Site icon مصر 30/6

سيوة على خريطة السياحية العالمية

سيوة

خطة شاملة تشهدها مدينة سيوة والواحات التابعة لها والتى تبعد ٣٠٠ كيلومتر جنوب مدينة مرسى مطروح لتدخل المنافسة العالمية كمقصد سياحى عالمى لما تضمه من مقومات طبيعية فريدة منها الأجواء المعتدلة طوال العام وعيون المياه الفوارة الساخنة والباردة مثل عين كليوباترا والعرائس وطامووس وبحيرات الملح الطاردة للطاقة السلبية ورمال جبل الدكرور التى تستخدم فى العلاج بالدفن بالرمال لتخفيف الروماتيزم وبعض الأمراض وغيرها، بالإضافة إلى الآثار الموجودة على أرضها ومن أشهرها اطلال مدينة شالى القديمة وقاعة ومعبد آمون تتويج الاسكندر الاكبر وجبل الموتى الذى يضم مقابر فرعونية ملونة منحوتة فى صخوره.

ويقول اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، ان تنفيذ تلك الخطة بدأ بالحفاظ على الطابع المعمارى المميز لمنازل سيوة القديمة حيث يشترط أن تكون جميع واجهات المبانى والعمارات والمنازل والمنتجعات السياحية الجديدة بالواحة مدهونة بطبقة الكيرشيف الملحية، وبالنسبة للمبانى التى تم تشييدها قبل الخطة يجرى دهان معظمها بطبقة الكيرشيف بالجهود الذاتية والمشاركة المجتمعية مع الاستمرار فى عمل الأرصفة والبلدورات من الحجر المحلى الموجود بالواحة وتصميم أعمدة الإنارة بالشوارع بشكل يتلاءم مع الطابع البيئى المعمارى لسيوة.

ويقول محمد أنور مدير عام السياحة بمطروح، إنه يجرى حاليا تطوير متحف البيت السيوى والذى تم إنشاؤه فى الثمانينيات للحفاظ على التراث بالواحة ويتعرف الزائر من خلاله على البيت السيوى من الداخل وتم تشييده من الطين المخلوط بالملح المعروف باسم الكيرشيف والسقف من جذوع النخيل وهو يحاكى منازل سيوة القديمة تماما وهو مكون من طابقين وسيتم عرض الملابس التراثية للاهالى الواحة فى المناسبات المختلفة منها ملابس العروس «إملال شريح» و» إشراح ناحواق» بالإضافة إلى الإكسسوارات الفضية ومن اشهرها «انطاد نازوار» وخاتم» بخماس» والدملج والغوايش والدلايات والأساور والأقراط التى تتزين بها المرأة السيوية.. كما يضم المتحف تماثيل من الشمع لرجال من سيوة وهم يرتدون الملابس السيوية فى المناسبات المختلفة بالإضافة إلى اوانى الطعام الفخارية وأدوات الزراعة، اليدوية البدائية التى كان يستخدمها الأهالى فى الزراعة بالإضافة إلى مشغولات الجريد التى تشتهر بها الواحة.

ويؤكد محمد بكر رئيس مدينة سيوة أن تطوير مدينة شالى الأثرية التى تقع فوق هضبة وسط الواحة أسهم بشكل فعال فى نجاح خطة إعادة إحياء تراث الواحة القديمة وتنشيط السياحة بها، حيث تم من خلال عملية تطوير المدينة التى تعد قلعة أثرية نادرة عالميا بعد أن ظلت عشرات السنين مهملة مما أدى إلى انهيار معظم حوائطها ومنازلها وأسوارها، لافتا الى ان المدينة تم إنشاؤها قديما لحماية أهالى الواحة من الغزوات التى تتعرض لها من الأعداء وعندما شعر أهالى الواحة باستقرار الحالة الأمنية فى عهد محمد على باشا هجرها سكانها وشيدوا منازلهم فى المناطق المنخفضة بالقرب من المناطق الزراعية بالواحة وتركوا المدينة لتصبح أطلالا على مر السنين .

ويقول المهندس عماد فريد مدير مشروع إحياء مدينة شالى والذى تم تمويله من الاتحاد الأوروبى إن تطوير شالى حقق الهدف منه وهو إحياء التراث المعمارى المميز للمدينة وإعادتها إلى سابق عهدها وتحولت إلي منطقة تراث عالمى من خلال منظمة اليونسكو‪،‬ وقد تضمنت عمليات ترميم شالى إعادة جميع حارات وشوارع المدينة والسور الذي يحيط بها بمواد البناء القديمة وتم ترميم مجموعة من البيوت القديمة المحيطة بها . موضحا أن الهدف من مشروع احياء المدينة أن تكون منطقة للسياحة البيئية الفريدة على مستوى العالم مما يكون له أكبر الأثر فى تنشيط السياحة البيئية بالواحة وجذب السياحة الخارجية لها ورفع المستوى الاقتصادى لأهالى الواحة من عائد السياحة البيئية لشالى . كما تشهد المحلات المتاخمة لمدينة شالى الأثرية التى تم تطويرها لتتلاءم مع الطابع البيئى لمدينة شالى الأثرية إقبالا كبيرا من السياح والزوار القادمين لمشاهدة المدينة، حيث يتم عرض الكليم والسجاد والبطاطين والحوايا المصنوعة من صوف الأغنام ووبر الإبل والشنط والأحذية المصنوعة من جلد وشعر الماعز الصحراوي، بالإضافة إلى فساتين المرأة السيوية الفريدة فى تصميماتها والمشغولات والمصوغات الفضية التى قامت المرأة السيوية بصناعتها بتصميمات من التراث السيوي، كما تعرض منحوتات الملح الصخرى المُضِيء مثل الاباجورات.

ويقول اللواء أشرف إبراهيم سكرتير عام محافظة مطروح أن المحافظة حريصة علي الاستمرار فى إقامة المهرجان الدولى للتمور بسيوة، الذى يتم تنظيمه بالتعاون بين وزارة التجارة والصناعة ومحافظة مطروح وجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعى للعام السادس على التوالى وبمشاركة ٨٤ شركة ومؤسسة منتجة للتمور بمصر والدول العربية المشاركة ويهدف إلى الارتقاء بصناعة التمور والعناية بالنخيل وأصنافها المتنوعة والحفاظ على المتميزة منها، مع تعظيم العائد الاقتصادى والنهوض بمزارع النخيل بالواحة وستتم هذا العام إقامة المهرجان للعام السابع على التوالى الذى يسهم فى تنشيط السياحة بشكل فعال .

يقول الشيخ عمر راجح، من كبار عواقل سيوة، إن ذكرى احتفالات واحة سيوة بعيد الحصاد الذى تتم إقامته فى الليالى القمرية من شهر أكتوبر من كل عام والذى تحول إلى عيد للسياحة بالواحة يعود إلى أكثر من ١٠٠ عام، حيث دارت معارك وحروب بين أهالى الواحة الشرقيين والغربيين بسبب الخلاف على الأراضى وقد زادت تلك الخلافات مع نزول الأمازيغ الشرقيين من جبل الدكرور والعيش فى السهل، حتى ظهور الشيخ محمد المدنى الظافر الذى أسس الطريقة المدنية الشاذلية بسيوة واكتسب ثقة وحب أهالى الواحة وتمكن من إنهاء الصراع بين أهالى الواحة الشرقيين والغربيين، وتقوم المحافظة بالتنسيق مع الأهالى لإعادة تنظيم هذا الاحتفال الذى توقف عدة سنوات .

ويقول المهندس آمون مرتضي، رئيس جهاز تعمير الساحل الشمالى الغربى وسيوة، إنه تم حاليا الانتهاء من المرحلة الأولى لطريق سيوة الخرساني وتبلغ تكلفته أكثر من ٢‪,‬٥ مليار جنيه ويبلغ طوله ٣٠٠ كيلومتر ويتكون من ٦ قطاعات ويقوم بتمويله الجهاز المركزى للتعمير ومن خلال جهاز تعمير الساحل الشمالى الغربى وسيوة وسوف يسهم الطريق بعد ازدواجه فى تنمية واحة سيوة فى جميع المجالات الاقتصادية والسياحية والصناعية والزراعية، وهو من أكبر مشروعات الطرق بالمحافظة الذى يجرى العمل به بأحدث تقنيات الرصف الخرسانى .

Exit mobile version