وتتمتع السعودية بأكبر جمهور للأنمي والمانجا بين الدول العربية، وبالتالي أكبر صناعة وسوق للأنمي في الشرق الأوسط، بحسب تقرير (سي سي سي إنترناشيونال).

وذكر عصام البخاري، أن عدد مشاهدي الأنمي في السعودية كان نحو 13 مليوناً في عام 2022، وقد وصل هذا الرقم إلى نحو 60 مليوناً في دول الوطن العربي، ما يثبت حجم السوق الضخم، ويعزز الحاجة إلى إيجاد ميزة تنافسية في هذه السوق محلياً وعالمياً.

صناعة الأنمي ببصمة سعودية.. تحديات وجهود

من المؤكد أن اللغة هي أحد أكبر العوائق أمام انتشار صناعة الأنمي ببصمتها العربية، وهو ما تحاول أن تتحداه شركة مانجا للإنتاج، عن طريق صناعة الرسوم المتحركة وألعاب الفيديو والقصص المصورة في السعودية.

وأشار عصام البخاري، الرئيس التنفيذي لـ (مانجا للإنتاج) إلى أن التحديات الأخرى التي واجهت صناعة الأنمي في العالم العربي قبل سنوات، شملت جودة المحتوى العربي الضعيفة في منافسة المحتوى العالمي، فضلاً عن الفرص الضئيلة التي تلائم المواهب العربية والسعودية التي تعمل على مشاريع الأنمي.

كما أضاف أن الأعمال الموجودة للأنمي في العالم العربي، لم تكن تقدم الصورة الصحيحة عن الثقافة العربية، وهذه التحديات هي ما حاولت (مانجا للإنتاج) تجاوزها في أعمالها الخاصة بالرسوم المتحركة وألعاب الفيديو وكتابة المانجا.

وضمت جهود (مانجا للإنتاج) شراكة مع شركة (توي أنيميشن) اليابانية، والتي استهدفت فتح المجال لتدريب المواهب السعودية على أيدي الخبراء اليابانيين قبل استقطابهم للعمل على إنتاج مشاريع الشركة، بحسب ما قاله عصام البخاري في حديثه لـ«CNN الاقتصادية».

بالإضافة إلى إطلاق برنامج تدريبي لأسس صناعة القصص المصورة «المانجا» الفن الياباني الشهير، ضمن شراكة تجمع بين (مانجا للإنتاج) وهيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية، مع أكاديمية كادوكاوا في مدينة طوكيو اليابانية.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، تجاوز عدد المسجلين في البرنامج 1,700 متدرب ومتدربة في الورش الافتراضية، تأهل منهم 75 للبرنامج التدريبي المكثف، أنتجوا 75 قصة مصورة، وابتُعث 14 متدرباً ومتدربة إلى اليابان لصقل مواهبهم على أيدي خُبراء في هذا الفن.

كما أطلقت وزارتا الثقافة والتعليم السعودية بالشراكة مع «مانجا للإنتاج»، برنامج «تعليم المانجا» لإنتاج القصص المصورة، لنحو ثلاثة ملايين طالب وطالبة في المراحل المتوسطة والثانوية في المدارس الحكومية عبر «منصة مدرستي» الإلكترونية، بهدف تطوير المواهب السعودية.

هل تسهم صناعة الأنمي في دعم اقتصاد المملكة؟

لا تزال صناعة الأنمي والرسوم المتحركة والمانجا السعودية في مهدها، وبالنظر إلى حجم اقتصاد المملكة، فمن الصعب قياس مساهمة هذه السوق الناشئة بالنسبة للاقتصاد في الوقت الراهن.

ومع ذلك، يرى البخاري أن التفاؤل كبير بشأن مستقبل هذه الصناعة، خاصة في ظل توقعات تجاوز قيمة سوق ألعاب الفيديو السعودية نحو 6.5 مليار دولار بحلول 2030، من نحو مليار دولار الآن.

الأنمي يصدّر الثقافة العربية إلى العالم

بدأت أعمال الأنمي السعودية بالانتشار على المنصات العالمية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وهو ما أكده عصام البخاري، رئيس (مانجا للإنتاج)، إذ تجاوزت مشاهدات مسلسل «أساطير في قادم الزمان» 100 مليون مشاهدة على أكثر من 40 منصة عالمية.

كما تُرجم أنمي «الرحلة» السعودي إلى ست لغات حتى الآن على نحو 52 منصة عالمية، وحصد جائزة سيبتيميوس الهولندية لعام 2022 عن كونه أفضل فيلم تجريبي، وهي الأولى من نوعها في تاريخ الأفلام السعودية والعربية.

وبالإضافة إلى ذلك، شاركت شركة «مانجا» في العديد من المعارض ومنها «كوميك كون» الذي تقام نسخته في الشرق الأوسط كل عام في مدينة أبوظبي، وسيقام هذا العام بين التاسع والحادي عشر من فبراير شباط، ومن أبرز مكونات هذا الجناح غرفة مخصصة للدبلجة تتيح لزوار المعرض تجربة مهاراتهم الصوتية في الدوبلاج أمام الحضور.

وقال عصام البخاري، «أعتقد أن السر التميز عندنا هو اعتزازنا بقصصنا وأبطالنا»، مشيراً إلى أن أحد المشاريع الكبيرة لدى (مانجا للإنتاج) يتعلق بتاريخ الدولة السعودية، والذي يرسم لأول مرة شخصية الإمام محمد بن سعود، بالتعاون مع (دارة الملك عبدالعزيز)، واستناداً إلى المعلومات التاريخية.

وأضاف «الآن عندما نرسم هذه الشخصيات العربية، ونقدمها في أعمال فنية، نحن نلهم أطفالنا وشبابنا من أبطالنا لكي يقتدوا بهم، لكي يكونوا هم أبطالاً في المستقبل».