Site icon مصر 30/6

غضب الطبيعة: تداعيات إعصار دانيال تتواصل في ليبيا

تداعيات الإعصار دانيال تتواصل فى أرض التحرير .. 14 بلدية وقرية ومنطقة تدفع فاتورة "غضب الطبيعة" فى ليبيا (صور)

لازالت تداعيات «إعصار دانيال»، تضرب من جديد والأوجاع تسيطر على كل شبر في الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى، وبخاصة مدن درنة والساحل والبيضا وغيرها من المناطق التي تعرضت لخسائر مادية وبشرية بالغة السوء، وأن كان انتهى الاعصار بقوته الطبيعية إلا أن آثاره المدمرة لم تنتهى حتى الان رغم مرور أيام على وقوع «غضب الطبيعة» في درنة، حيث تضررت العشرات من البلديات (المحافظات)، والقرى والمناطق في الجبل الأخضر الواقع شرق ليبيا، ولازالت تدفع هذة المناطق وأهاليها فاتورة غضب الطبيعة حتى الآن ولسنوات مقبلة.

وتواصلت مع شهود عيان جدد في ليبيا، للتعرف على مستجدات الأمور والأوضاع في ليبيا، والذين أكدوا أن الأوضاع للأسف تزداد سوءًا وبشاعة خاصة مع مشاهد الجثث التي ظلت لأيام منتشرة في الشوارع، فضلًا عن الجثث التي لا زال يلفظها البحر ساعة بعد ساعة، بعد أن لفظها الاعصار إلى داخل البحر وقت الذورة، مشيرين إلى أن بشاعة المناظر والمشاهد المأساوية التي طالت المناطق المتضررة نتيجة «الموت المفاجئ بسبب الإعصار»، لازالت تلازم الجميع ولا تختفى عن الأذهان ولا العقول وتظل عالقة لسنوات عديدة دونما أن ينساها أو يتناساها أي مواطن ليبي باعتبارها الفاجعة الأكبر والأشرس والأعنف في تاريخ الجماهيرية الليبية .

تداعيات الإعصار دانيال تتواصل فى أرض التحرير .. 14 بلدية وقرية ومنطقة تدفع فاتورة “غضب الطبيعة” فى ليبيا

 

عمر بوطالب لقنيشى، قال لـ«المصرى اليوم»، «إن الاعصار على الرغم من أنه رحل وترك ليبيا إلا انه ترك اطلالًا في المدن المتضررة تحكى ساعات وأيام الرعب المتواصلة بسبب الإعصار والتى لا يمكن أن يتخيلها عقل بشرى على الاطلاق، فضلًا عن كونها كانت بمثابة الصاعقة التي سقطت على رؤوس الليبيين، مشيراً إلى أنه بالاوضاع الحالية في مدن الشرق الليبى، فلن يكون هناك أي بارقة أمل في عودة الحياة اليها من جديد قبل سنوات قد تصل لعشرات الأعوام».

وأضاف «لقنيشى»، أن بلدية درنة بالتحديد والتى تعتبر المتضرر الاكبر والتى حازت على نصيب الأسد من الدمار والخسائر البشرية والمادية والشهرة أيضاً، لن تعود درنة من جديد قبل أقل من 50 عاماً من الآن، مستطرداً: «لك أن تتخيل أن بلدية كاملة بقراها ومدنها وجسورها ومواطنيها ومنشآتها جرى تسويتها بالأرض»، مشيراً إلى أن ما يدمى القلب أن بعض الليبيين ممن يعرفون اماكن المنازل جاءوا بعد رحيل الاعصار وهم يتذكرون: هنا كان منزل فلان وهنا كانت عائلة فلان وهنا كان وهنا كان وهنا كان.

أما رضا عبدالعزيز لعقيلى، فقال لـ«المصرى اليوم»، إن قرابة 14 بلدية ومنطقة وقرية تضررت بشكل كبير للغاية جراء الإعصار، وأصبحت في طى النسيان للأسف الشديد بسبب غضب الطبيعة، مشيراً إلى أن المناطق المتضررة تضم بلدية تاكنس وجردس ومنيت كل منهما بأضرار مادية كبيرة، وبلدية ساحل الجبل الأخضر توجد بها مناطق (طلميثة والبياضة) تعانى خسائر مادية كبيرة، بالإضافة للمناطق التابعة لها وهي (الوردية- وبطة- وجرجار أمه- وقصر ليبيا بها خسائر بشرية ومادية كبيرة جداً)، ولاتزال فرق المتطوعين والمواطنين تعمل دون وجود دعم من الجهات المسؤولة، وذلك يعود إلى التركيز الكبير على مدينة درنة وضواحيها باعتبارها صاحبة اللقطة منذ بداية الإعصار وتسليط الضوء عليها في البداية.

وأضاف «لعقيلى»، أن هناك بلدية سوسة وبلدية شحات توجد بهما خسائر بشرية ومادية كبيرة، ومنطقة المخيلي ببلدية القبة توجد بها خسائر مادية وبشرية كبيرة، وبلدية المرج يوجد بها خسائر مادية كبيرة، وبلدية البيضاء يوجد بها خسائر مادية، بالإضافة لمنطقة الوسيطة التابعة لها يوجد بها خسائر بشرية ومادية، فضلا عن صاحبة الأزمة الأم وهى بلدية درنة حيث يوجد بها خسائر بشرية ومادية كبيرة جداً خاصة المناطق القريبة من السد الذي سبب فيضان كبير بها وصف بأثار تسونامي أو الأقرب لقنبلة نووية منها، علاوة عن منطقة الوردية بالجبل الاخضر، وهى قرية صغيرة على الطريق الرئيسي بين بلدية البيضاء وبلدية الساحل الجبل الاخضر، اختفت تماماً لم يعد لها أثر، وكذا جسر وادي الكوف القديم بمنطقة الجبل الأخضر والذى ظهر في المسلسل الوثائقى التاريخى عمر المختار، لم يعد موجوداً بعد الاعصار.

ومشاهد انسانية وعبارات كارثية يندى لها الجبين وتوضح حجم المأساة والكارثة التي يتعرض لها الشعب الليبى، وخاصة في درنة، حيث كتب البعض على احد الجدران المتبقى من الاعصار «يعوض علينا الله.. درنة راحت»، في إشارة إلى حجم الخسائر الطبيعية والبشرية والمادية والبنية التحتية التي خلفها السيل ورائه قبل أن يرحل عن المدينة الباسلة.

 

 

Exit mobile version