أخبار عربية وعالمية

ما هي خطة نتنياهو السرية؟

هل ينجح نتنياهو في تطبيقها على قطاع غزة؟

مع تعقد الأمور في قطاع غزة، وفشل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تحقيق أي إنجاز يذكر، وفي ظل الحديث عن هدنة قريبة، كشفت تقارير صحفية عن “خطة سرية” أعدها نتنياهو للسيطرة على القطاع.
نتنياهو - سبوتنيك عربي, 1920, 01.02.2024
وكشفت صحيفة “جيروزاليم بوست”، الإسرائيلية، عن “مناورة وخطة سرية” لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تهدف إلى إنشاء حكومة عسكرية في غزة، وقيام دولة فلسطينية مستقبلية.
وطرح البعض تساؤلات بشأن خطة نتنياهو والهدف منها، واحتمالية تطبيقها وتداعياتها على فلسطين والمنطقة.
مراحل الخطة
وقالت الصحيفة: “تتضمن المرحلة الأولى تشكيل حكومة عسكرية إسرائيلية شاملة في غزة، للإشراف على المساعدات الإنسانية وتحمل المسئولية عن السكان المدنيين، خلال الفترة الانتقالية”.
وأضافت: “ستكون المرحلة الثانية، تشكيل تحالف عربي دولي يضم السعودية ومصر والمغرب والإمارات والبحرين وغيرها”، مشيرة إلى أنه من “المقرر أن يكون هذا التحالف جزءًا من اتفاق تطبيع إقليمي أوسع، يدعم إنشاء السلطة الفلسطينية الجديدة“.
وأشارت الصحيفة إلى أنه سيكون هناك إنشاء سلطة فلسطينية جديدة “سيكون المسئولون فيها لاينتمون لحركة حماس ولا ينتمون أيضا بشكل مباشر لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس”، مضيفة أن “إسرائيل سيكون لها الحق في إجراء عمليات أمنية في غزة“.
ووفقا للصحيفة، فإنه إذا “سارت هذه المرحلة بسلاسة في إطار جدول زمني، محدد مسبقا، مدته سنتان إلى أربع سنوات، فسوف تعترف إسرائيل بدولة فلسطينية محددة على أراضي السلطة الفلسطينية”.
وأشارت إلى أنه تمّت صياغة هذه الخطة سرا في إسرائيل من قبل هيئة تسمي مجموعة رجال أعمال، كما تمّ مشاركتها أيضا مع جهات أمريكية رسمية. ومن بين رجال الأعمال هؤلاء هناك عدد منهم مقربون من رئيس الحكومة نتنياهو، وأحدهم مقرب بشكل خاص.
بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن - سبوتنيك عربي, 1920, 01.02.2024

قائدان سابقان بالجيش الإسرائيلي وعضو كنيست يطالبون المحكمة العليا بإعلان عدم أهلية نتنياهو لمنصبه
تهجير متعمد
اعتبر عضو المجلس الثوري لحركة “فتح”، تيسير نصر الله، ، أن “خطة نتنياهو السرية تأتي من أجل إحكام السيطرة على قطاع غزة، وهي تتركز وتكمن في تهجير الفلسطينيين من أراضيهم”.
وإن “هذا الهدف الاستراتيجي الأساسي للعداون الإسرائيلي على قطاع غزة، ولا يزال بنيامين نتنياهو حتى الآن يسعى لإنجاز هذا الهدف، وهو يعمل من أجله جاهدا، ويضع الخطط لتحقيقه”.
وأوضح أن “نتنياهو ينفذ خططه من خلال العمليات العسكرية التي يقوم بها في خان يونس، ومحاولة وضع كل النازحين في رفح، للضغط عليهم من أجل النزوح والتهجير القسري”.
ومضى قائلا: “يريد بعد ذلك أن يعيد بناء جدار ومنطقة عازلة بين مستوطنات غلاف غزة وبين القطاع لتقليص مساحة غزة، وضمان عودة المستوطنين إلى تلك المستوطنات وإبقاء السيطرة التقنية لإسرائيل على القطاع كاملا”.
وأوضح أن “هذا الذي يفعله نتنياهو للحيلولة دون وجود مناطق متواصلة بين الضفة وغزة لمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وذلك من أجل أن يضرب كل التوجه الفلسطيني نحو إقامة دولة فلسطينة مترامية الأطرف ومتصلة جغرافيا ببعضها البعض”.
عدسة سبوتنيك ترصد ما خلفه الجيش الإسرائيلي في بعض مناطق الوسطى بغزة - سبوتنيك عربي, 1920, 23.01.2024

وزير فلسطيني: تصريحات التهجير لجزيرة صناعية يمكن إضافتها لوثائق اتهام إسرائيل في محكمة العدل
البقاء في الحكم
بدوره، اعتبر أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن “بنيامين نتنياهو يرى أن استمرار الحرب على غزة هي طوق النجاة الوحيد له، حتى لا ينتهي دوره السياسي في إسرائيل”.
وبحسب حديثه لـ”سبوتنيك”: “يقوم نتنياهو من أجل ذلك بإطلاق المتطرفين من الحكومة الإسرائيلية للتحريض على احتلال قطاع غزة، وبناء المستوطنات بداخلها، وهذا ما كان واضحا في مؤتمر الاستيطان الذي عُقد نهاية شهر يناير المنصرم”.

وقال إن “نتنياهو يريد على أقل تقدير بأن يجد شريطا حدوديا فاصلا، وتمركزا لقواته في عدة مناطق داخل قطاع غزة، وهو ما يؤدي إلى تخفيف قوة الحرب في القطاع، لكنها لن توقفها بشكل كامل ونهائي”.

وأوضح أن “نتنياهو يرى في استمرار الحرب المستعرة على قطاع غزة، سببا كافيا من أجل البقاء في سد الحكم، والحيلولة دون انهيار الحكومة والذهاب لانتخابات أخرى”.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة “حماس” الفلسطينية التي تسيطر على القطاع بدء عملية “طوفان الأقصى”، إذ أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر، ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام، جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل للأسرى من النساء والأطفال، وإدخال كميات من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights