Site icon مصر 30/6

سيرة أم المؤمنين حفصة بنت عمر

حفصة بنت عمر

ولدت أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنها ـ وقريش تُعيد بناء الكعبة قبل بعثة النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ بخمس سنوات، تزوجت خُنيس بن حذافة السهمى وهاجرت معه إلى المدينة، واستشهد فى غزوة أحد متأثرًا بجراحه.

تألم عُمر لوفاة خٌنيس وترمل ابنته فرأى أن يختار لها زوجًا تأنس بصحبته، فذهب الى أبي بكر الصديق ـ رض الله عنه ـ يحدثه عن حفصة، والصديق يُصغي إليه، ولكنه ظل صامتًا ولم يجبه فغضب عمر وذهب الى عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ الذى توفيت عنه زوجته السيدة رقية بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد غزوة بدر، ولكن عثمان رفض فغضب عمر غضبًا شديدًا؛ لرفضهما ابنته.

انطلق عمر ـ رضي الله عنه ـ إلى الرسول ليشكو صاحبيه، فتلقاه النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ هاشًا باشًا مُلاطفًا يسأله عما به، ونفض عمر لدى النبى الكريم ما يؤرقه ويرهقه، فتبسم النبى، وقال يتزوج حفصة من هو خير من عثمان ويتزوج عثمان من هى خير من حفصة.

وتهلل وجه عمر وقلبه وخرج مسرعَا يزف إلى ابنته وأصحابه وإلى المدينة كلها بُشرى الخطبة المباركة، وكان أول من قابله أبو بكر الذى فهم على الفور سر تهلل عمر وفرحته وهنئه معتذرًا، قائلاً له:”لا تجد على يا عمر فإن رسول الله ذكر حفصة، فلم أكن لأفشى سر رسول الله ولو تركها لتزوجتها”.

تزوج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من حفصة فى السنة الثالثة من الهجرة، وكانت ـ رضى الله عنها ـ صوامة قوامة لا يُعرف عنها إلا التُقى، فعندما طلقها رسول الله جاءه جبريل ـ عليه السلام ـ، فقال:”راجع حفصة فانها صوامة قوامة وهى زوجتك فى الجنة”.

كانت حفصة هى الوحيدة بين نساء النبى التى كانت تعرف القراءة والكتابة، فكانت ذات فصاحة وبلاغة، وكانت هى الوحيدة التى اختيرت من أمهات المؤمنين جميعًا ليحفظ عندها المصحف المكتوب كاملاً ولذلك لقبت بـ”حارسة القرآن”.

وأقامت حفصة فى المدينة عاكفة على العبادة صوامة قوامة إلى أن حانت ساعة الرحيل، فأوصت لاخيها عبد الله بن عمر  ـ رضي الله عنهما ـ بكل ما أوصى لها أبوها وبكل ما تركه فى عهدتها، وعهدت إليه بمال يتصدق به، وماتت حفصة بالمدينة فى عهد معاوية بن أبى سفيان، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة وقتئذ، وشُيعت إلى مثواها الأخير بالبقيع مع أمهات المؤمنين.

Exit mobile version