أخبار عربية وعالمية

تصاعد الانتقادات لأميركا بالشرق الأوسط

على الرغم من تليين موقفها تجاه الحرب الدائرة في غزة منذ أكتوبر الماضي، وانتقادها لإسرائيل، فإن موجة “العداء” لا تزال مستمرة حيال سياسة الولايات المتحدة في بعض بلدان الشرق الأوسط.

هذا ما كشفته وثيقة حساسة ولكن غير سرية تلقتها وزارة الخارجية الأميركية.

Protestors rally for a ceasefire in Gaza outside a UAW union hall during a visit by US President Joe Biden in Warren, Michigan, US, Feb. 1, 2024. (Reuters)

فقد تلقت الوزارة عدة تحذيرات وبرقيات من مواقعها في الشرق الأوسط خلال الأسابيع الأخيرة، حول التأثير السلبي المستمر لسياسة الإدارة الأميركية على الصراع في غزة، حسب ما نقلت شبكة “أي بي سي نيوز” اليوم السبت.

وصفت بالسامة

وذكرت إحدى البرقيات من البعثات الأميركية في الخارج أن الولايات المتحدة أصبحت توصف بـ”السامة” بسبب دعم الإدارة لإسرائيل، وتقديمها “شيكا على بياض للرد الإسرائيلي العنيف على هجوم السابع من أكتوبر”.

كما أوضحت تلك الوثيقة التي وصفت بالحساسة ولكن غير السرية، أن “انتقاد المواقف الأميركية مستمر على الرغم من التعديلات الكبيرة التي ظهرت مؤخراً لجهة دعوة واشنطن إلى ضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين في غزة”.

ما دفع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى عقد اجتماع مع وكالات الاستخبارات لتقييم التداعيات، حسب ما أكد مسئولون مطلعون على الأمر.

آثار سلبية على الشركات الأميركية

إضافة إلى ذلك، أوضح عدد من الخبراء أن تصاعد المشاعر المعادية لسياسة أميركا يمكن أن تكون له آثار سلبية على الشركات الأميركية العاملة في المنطقة.

لكن أحد المسئولين قال لشبكة ABC News إن البيت الأبيض ومجتمع الاستخبارات ما زالا غير مقتنعين بأن هذا الموقف سيستمر، حتى مع تأكيد بعض مسئولي وزارة الخارجية أن الأمر قد يستغرق جيلاً كاملاً لإعادة بناء مكانة الولايات المتحدة في بعض البلدان.

كما أضافوا أن الوزارة اضطرت أيضًا إلى إلغاء العديد من فعاليات التوعية، وفي حالة واحدة على الأقل، رفض أحد المكرمين قبول جائزة من الإدارة بسبب غزة.

من غزة (أرشيفية-رويترز)
من غزة

وكان مئات الموظفين في الخارجية الأميركية وإدارات أخرى وجهوا منذ نوفمبر الماضي، رسائل امتعاض تجاه السياسة التي تعتمدها بلادهم في مقاربة الحرب الإسرائيلية على غزة، كما انتقدوا عجز إدارة بايدن عن وقف إطلاق النار.

كذلك أعرب عدد من المساعدين العاملين في الكونغرس الأميركي عن انزعاجهم من البقاء صامتين على ما يدور في غزة.

لكن هذا التقييم الجديد أو الوثائق الجديدة أتت هذه المرة، بعد أن بدأت إدارة بايدن مؤخراً في توجيه بعض الانتقادات إلى الحكومة الإسرائيلية، ولعل أول انتقاد أثار حفيظة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جاء في ديسمبر الماضي، حين أشار بايدن إلى اعتقاده بأن حصيلة الضحايا المدنيين الفلسطينيين غير مقبولة.

وقد تبعته انتقادات أخرى، آخرها موقف واشنطن الصارم لجهة رفضها تهجير الفلسطينيين واجتياح محافظة رفح التي يتكدس فيها نحو مليون و400 ألف فلسطيني، وتأكيدها أهمية إقامة دولة فلسطينية بعد انتهاء الحرب.

إلا أنه رغم ذلك، لا تزال تلك الانتقادات توصف بالخجولة، لاسيما أن واشنطن مستمرة في إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، وسط ارتفاع يومي لأعداد القتلى المدنيين الفلسطينيين والذي وصل إلى أكثر من 28 ألفا.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights