Site icon مصر 30/6

هل تتحمل حماس مسئولية تدمير قطاع غزة؟

بعد مرور 6 أشهر على الحرب في غزة، تشير غالبية التقديرات إلى فشل حركة حماس في تحقيق أي أهداف لها، بينما يئن قطاع غزة تحت وطأة كارثة إنسانية يعاني الغالبية العظمى من سكانه مخاطر الجوع والدمار والمرض، بينما يقف قيادات الحركة عاجزين عن تقديم أي حلول.

ويرى مراقبون أن الحركة تتحمل المسئولية إلى جانب إسرائيل عن انهيار الأوضاع داخل القطاع، وتعجز في الوقت الراهن عن تقديم أي حلول للأزمة الكارثية.

وتقول حماس إنها نفذت هجومها في السابع من أكتوبر على مستوطنات غلاف غزة، استباقا لخطة إسرائيلية لاجتياح القطاع وتصفية القضية الفلسطينية، ثم قالت إنها أرادت “تحريك القضية الفلسطينية” التي سقطت من الحسابات الدولية وأصبحت رهينة الممارسات الإسرائيلية.

وفي اكثر من مناسبة، أوضح مسئولون في الحركة أنهم تفاجئوا بنتائج هذا الهجوم والرد الإسرائيلي عليه.

 هل هزمت حماس؟

بينما تصل إسرائيل للسيطرة على ما يتجاوز 70 في المئة من القطاع، يرجح مراقبون نهاية حكم الحركة داخل القطاع، مع بلوغ الأزمة الإنسانية مرحلة كارثية.

تشير تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن أكثر من 18 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس قد تم تفكيكها كقوات منظمة وتحولت إلى خلايا حرب عصابات أصغر.

ويُعتقد أن ما يقرب من نصف مقاتلي الجماعة البالغ عددهم 40 ألفا قد قتلوا أو أصيبوا.

وقال مسئولون عسكريون إسرائيليون إن الجزء الأكبر من كتائب حماس المتبقية انسحبت إلى مدينة رفح الجنوبية ومخيمي اللاجئين النصيرات ودير البلح في وسط غزة.

وفي الوقت نفسه، يعاني المدنيون في غزة من كارثة إنسانية متفاقمة.

ويرى مراقبون أن حماس كان لديها “افتراض خاطئ” بأن رد إسرائيل على 7 أكتوبر سيؤدي إلى انتفاضات شعبية ضد الدولة اليهودية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، الأمر الذي لم يتحقق.

يقول رئيس مركز الأفق للدراسات في رام الله، إبراهيم دلالشة، إن حماس قد ورطت شعب غزة في كارثة إنسانية، ولا تملك تقديم حلول بعد أن فقدت سيطرتها على قطاع غزة بشكل شبه كامل.

 صراع من أجل البقاء “فقط”

ويرى دلالشة أن حماس تحاول في الوقت الراهن تعزيز بقاءها السياسي داخل القطاع، أو ما تبقى منه في ضوء سيطرة الجيش الاسرائيلي عسكريا عليه، وتفشل حتى اللحظة في دفع المفاوضات الراهنة لتحقيق هدف البقاء، في ضوء إصرار حكومة نتنياهو على القضاء على حكم الحركة بشكل كامل.

ويقتصر هدف حماس في الوقت الراهن على ضمان البقاء كحركة، وتصر عاى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في ضوء محاولة إعادة ترتيب الأوراق.

ووفقا لصحيفة فايننشال تايمز، فقد انخرط مسئولو حماس في محادثات للسماح للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بإعادة تأكيد سيطرتها على غزة من خلال “لجنة قيادة مخصصة” أو حكومة تكنوقراط تم تشكيلها حديثا.

حركة حماس تتفاوض من أجل بقائها في غزة

 حسابات خاطئة؟

ترى الخبيرة الأميركية المختصة بالشئون السياسية والأمنية إيرينا تسوكرمان أن حماس قد أساءت التقدير وفشلت في تحقيق أي أهداف:

 النتيجة

بحسب تسوكرمان، تكبدت حماس خسائر أكبر بكثير مما توقعت، واستمرت الحرب لصالح إسرائيل عسكرياً دون انحراف كبير عن أي قوى أخرى.

وتمكن الإسرائيليون من تعطيل هجمات مماثلة خططت لها خلايا مختلفة في الضفة الغربية.

وفشلت خطة فتح جبهة أخرى وإحداث مستوى مماثل من الضرر من هذا الاتجاه فشلت بالكامل، وتركت حماس لتتدبر أمرها بنفسها.

ومن التطورات الأخرى غير المتوقعة بالنسبة لحماس هو الإغلاق الجزئي للأونروا، وخاصة قطع التمويل الأمريكي الذي يبدو أنه أفاد حماس بشكل مباشر أكثر بكثير، لذا فإن بعض التخفيض في التمويل كان له تأثير كبير على الإيرادات.

أزمة القرار المتفرد

من جهته يرى الصحفي والباحث المصري المتخصص في الشئون العربية أحمد جمعة أن تفرد قيادة حركة حماس العسكرية بالقرار الخاص بهذه العملية أربك حسابات الفصائل الفلسطينية التي لم تتوقع أن تمتد الحرب الإسرائيلية لستة أشهر ولا تزال مستمرة في كافة مناطق القطاع

واعتبر أن ذلك وضع قيادة حماس السياسية في حرج كبير لعدم قدراتها على اجبار الجانب الإسرائيلي بوقف الحرب على غزة رغم امتلاكها أقوى ورقة في المعادلة وهي ورقة “الأسرى الإسرائيليين” بسبب تمسك حكومة بنيامين نتنياهو باستمرار العمليات العسكرية على عدة جبهات سواء الجنوبية مع غزة أو الشمالية مع لبنان ومحاولة التصدي لهجمات الحوثيين في منطقة البحر الأحمر.

فتح: حماس تتصرف بشكل منفرد وتتجاهل بقية المكونات

 تفرد حماس بقرار التحرك العسكري بعيدا عن الفصائل الفلسطينية الأخرى وتمسكها بشروطها في العملية التفاوضية أحدث نوع من الغضب بين صفوف باقي الفصائل التي كانت ترى ضرورة أن يكون هذا القرار بالتشاور وليس بشكل فردي من قيادة القسام، وهو ما كان سببا في التوتر بين فتح وحماس وكذلك حالة الغضب المكبوت داخل قيادة الجهاد الإسلامي التي استنزفت قدراتها العسكرية بشكل كبير في حرب مايو 2023 وكذلك الحرب الأخيرة المستمرة حتى اللحظة.

فقدت حماس السيطرة بشكل كبير على زمام الأمور في قطاع غزة وبات ذلك واضحا في محدودية العمليات التي ينفذها مقاتلي القسام وكذلك ندرة الصواريخ التي تطلق على المستوطنات الإسرائيلية، مع دفع فاتورة باهظة تتمثل في دماء المدنيين حيث استشهد 32 ألف شخص وأًصيب 74 ألف آخرين، في واحد من أطول الحروب التي خاضتها إسرائيل خلال العقود الماضية ضد فصائل مسلحة.

إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟

Exit mobile version