت لكِ ؟
- كانت من الأستاذ يوسف شريف رزق الله، رحمه الله، فقد قال لي أنه في مجال السينما لابد يصبح للمذيع حوارات سينمائية متنوعة ومتابعة الثقافة السينمائية مهمة جداً، وأن يكون قادر علي مناقشة أي فيلم، وأيضا المخرج عمر زهران دائماً ما كان يشجعني ببذل المزيد وإمتلاك الجراءة والإقدام.
- ما هي خططك المستقبلية ؟
- لازلت مستمرة في تقديم البرامج، والمهرجانات السينمائية نشطت مرة آخري بعد الإغلاق والتوقف، فاصبح عندي جدول في المهرجانات المهمة، فخططي الجديدة هي البرامج مع جدول العودة للمهرجانات، لكن نتيجة للظروف الاقتصادية التي نمر بها أصبح السفر للمهرجانات في الخارج صعب وتكلفته عالية ولكن نحاول التواجد في كل المهرجانات الدولية، وأعتز جداً بشهادات النقاد ومن أهمها شهادة الأستاذ طارق الشناوي لي، أثناء تغطية مهرجان برلين، حيث أشاد بالمجهود الكبير الذي قمنا به وهو وسام علي صدري .
