قال المحلل السياسي التركي موسى أوزوغورلو، المختص بالشؤون الدولية إن “الورقة الوحيدة في يد تركيا لطرح دور الوسيط بين تل أبيب وحماس هي قربها من المنظمات الفلسطينية، وفي مقدمتها حماس”
-
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استعداد بلاده للعب دور الوسيط بين إسرائيل وحركة “حماس” لإنهاء الحرب التي اندلعت بين الجانبين منذ أربعة أيام، فهل يستطيع الرئيس التركي أن يلعب بالفعل دور الوسيط بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني كما فعل مع روسيا وأوكرانيا؟
وقال المحلل السياسي التركي موسى أوزوغورلو، المختص بالشؤون الدولية، إن ” الورقة الوحيدة في يد تركيا لطرح دور الوسيط بين تل أبيب وحماس هي قربها من المنظمات الفلسطينية، وفي مقدمتها حماس، وبما أن الرئيس التركي قال عنها سابقاً إنها ليست تنظيماً إرهابياً، وسمح لقادتها بالتواجد في تركيا، لا تريد إسرائيل أن تمنح تركيا هامشاً كبيراً للوساطة المحتملة”.
وأضاف لـ”العربية.نت” أن “تل أبيب قد ترغب لاحقاً في الاستفادة من علاقات أنقرة الوثيقة مع حركة حماس، ولذلك أعتقد أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد تطلبان في الفترة المقبلة مساعدة تركيا وليس وساطتها في إيقاف حركة حماس”، مشيراً إلى أن “اللاعب الأكثر قابلية للعب دور الوسيط بين تل أبيب وحماس هو مصر، فهي موجودة بالفعل على خط الأزمة بين الجانبين ولديها حدود برية مع غزة، ولهذا ربما تكون القاهرة الوسيط الأنسب بين الجانبين في الأوقات الحرجة عوضاً عن تركيا التي تطمح لكسب هذه المهمة”.
وتابع أن “الأوراق التركية لطرح الوساطة بين تل أبيب وحماس ليست رابحة إلى الآن، خاصة أن الحرب الحالية بين الجانبين هي أزمة دولية ورغم أهمية تركيا في المنطقة، لكن الأولوية ستكون مصر فيما يتعلق بالوساطة بين طرفي النزاع”.
ويتفق حسين باغجي، الأكاديمي التركي وأستاذ العلاقات الدولية مع المحلل السياسي أوزوغورلو، حيث قال إن “تركيا لا تملك حتى الآن أوراقاً مهمة تخوّلها لعب دور الوسيط بين تل أبيب وحماس”.
وقال الأكاديمي التركي لـ”العربية.نت” إن “تركيا مرشّحة للعب دور الوسيط بين الجانبين، لكن طرفي النزاع لم يقبلا دعوة رئيسها إلى ذلك”.
وأضاف أن “أردوغان يحاول أن يكون الوسيط، إلا أن ما يعيق ذلك حتى الآن هو انعدام ثقة كلا الجانبين بتركيا من حيث علاقاتها مع الطرفين على حد سواء”.
وكان الرئيس التركي قد أعلن أمس عن استعداد بلاده للعب دور الوساطة لإنهاء النزاع بين إسرائيل وحماس وذلك في اليوم الثالث من الحرب بين الجانبين.
وكشف أردوغان عن رغبة بلاده في لعب دور الوسيط بين الطرفين خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع لمجلس الوزراء عُقِد في أنقرة وأعلن فيه أيضاً عن أن”تركيا تجري الاستعدادات اللازمة لإرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة”.
ومع دخول الحرب يومها الرابع، لم ينجح أي طرف في عقد هدنة بين الجانبين رغم سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى من الطرفين.