مهرجان “رؤي” .. الختام المنتظر ..!!

كتب – أحمد إبراهيم

تختتم الليلة فاعليات مهرجان “رؤي” مهرجان القاهرة للفيلم المصري القصير، هذا المهرجان الذي قدم عروضاً لما يزيد عن الـ 30 فيلماً قصيراً تتنوع ما بين التسجيلي والتجريبي والموسيقي والروائي القصير، منبئاً عن طاقات فنية وإخراجية علي مستوي كبير من الحرفية والشطارة الفنية، وأيضاً عن الاختيار الجيد للجنة مشاهدة الأفلام، التي نوعت بين أجناس وأصناف أفلامها وأيضاً موضوعتها الهامة والمختلفة والساخنة..

الهوية أم الحرية

.. حيث شهد أول أيام المهرجان حضوراً قوياً لأفلام جريئة متحمسة، تناولت قضايا شائكة كفيلم “درامز” للمخرجة “ناهد نصر”، والذي يتعرض لموضوع التحول الجنسي من خلال فتاة ثم زوجة تقرر أن تتنازل عن جنسها الأنثوي وتتحول لرجل بعد أن هاجرت لأميريكا، الموضوع شائك وتقريباً مرفوض مجتمعياً، لكن المخرجة النابهة تمكنت من صياغة عالم فيلمي يجمع بين التجريبي والتسجيلي مع حكي وتعليق صوتي أنثوي..!!

وكذلك فيلم “وسع لها الطرق” للمخرجة “نهال سامي”، الذي يتعرض لموضوع لذيذ ألا وهو تعلم الفتيات والنساء لركوب الدرجات النارية، مضمون شيق لفيلم تسجيلي جديد طازج يعبر عن مكنون المرأة ورغبتها الدائمة في الحرية والتحرر.

وينضم لهذين العملين فيلم “عزيزتي ورد” للمخرجة مروة الشرقاوي، والذي يتعرض لقضية ختان الإناث، في تناول هادئ يتسم بالحياء والعمق معاً.

إن أفلام “درامز” و “وسع لها الطريق” و “عزيزتي ورد” أعمال أنثوية تطرح سؤالاً وجودياً محيراً- الهوية أم إلي الحرية – فإلي من ستميل الكفة ..!!؟

فيلم غامض

.. كما كان للفيلم الذاتي حضوراً مميزاً في مهرجان رؤي بفيلم “باب الدنيا” للمخرج “عبد الرحمن محمود” الذي قدم فيلما خاصاً جداً سواء في مضمونه الذي يتعلق بفقده لصديق عزيز بإحدي الرحلات إثر عاصفة شديدة علي جبال سانت كاترين، أو حتي في تناوله وتعامله الفيلمي مع هذا الموضوع المؤثر والحساس، فبسلاسة فنية ودون تعقيدات تكنيكية، قدم “عبد الرحمن” حكايته مع صديقه الراحل “رمضان” ورحلة البحث عنه، هو فيلما بسيطاً عميقاً في مضمونه يفتح باباً واسعاً أمام كل شاب يريد أن يصنع فيلماً جيداً، دون كلفة أو تعقيد.

وكان لأفلام الحركة والأكشن نصيب بالمهرجان من خلال فيلم “تروكاج” للمخرج “أحمد أبو زنادة” عملاً شبابياً يمتلئ بالحركة والمعلومات الهامة عن صانعي الأكشن والمعارك الحربية، فيلماً ينبأ عن مخرج جيد آمل ألا تصيبه آفات سوق الأفلام التجارية مستقبلاً.

إلا أن فيلم “غامض” للمخرج “محمد رؤوف” هو عملاً سينمائياً كاملاً ينسب لصاحبه فكرة وتمثيلاً وكتابة وإخراجاً ومونتاجاً وحتي في حيله البصرية التي قدمها هذا الشاب ببراعة تناسب المحترفين، هذا إضافة لمضمون قوي تناسب وأجواء الميكروبات الغامضة التي مررنا بها يوماً ما، فيلماً متميزاً تكنيكياً وتمثيلياً وفكرياً.

حيث قال مخرجه “محمد رؤوف” أن هذا الفيلم هو أول عمل لي، كما أن هذه هي المشاركة الأولي كمخرج  في مهرجان سينمائي.

وأشاد “رؤوف” بإدارة المهرجان والتنظيم والقاعات، خصوصاً وأن هذه المشاركة أضافت له الجديد سواء من حيث الآراء أو الانتقادات التي وجهت له، وهو لا شك ما سيكون دافعاً للتطور فيما بعد.  

 وتمتع فيلم “16 مللي” للمخرج “عبد الله محمد جاد” بجودة الصناعة سواء من ناحية التمثيل للبطل المحوري للعمل الفنان “مجدي البحيري” أو الإخراج المتميز أو السيناريو القوي ذو الفكرة الخاطفة.

وهذا ما أكده الدكتور حاتم صالح السيناريست وأحد متابعي المهرجان، والذي أكد علي وجود أفلام تتمتع بقوة السيناريو والتنوع، كما تجلت فيها الروح الأكاديمية.

وأشار صالح أن المهرجان وفر فرصة للالتقاء بمواهب شابة  إضافة إلي كبار المخرجين والفنانيين كالمخرج الكبير دكتور محسن أحمد والمخرجة عرب لطفي والمشرف علي المهرجان دكتور مالك خوري.   

حاضر

ويعد فيلم “حاضر” للمخرج “سيف عبد الرؤوف” صرخة في وجه الإهمال والعنف الأبوي تجاه الأبناء، عملاً يحمل الكثير من المزايا الفيلمية كالدراما الغير متكررة والتمثيل المنضبط المتقن للمشاعر والأحاسيس التي تضرب البطل.

وأضاف المخرج الكبير محسن أحمد قائلاً، أن مهرجان رؤي يعد مهرجانا مثمراً يقدم العديد من الطاقات السينمائية الشابة، ويوضح مدي الجهد الذي بذل ممن يقف وراء نجاح هذا المهرجان.

وطالب محسن أحمد الدكتورة عرب لطفي بدعوة شباب السينمائيين من طلبة الكليات والأكاديميات الخاصة المنتشرة أخيراً بمصر لحضور فاعليات هذا المهرجان الهام، ذلك لتحقيق نهضة سينمائية، واستثمار هذا الحدث السينمائي المتميز.

الختام المنتظر

 وختم محسن أحمد عن توقعه بالأفلام الفائزة بجوائز المهرجان قائلاً، كل الأفلام التي شاركت بمهرجان رؤي تستحق الإشادة، وصناعة فيلم هو في حد ذاته جائزة واكتشاف لصاحبه، أما أمر الجائزة فهو متروك للجان التحكيم وحدها فقط.