لاقت تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، هجومًا واسعًا من قبل دولة الاحتلال، حيث وصفت خارجيتها، تصريحات الأمين العام «بأنها ألحقت الأذى بملايين الإسرائيليين»، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، وهاجمه وزير خارجية الاحتلال، إيلى كوهين قائلا: «فى أي عالم تعيش؟».
هجوم على جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة
وطالب سفير دولة الاحتلال لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، جوتيريش، بالاستقالة الفورية، فهل يلقى أمين عام الأمم المتحدة الحالى مصير الدكتور بطرس غالى، الأمين العام السادس للأمم المتحدة للأعوام من 1992 إلى 1996 الذي اتخذ موقفًا يماثل موقف جوتيريش إذاء مذبحة قانا في لبنان عام 1996.
هجوم حماس لم يأت من فراغ
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قال إن الهجوم الذي شنته حماس لم يأت من فراغ، بل كان رد فعل على ما مارسه الاحتلال منذ 56 عامًا، ونتيجة التوسع الاستيطانى الذي أتى على حساب أراضى الفلسطينيين وهدم لمنازلهم وتهجيرهم، فضلا عن هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
تصريحات أمين عام الأمم المتحدة تحاكى تقرير مذبحة قانا سنة 1996
تصريحات أمين عام الأمم المتحدة الحالى تشبه تقرير مذبحة قانا الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة سنة 1996 الدكتور بطرس غالى، والذى كشف أبعاد الاعتداء الإسرائيلى في لبنان، وبناء عليه رفضت واشنطن منح الدكتور بطرس ولاية ثانية وكان من الواضح حينها أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت، مصممة على معاقبته.
وجاء التقرير بعد أن أرسل غالى جنرالا بلجيكيا وجنرالا هولنديا ليحققا في حادث سقوط قذائف المدفعية الإسرائيلية على مجمع مبانى الأمم المتحدة في قانا، والذى راح ضحيته أكثر من 100 لاجئ من المدنيين.
وأكد غالى حينها أن نتائج التحقيقات أسفرت عن أن الأمر لم يكن نتيجة قصف خاطئ كما زعم الإسرائيليون، ولكن كانت موجهة إلى المعسكر من أجل قتل المجموعة الفلسطينية.
عقب الإعلان، ساهم الإعلام الأمريكى والإسرائيلى في حملة إبعاده من الأمم المتحدة بعد قانا، بينما أكد غالى أن العديد من رؤساء الدول والشخصيات النافذة حول العالم دعّمت ترشيحه، وقد صدر قرار من مجلس الأمن بأغلبية 14 دولة تؤيد إعادة ترشيحه مقابل دولة واحدة استعملت حق الفيتو هي الولايات المتحدة الأمريكية.
موقف أمين عام الأمم المتحدة يتسم بالاستقلالية
قال كمال أبوعقيل، عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية إن موقف أمين عام الأمم المتحدة يتسم بالاستقلالية، والشجاعة، وتقصى الحقيقة، خلافًا لموقف العديد من الدول العظمى على مستوى العالم، حيث يتبنى الغرب اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية دون النظر إلى ماهيته.
وأضاف «أبوعقيل»، في تصريح خاص لـ «المصرى اليوم»، أنه رغم انحياز الدول وبعض وسائل الإعلام العالمية لرأى أمريكا تجاه القضية، فإن الشعوب تتجه للتعرف على الحقيقة، حيث شهدت ألمانيا مظاهرات مؤيّدة للقضية الفلسطينية.
واستطرد عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية أنه من الممكن أن يواصل جوتيريش قيامه بمهام أمين عام الأمم المتحدة، لكن في حالة اعتدال الموقف الأمريكى، تجاه اعتداءات دولة الاحتلال.