أخبار عربية وعالمية

اتفاق السعودية وإيران أطلق “موجة مصالحة” في الشرق الأوسط

 

قال وزير الخارجية الصيني وانج يي، الاثنين، إن السعودية وإيران واصلتا اتخاذ خطوات لتحسين العلاقات بينهما بعد “اتفاق بكين”، ما أدى إلى إطلاق “موجة مصالحة” في الشرق الأوسط، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”.

وأضاف الوزير الصيني، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن بكين ستواصل دعم بلدان الشرق الأوسط في “استكشاف سبل التنمية وفقاً لما يتماشى مع ظروفها المحلية، وتقوية التواصل والحوار، والالتزام بالوحدة وتحسين الذات، وتحقيق حسن الجوار والصداقة”.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني، حسبما نقلت “شينخوا” إن بلاده “تولي أهمية كبيرة لتنمية الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين، وتتطلع إلى الحفاظ على تبادلات رفيعة المستوى معها، وتعميق التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية والإقليمية”.

كما أعرب عن “خالص امتنان بلاده للصين” بسبب الدور الذي لعبته بكين في “تعزيز تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية”.

الاتفاق النووي

وبشأن محادثات إحياء الاتفاق النووي، قال وانج يي إن “استئناف التنفيذ الكامل والفعال لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، هو السبيل الوحيد لحل القضية النووية الإيرانية بشكل أساسي”.

وأبرمت طهران والقوى العالمية (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا) في عام 2015 خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي)، قبل أن ينسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

وأعرب وزير الخارجية الصيني، عن استعداد بلاده لتعزيز التنسيق مع جميع الأطراف، منها إيران، لـ”دفع القضية النووية الإيرانية في اتجاه يفضي إلى السلام والاستقرار الإقليميين”.

وبعد الفشل في إحياء الاتفاق عبر المحادثات غير المباشرة التي توقفت منذ سبتمبر الماضي في فيينا، اجتمع مسؤولون إيرانيون وغربيون بشكل متكرر خلال الأسابيع الماضية، لتحديد الخطوات التي من شأنها الحد من الأنشطة النووية الإيرانية سريعة التقدم.

العلاقات السعودية الإيرانية

كان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، استقبل في مدينة جدة، الجمعة، عبد اللهيان، حيث بحثا العلاقات السعودية الإيرانية وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.

وقال وزير الخارجية الإيراني، على منصة “إكس” تويتر سابقاً، إنه أجرى مع ولي العهد السعودي مباحثات صريحة ومفيدة، مشيراً إلى استمرار الاجتماع لمدة 90 دقيقة.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن الجانبين “استعرضا العلاقات بين المملكة وإيران”، و”الفرص المستقبلية للتعاون بين البلدين وسبل تطويرها”، بالإضافة إلى “مناقشة تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها”.

وقبل لقاء ولي العهد السعودي، اجتمع عبد اللهيان، بنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إذ يُعد هذا اللقاء الرابع بين وزيري خارجية البلدين منذ اتفاق استئناف العلاقات.

وبحث وزير الخارجية السعودي مع نظيره الإيراني استمرار الخطوات التنفيذية لاتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في حين أكد عبد اللهيان أن علاقات البلدين “تسير في الاتجاه الصحيح”.

واعتبر الأمير فيصل بن فرحان أن الاتفاق الذي تم توقيعه في العاصمة الصينية بكين يعد “محطة مفصلية في تاريخ البلدين ومسار الأمن الإقليمي”.

وذكر، خلال مؤتمر صحافي مع عبد اللهيان، أن السعودية تأمل في زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى المملكة، في إطار تلبية دعوة الملك سلمان بن عبد العزيز.

مبادرة صينية

في 10 مارس الماضي، أعلنت السعودية وإيران والصين، في بيان ثلاثي، الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما.

وحظى الاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، بترحيب دولي واسع، باعتبارها خطوة تدفع باتجاه الاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط.

وقطعت إيران والسعودية علاقاتهما الدبلوماسيّة في عام 2016، عندما هاجم محتجون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد (شمال شرق).

وفي مطلع يونيو الماضي، أعادت طهران فتح سفارتها في الرياض، في تفعيل لاتفاق المصالحة. وقال السفير الإيراني لدى السعودية علي رضا عنايتي، إن الاتفاق “مقدمة لنظام جديد في منطقة الخليج”، مشيراً إلى اقتراح إيران تنظيم “منتدى حوار إقليمي” مع دول الخليج، بهدف التوصل إلى “ترتيبات أمنية جديدة”.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights