في حياتنا اليومية، من الطبيعي أن نتعرض لمواقف تثير فينا الضغط والغضب، مما يؤدي أحيانا إلى فقدان السيطرة على أعصابنا، والتعامل مع هذه اللحظات الصعبة يتطلب تقبل واقعية المشاعر والتفكير بشكل هادئ ومواجهة الموقف بشكل بناء.

وبرغم أن الغضب جزءا طبيعيا من كونك إنسانا، لكن هذا لا يعني أنه شعور جيد، وبينما لا يمكنك العودة وتغيير رد فعلك، هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لعلاج الموقف.

وفي هذه السطور، سنلقي نظرة على كيفية التعامل مع فقدان السيطرة على الأعصاب وكيفية التعامل مع الضغط والغضب بشكل فعّال.

5 نصائح فعالة للتعامل مع الغضب

ابتعد عن الموقف

بالطبع ستكون غريزتك الأولى هي السيطرة على الضرر، من خلال  المبالغة في شرح نفسك والتفكير الزائد في ما كان يمكنك فعله وما كان ينبغي عليك فعله بشكل مختلف. ولكن في الواقع، يجب الابتعاد قدر المستطاع، إذ يساعدك الابتعاد قليلا على الهدوء والسيطرة على الغضب.

تمرين التنفس العميق السريع

عند الشعور بالغضب وفقدان السيطرة، فإن “التنفس البطني” يمكن أن يساعدك على الهدوء والتخلص من العصبية. قد يبدو الأمر معقدًا، ولكنه يعني فقط التنفس من خلال بطنك، بدلاً من صدرك.

وللقيام بذلك: ضع إحدى يديك على صدرك والأخرى على بطنك. قم بالشهيق من خلال أنفك والزفير من خلال فمك، مع الانتباه جيدًا لكيفية صعود وهبوط بطنك وقفصك الصدري.

هذا التمرين البسيط لا يخفف التوتر فقط، بل يمكن أن يساعد أيضًا في تشتيت انتباهك عن الشعور بالذنب أو القلق المستمر. وعندما لا يكون عقلك مشوشًا بمثل هذه المشاعر، فمن المحتمل أن تكون قادرًا على التفكير بشكل أكثر وضوحًا، والتصرف بشكل أكثر فعالية.

القليل من الذنب ليس سيئا

الشعور بالسوء تجاه التقليب يمكن أن يكون أمرًا جيدًا، لكن يتطلب الأمر الكثير من الوعي الذاتي لإدراك أن الصراخ وتوجيه الشتائم ليسا أفضل الطرق للتعامل مع الموقف المحبط، وأن الشعور بالذنب والنقد الذاتي قد يكون اعترافًا خفيًا بأنك تعلم أنه كان عليك التعامل مع غضبك بطريقة أخرى.

كن محددًا عندما تعتذر

قد تعتقد أن كلمة “آسف” كافية عندما يؤدي فقدان أعصابك إلى إيذاء شخص آخر، لكن جميع الاعتذارات ليست متساوية، فالطريقة التي تقول بها الأمر مهمة، ولهذا السبب يوصي الخبراء بأن تكون محددًا.

على سبيل المثال، يمكنك أن تقول شيئًا مثل: “أنا آسف لأنني رفعت صوتي. لم يكن من المفترض أن أتحدث معك بهذه الطريقة.” والأفضل من ذلك، تضمين الالتزام بكيفية تحسينك في المستقبل، مثل: “سأبذل جهدًا للتحكم في مشاعري”.

فكر في التعامل مع غضبك بشكل أفضل في المرة القادمة

بالحديث عن التركيز على المستقبل، فإن التفكير في فقدان السيطرة الذي حدث لن يغير شيئاً. لذا بدلًا من تكرار تلك اللحظة السيئة في رأسك مرارًا وتكرارًا، هناك طريقة أكثر إنتاجية للتعامل مع الأمر: أعد صياغة الموقف كتجربة تعليمية.

أحيانا، قد يشعر الشخص بالسوء الشديد، والخجل الشديد، لدرجة أنه يعزل نفسه أو يتجنب النظر فيما حدث، وهذا قد يبقيك عالقًا في حلقة مفرغة من الحديث السلبي عن النفس. لذا ينصح الخبراء أن تهدأ أولا، ثم خذ بضع دقائق للتفكير، أو اكتب ما ستفعله بشكل مختلف في المرة القادمة التي تغضب فيها.

قد يكون الاعتراف بالخطأ أمرًا غير مريح، خاصة إذا كنت تشعر بالخجل أو أنك لا تجيد الاعتراف بأخطائك. ولكن وفقًا للخبراء، فإن بذل جهد حقيقي للاعتراف بما حدث والتفكير فيه، ثم العمل على منع حدوث ثوران آخر، هو أفضل طريقة للمضي قدمًا.